ساعد ظهور الذكاء الاصطناعي في تسهيل العديد من الأمور التي كانت تستهلك الكثير من الوقت سابقًا، مثل التنقل عبر المطارات، إذ بغض النظر عن وقت وصولك إلى المطار، فإن هناك الكثير من الأمور الواجب القيام بها قبل اللحاق بالرحلة وصعود الطائرة مثل التحقق من الحقائب والانتقال إلى فحوصات الأمان والتحقق من هويتك وغيرها من الأمور الأخرى، والتي تتم من خلال طوابير تستهلك الكثير من الوقت والجهد.
ويحاول علماء الحاسب إنهاء تلك المعضلة عبر تطوير طريقة لتحديد الشخص بدقة وبدون عناء، وذلك عبر نظام جديد بمقدوره التعرف على أساليب المشي الفردية الفريدة من نوعها بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بحيث يمكنه من الناحية النظرية استبدال الماسحات الضوئية لشبكية العين وبصمات الأصابع عند نقاط التفتيش الأمنية، بما في ذلك المطارات، كما يمكن استخدام هذا النظام للتجسس على الأشخاص.
ويعتمد النظام على الشبكات العصبونية القادرة على إيجاد أنماط محددة في طريقة مشي الأشخاص، بحيث يمكن استخدام تلك الأنماط للتعرف على الأشخاص بشكل دقيق، وذلك وفقًا لبحث جديد تم نشره حول تحليل الأنماط وذكاء الآلة، والذي يوضح أن النظام الجديد المسمى SfootBD أكثر دقة بمقدار 360 مرة بالمقارنة مع الطرق التقليدية السابقة، ولا يتطلب من الشخص أن يكون حافي القدمين.
وتعد متطلبات النظام الجديد أقل من متطلبات أنظمة التحقق البيومترية الأخرى، مثل الماسحات الضوئية لشبكية العين أو بصمات الأصابع، وأوضح Omar Costilla Reyes، عالم الحاسب في جامعة مانشستر والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة “كل إنسان لديه ما يقرب من 24 عامل من العوامل والحركات المختلفة عند المشي، مما يعني أن كل فرد لديه نمط فريد ومميز لطريقة المشي”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وعمد عالم الحاسب إلى تجميع قاعدة بيانات تتكون من 20 ألف عينة من أكثر من 120 شخصًا في سبيل إنشاء هذا النظام، حيث تم قياس كل خطوة باستخدام لوحة لقياس الضغط على الأرض وكاميرا عالية الدقة، وقام نظام الذكاء الاصطناعي المعتمد على الشبكات العصبونية الدقيقة بالبحث من خلال البيانات وتحليل توزيع الوزن وسرعة المشي ومقاييس ثلاثية الأبعاد لكل نمط مشي، بحيث اعتمد النظام على طريقة المشي بدلًا من اعتماده على شكل القدم.
وقال Omar Costilla Reyes “إن محاولة التعرف على طريقة المشي من خلال مراقبة قوة الضغط التي تمارس على الأرض أثناء السير على الأقدام أمر صعب للغاية، ويعود هذا إلى الاختلافات الدقيقة في طريقة المشي بين شخص وآخر، مما يجعل من الصعوبة بمكان تحديد ذلك يدويًا، ولهذا السبب كان علينا التوصل إلى نظام ذكاء اصطناعي جديد لحل هذا التحدي من منظور جديد”.
ولاختبار نظام SfootBD، فقد راقب الفريق المطور للنظام المشاركين في ثلاثة سيناريوهات مختلفة هي نقاط التفتيش الأمنية في المطارات وأماكن العمل والمنازل، كما قام الباحثون باختبار مجموعة من الأشخاص لمعرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على إخبارهم عند محاولة شخص ما تزييف طريقة مشية شخص آخر، وأظهرت النتائج أن النظام كان في المتوسط دقيقًا بنسبة 100 في المئة في تحديد الأفراد، مع معدل خطأ يبلغ 0.7 في المئة فقط.
تجدر الإشارة إلى أن المحاولات السابقة لتطبيق مثل هذه التقنية شملت فحص الأفراد الذين لا يستخدمون أحذيتهم، بالإضافة إلى تقنية التصوير ثلاثية الأبعاد التي قارنت أسلوب مشي شخص ما مع اللقطات الملتقطة بواسطة كاميرات CCTV، لكن التقنية الجديدة أكثر دقة من تلك الأساليب، وذلك على الرغم من أنها تتطلب استخدام أرضية فريدة من نوعها مزودة بأجهزة استشعار مدمجة فيها لقياس المتغيرات المرتبطة بسلوك المستخدم وكاميرا عالية الدقة، كما أنها تحتاج إلى قاعدة بيانات للمعلومات بحيث يمكنها مقارنة نتائجها مع السجلات المحفوظة.