كان المستثمرون قديماً بحاجة إلى التحدث مع شركة التداول أو وسيط التداول الذي يتعاملون معه للقيام بصفقات التداول بدلاً عنهم ولكن مع ظهور الإنترنت اختلف هذا الواقع، حيث أصبح الكثير من وسطاء التداول يقدمون منصات للتداول عبر الإنترنت بحيث يتمكن المستثمرون من إجراء صفقات التداول بأنفسهم>
ومنصات التداول عبر الإنترنت هي عبارة عن برامج أو تطبيقات تسمح للمستثمرين بالقيام بفتح وغلق والتحكم في صفقات التداول، وتحتوي منصات التداول علي جميع الوسائل المساعدة التي تدعم المستثمرين للنجاح في التداول مثل المؤشرات التي يستطيع المستثمر من خلالها التكهن بما سيرتفع وما سيهبط سعره. وبفضل التداول عبر الإنترنت يتمكن المستثمر من وضع أوامر الشراء والبيع ومن متابعة الأسعار بشكل آنيّ، ونستطيع أن نقول أن الإنترنت غيّر شكل التداول بسبب السرعة في تقديم المعلومات المختلفة التي يحتاج إليها كل مستثمر وقلل التكلفة بشكل ملحوظ، فقد أعطى التداول الإلكتروني لكل مستثمر في العالم الفرصة للانضمام إلى سوق تداول العملات الأجنبية والرقمية وتداول الذهب والنفط وغيرها، كما أن التداول الإلكتروني متاح 24/5 على عكس التداول بالطرق التقليدية فيمكن ذلك حتى من البيت وكل ما يلزم هو وجود حاسوب الإلكتروني أو هاتف ذكي واتصال بالإنترنت.
لقد شهدت أسواق العملات الأجنبية “التداول الفوري“ ارتفاعاً غير مسبوق في أحجام التداول خلال العقد الماضي بسبب مساهمة التقنيات الرقمية المالية التي سهلت وصول الأفراد إلى هذه الأسواق التي لطالما بقيت حكراً على الشركات الكبرى والصناديق الاستثمارية لأمد طويل، حيث وصلت أحجام التداول اليومي في سوق التداول الفوري إلى نحو 5.3 تريليون دولار يومياً بحسب آخر إحصائيات بنك التسويات الدولي لتصبح سوق التداول الفوري هي أكبر الأسواق المالية من حيث أحجام التداول اليومية.
إن التقنيات الرقمية المالية الحالية لا تعد ولا تحصى وهي متاحة للتجار وللوسطاء في سوق تداول التداول الفوري على السَّواء وهذا ما يحمي الأسواق والأصول بشكل أفضل، حيث يمكن أن تؤدي برامج التنبؤ بالمخاطر والتحليل المحسّن والتعلم الآلي وغيرها إلى تحسين الكيفية التي نتداول فيها وتساعدنا في تجنب المخاطر التي نواجهها على المدى الطويل في عمليات التداول في الأسواق المالية والأسهم، فإذا أخبرنا برنامج تحليلي أنه من المحتمل حدوث انهيار في السوق في المستقبل القريب فعلى الأغلب سنتوقف وسنفكر ملياً بجدوى الاستمرار في هذا الاستثمار وغالباً ما سنتوقف عن الاستثمار في هذا السوق وسنتحول إلى أسواق أخرى مختلفة أو إلى الاستثمار في بلدان مختلفة.
إن الشركات الناشئة العاملة في مجال التقنيات الرقمية المالية وجميع التقنيات الجديدة التي تقدمها للسوق لا يتم التعرف عليها دائماً على نطاق واسع من قبل الجمهور، ولكن فوركس تقدم طريقة للمتداولين وللعموم للحصول على نظرة أفضل على ما هو معروض من إدارة الحسابات إلى تقنية المعاملات وبالتالي أصبحت خدماتنا المالية أكثر تبسيطاً وسهولةً في الإدارة على أساس يومي.
قدمت الشركات الرائدة في هذا المجال بالفعل تحسينات فيما يدعى HFT وهو يرمز إلى التداول عالي الوتيرة، ففي خوارزميات HFT التي تتطور بشكل مستمر وتعمل تقنية الأتمتة على تحسين كل صناعة مهما كانت طبيعتها في وقتنا الراهن، وغالباً ما تقضي تقنيات الأتمتة هذه على الحاجة إلى التفاعل البشري تماماً فأصبحت الروبوتات والخوارزميات المبرمجة بالكمبيوتر شائعة في سوق تداول العملات الأجنبية (التداول الفوري)، وهو ما أتاح للمتداولين فرصة الوصول إلى أحجام تداول أعلى مع مخاطر أقل بكثير.