يتزايد الضغط حاليًا على شركة جوجل فيما يتعلق بتحقيق جديد حول مكافحة الاحتكار، إذ يدعو أحد كبار أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس الحكومة الأمريكية إلى التحقيق في عملاقة البحث، وهي أحدث علامة على أن بعض المشرعين في الحزب مستعدون لتحدي صناعة التكنولوجيا، وتأتي الشكوى الجديدة من كيث إليسون Keith Ellison، عضو اللجنة الوطنية الديمقراطية والممثل عن ولاية مينيسوتا في الكونغرس.
ووجه كيث إليسون رسالة بتاريخ 31 مايو/آيار إلى لجنة التجارة الفيدرالية FTC حث من خلالها وكالة المراقبة على إلقاء نظرة فاحصة على جوجل وشركتها الأم ألفابت Alphabet، وذلك بالنظر إلى أن المنظمين الأوروبيين وجدوا مؤخرًا أن عملاقة البحث قد أضرت بمنافسيها وتم تغريمها بمبلغ 2.7 مليار دولار، وقال “يجب أن تحدد لجنة التجارة الفيدرالية ما إذا كانت شركة ألفابت قد شاركت في سلوك مماثل في الولايات المتحدة وما إذا كان هذا السلوك ينتهك قانون لجنة التجارة الفيدرالية”.
وقد تؤدي تلك الانتقادات، إذا ما فاز الديمقراطيون في انتخابات منتصف المدة في عام 2018، إلى المزيد من التدقيق الصارم في وادي السيليكون، وقال باري لين Barry Lynn، مدير معهد الأسواق المفتوحة Open Markets Institute، الذي دعا إلى إجراء تحقيقات لمكافحة الاحتكار مع شركات التكنولوجيا الكبرى: “إننا نرى تقدمًا واضحًا في هذا المجال”، وأضاف أن الحزب الديمقراطي سوف يقوم في غضون سنتين إلى ثلاث بشيء حول شركات التكنولوجيا الكبيرة.
ويعتبر التحقيق الجديد، في حال تم إجراءه، ثاني تحقيق مكافحة احتكار تتعرض له جوجل من قبل لجنة التجارة الفيدرالية، إذ اختارت الوكالة خلال التحقيق السابق، والذي تم في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ألا ترغم جوجل على إجراء تغييرات كبيرة في ممارساتها التجارية أو فصلها إلى شركات أصغر.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وتم رفض هذا القرار من قبل المدافعين عن حقوق المستهلكين والشركات المنافسة، بما في ذلك Yelp، والتي تزعم أن جوجل تواصل منح الأفضلية ضمن نتائج البحث لخدماتها بالمقارنة مع المنافسين، وهي إحدى الحجج التي دفعت أوروبا إلى فرض الغرامة، وهو ما دفع كيث إليسون إلى حث لجنة التجارة الفيدرالية للإفصاح عن مزيد من المعلومات حول تحقيقها السابق.
كما طلب عضو اللجنة الوطنية الديمقراطية والممثل عن ولاية مينيسوتا في الكونغرس من لجنة التجارة الفيدرالية FTC تفصيل ما إذا كانت جوجل قد تخلت عن التسوية التي توسطت فيها مع الوكالة في عام 2011 بشأن مسألة أخرى، حيث أساءت استخدام المعلومات الخاصة لعملائها.
ولا يعد كيث إليسون العضو الديمقراطي الوحيد الذي يشجع لجنة التجارة الفيدرالية على ممارسة المزيد من الضغوط على جوجل أو نظرائها، إذ أوصى السيناتور ريتشارد بلومنتال Richard Blumenthal سابقًا بأن تقوم لجنة التجارة الفيدرالية بإعادة فتح باب المنافسة. كما قام هو وزميله الديمقراطي السيناتور إد ماركي Ed Markey بكتابة رسالة إلى لجنة التجارة الفيدرالية في شهر مايو/آيار للتحقيق في الطريقة التي تتبعها جوجل لتتبع بيانات مواقع مستخدمي الهواتف الذكية.
وتتعرض شركات التكنولوجيا إلى اتهامات من قبل قادة الأحزاب القومية مثل السيناتور إليزابيث وارن Elizabeth Warren فيما يتعلق بمحاولة إخراج المنافسين خارجًا، مع المطالبة بخلق منافسة جديدة، واستكشاف الأدوار التي تلعبها منصات الإنترنت في المحافظة على أسواق عادلة ومفتوحة، ومراجعة صفقات الاندماج والاستحواذ للنظر في الطرق التي يمكن من خلالها استخدام بيانات المستهلك لتقييد المنافسة أو تعريض خصوصية المستهلك للخطر.