شهد العام الماضي عددًا كبيرًا من الإعلانات المتعلقة بروبوتات التوصيل المستقلة، بحيث افتتحت شركة Starship Technologies الواقع مقرها في المملكة المتحدة سباق بناء روبوتات التوصل المستقلة وتوفيرها ضمن السوق عبر إعلانها في شهر يناير/كانون الثاني 2017 عن حصولها على مساعدة بقيمة 17.2 مليون دولار من شركة دايملر Daimler.
وقامت شركة نورو Nuro، التي تتخذ من ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، بكشف النقاب في شهر يناير/كانون الثاني من هذا العام عن رؤيتها الخاصة لربوت التوصل، مع حصولها على تمويل ضخم بقيمة 92 مليون دولار، وفي الوقت نفسه، تمتلك شركة Robomart الناشئة مفهومها الخاص لروبوت مركبة التوصيل، الذي كشفت عنه النقاب خلال فعاليات معرض الإلكترونيات الإستهلاكية CES.
ودخلت شركة التجارة الإلكترونية الصينية علي بابا Alibaba هذا المجال خلال عبر إعلانها في وقت سابق من هذا الشهر عن مركبة روبوتية ذاتية القيادة للتوصيل، والآن، تظهر شركة Boxbot الناشئة، والتي لا تزال تعمل على تطوير خدمات التوصيل الذاتي، بحيث تعد هذه الشركة أحدث الواصلين إلى سباق بناء روبوتات التوصيل المستقلة.
وتفتخر شركة Boxbot، التي تتخذ من أوكلاند مقراً لها، بكون مؤسسيها مخضرمين في هذا المجال، ومنهم المهندس أوستن اوهليركينج Austin Oehlerking، الذي عمل سابقًا في شركة صناعة السيارات الكهربائية الفاخرة تيسلا Tesla، ومارك جودوين Mark Godwin، وهو رائد أعمال كان يعمل على تحسين الخدمات اللوجستية من خلال التعلم الآلي قبل توظيفه في شركة خدمات الركوب أوبر Uber.
وقامت Boxbot، كجزء من جولة تمويل جديدة بقيمة 7.5 مليون دولار بقيادة Artiman Ventures ومشاركة من تويوتا Toyota، بزيادة فريقها التنفيذي، حيث تمكنت الشركة من الحصول على ستيف سانشيز Steve Sanchez من شركة أمازون للخدمات اللوجستية Amazon Logistics، حيث كان يعمل على خدمة أمازون فلكس Amazon Flex، وهي خدمة التوصيل التي توفرها أمازون، والتي تعمل عبر الحشد الجماعي للمصادر.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويعتبر هذا الاستثمار ضمن شركة Boxbot الأول لشركة Toyota ضمن شركة تطوير روبوتات توصيل مستقلة، كما أنه يعد أحد الاستثمارات المتنوعة التي قامت بها الذراع الاستثمارية الخاصة بشركة تويتها منذ إطلاقها في عام 2017، حيث أنفق صانعو السيارات على مدى السنوات القليلة الماضية عدة ملايين من الدولارات من خلال صناديق استثمارية لبدء الاستفادة من خبرات الشركات الناشئة حول تقنيات السيارات المستقلة.
وأطلقت شركة رينو Renault مع نيسان Nissan وميتسوبيشي Mitsubishi في شهر يناير/كانون الثاني صندوقًا استثمار مشترك بقيمة مليار دولار مخصص للاستثمار في تقنيات السيارات الجديدة، وقد خصصت رينو مبلغ 50 مليون دولار من التزاماتها بالفعل إلى صندوق Sinovation Ventures في الصين وصندوق Maniv Mobility الاستثماري الذي يركز على التنقل.
وتمتلك شركة فولفو Volvo صندوق الاستثمار الخاص بها Cars Tech، المخصص للاستثمار في الشركات الناشئة التي تركز على تكنولوجيا التنقل الجديدة، في حين تستثمر بي إم دبليو BMW مبلغ 500 مليون دولار في السيارات المستقلة من خلال صندوق iVentures.
وتشكل هذه الالتزامات والاستثمارات جزء من اعتراف أكبر شركات تصنيع السيارات في العالم بأن صناعة السيارات تتغير بشكل أسرع مما تستطيع فرق البحث والتطوير الداخلية التعامل معه، حيث تعد خدمات التسليم بمثابة خدمات أساسية في عالم المركبات ذاتية الحركة الجديد، وذلك مع سعي الشركات جاهدة لتطوير تكنولوجيا جديدة.
وتشير التوقعات إلى أن السيارات المستقلة سوف تشكل ما نسبته 85 في المئة من مجمل شحنات السيارات بحلول عام 2025، بحيث تشكل شريحة ضخمة من سوق ضخمة، مما يجعل الامر بمثابة مشكلة كبيرة لمصنعي السيارات ينبغي محاولة حلها منذ الآن.