شارك نخبة من كبار خبراء الابتكار العالميين في ورشة عمل استضافتها مسابقة Solve الحل التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتصميم مجموعة من التحديات التي تعيق تحقيق الاستدامة على المستوى العالمي، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالطاقة، والتطوير الزراعي والقضاء على الجوع والحد من الفجوة الرقمية والقضاء على الأمية الرقمية.

وتعتبر ورشة العمل التفاعلية، التي استضافتها مسابقة Solve التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ونظمتها مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي، المرحلة الأولى ضمن جهد دولي يسعى إلى بناء مجتمعات من المبتكرين في القطاع الصناعي لتوفير حلول عملية ومبتكرة تساهم في تحقيق الازدهار العالمي.

وناقش خبراء الابتكار المشاركون في الورشة عشرات الأسئلة المرتبطة بهذه التحديات والتي لا يزال العالم يفتقر إلى إجابات واضحة لها مثل كيفية ضمان اكتفاء المدن ذاتيًا من الطعام والطاقة، والكيفية التي يمكننا من خلالها ضمان مساهمة الشباب في المناطق الريفية في تطوير تطبيقات التكنولوجيا المتطورة، بالإضافة إلى سبل تحسين الصحة العامة وتشجيع ريادة الأعمال، وطرق تعميم المواطنة الرقمية العالمية الشاملة ومحو الأمية الرقمية عبر جميع ثقافات ودول العالم رغم ما يعانيه عالمنا اليوم من صراعات وتحديات متفاقمة.

وستساهم الأفكار والأسئلة التي ناقشها خبراء الابتكار في تحديد التحديات التي ستوفر المبادرة حلولًا لها، كما أنها ستضمن قدرة الحلول المبتكرة على التصدي لأهم القضايا الملحة على المستوى العالمي، وقابلية توظيفها في أوسع نطاق ممكن على المستوى العالمي، وتحقيقها لفوائد ملموسة في حياة الناس، وتحقيقها لهدف ورؤية مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي.

وقال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، التي تشرف على مبادرة محــمد بن راشد للازدهار العالمي: “استطاعت ورشة العمل الأولى لتصميم تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين في توليد الكثير من الأفكار الخلاقة ووجهات النظر القيمة، مما يدل على أهمية وقيمة التفكير التعاوني وتبادل المعرفة، حيث مكنت ورشة العمل في بوسطن خبراء الابتكار العالميين من تخصصات ومجالات متنوعة من تقديم مساهمة محورية في رسم معالم تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين”.

وتضم مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي، والتي أطلقت خلال فعاليات الدورة الأولى للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في جامعة باريس السوربون أبو ظبي، في مارس من العام 2017، تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين وهو عبارة عن منصة للابتكار المفتوح عبر الإنترنت تتيح الفرصة أمام المبتكرين ورواد الأعمال أينما كانوا للتواصل والتعاون وحل القضايا العالمية الملحة التي تؤثر على حياة المجتمعات العالمية، ويستطيع المبتكرون ورواد الأعمال من خلال تبنيهم نهجاً يقوم على التصميم المبتكر والإبداعي تحويل أفكارهم إلى واقع وتحويل النظريات إلى حلول وترجمة الأفكار إلى تأثير إيجابي ملموس.

فيما تكرم جائزة محمد بن راشد للازدهار العالمي الشركات الصناعية التي تبنت تحدي محمد بن راشد للمبتكرين الصناعيين الذي يتميز بأكبر أثر اجتماعي إيجابي يسهم في تحقيق هدف أو أكثر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وانضمت للمبادرة ثماني منظمات ووكالات تابعة للأمم المتحدة ومسابقة Solve التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وذلك لتحديد تحديات معينة تسعى المبادرة إلى توظيف الابتكار المفتوح لحلها ضمن مجموعة من القضايا العالمية الملحة التي تعاني منها الدول الأقل نموًا والمتمثلة في الطاقة المستدامة والتطوير الزراعي والقضاء على الجوع والمدن المستدامة والحد من الفجوة الرقمية والقضاء على الأمية الرقمية.

وشارك في ورشة العمل خبراء من مجموعة من الشركات والمؤسسات العالمية الرائدة بما في ذلك قسم الأبحاث في شركة آي بي إم، ومجموعة سيجنتشر، ومؤسسة إفريقيون من أجل إفريقيا، ومؤسسة رايز، ومؤسسة تيش فيرست، ومؤسسة ايمباكت، وشبكة الرئيسات التنفيذيات، ووزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية، وكلية هارفارد الطبية، ومؤسسة فورد، ومركز دعم توظيف العلوم في الفضاء.

وقالت أليكس أمويل المدير العام لمسابقة Solve التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “تتميز التحديات التي تؤثر في نسيج مجتمعاتنا العالمية وفي حياة شعوب العالم بمستوى عالٍ من التعقيد بحيث لا يمكن معالجتها إلا من خلال الابتكار التعاوني وتسخير الابتكار على المستوى العالمي، ولا شك في أن تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين يوفر فرصة للمبدعين في جميع أنحاء العالم لترك بصمة إيجابية لهم في عالمنا، ولتطوير مهاراتهم ولتحقيق خير مجتمعاتنا العالمية من خلال إلهامهم، وروحهم الرائدة، وتفانيهم في ترجمة المفاهيم إلى واقع ملموس”.

وقد حددت ثماني منظمات تابعة للأمم المتحدة القضايا العالمية الملحة الأربعة التي تشكل تحديات كبيرة تواجهها الدول الأقل نموًا والتي يبلغ عدد سكانها 880 مليون نسمة وتواجه عوائق أمام تنميتها المستدامة لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال الابتكار التحويلي الذي يسعى تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين إلى تشجيعه، وتدعو المبادرة كبرى الشركات الصناعية العالمية ورواد الأعمال إلى تبني واحدة من القضايا العالمية الملحة التي حددتها منظمات الأمم المتحدة والعمل معها للمساعدة في تعظيم تأثير الحلول التي تم تطويرها لمواجهة هذه التحديات.

وسيتم تكريم الشركات الصناعية التي تبنت تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين الذي يتميز بأكبر أثر اجتماعي إيجابي يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ويعكس قيم المبادرة الرئيسية المتمثلة في القدرة على مواجهة التحديات ووضع الحلول المبتكرة لها، وقدرة المجتمعات على العمل معاً بروح الفريق الواحد، ومقدار التجانس الذي يمكن أن يحققه الإنسان مع بيئته ومع أخيه الإنسان، إضافة إلى تقديم المصلحة المجتمعية على المصلحة الفردية، بجائزة محمد بن راشد للازدهار العالمي.