قالت شركة آبل يوم أمس الأربعاء إنها تتجه إلى إغلاق ثغرة أمنية تستخدمها العديد من وكالات إنفاذ القانون لاقتحام الهواتف والأجهزة الأخرى، وتخطط الشركة لترقية أمان منتجاتها من خلال التحديث القادم لنظامها التشغيلي آي أو إس مما يعطل منفذ Lightning المسؤول عن شحن الجهاز ونقل البيانات بعد ساعة من قفل الجهاز، وبالرغم من أنه ما زال بالإمكان شحن الهواتف من خلال هذا المنفذ، لكن يتعين على صاحب الجهاز تسجيل الدخول باستخدام كلمة المرور أو بصمة الإصبع أو مسح الوجه لنقل البيانات.
وكانت وكالات إنفاذ القانون قد تمكنت في السابق من الوصول إلى البيانات الموجودة على الهواتف والحصول عليها عن طريق توصيلها بالأجهزة التي تستخدم برامج خاصة، متجاوزة ميزات أمان آيفون، في حين لن تتمكن وكالات إنفاذ القانون الآن من استخدام هذه الأجهزة بعد مرور ساعة، مما يمنع أي شخص يريد الوصول إلى جهاز آي أو إس مشفر عبر تقنيات مثل صندوق GrayKey لفك تشفير الهواتف المصنع من قبل شركة Grayshift الواقع مقرها في جورجيا والتي أسسها مهندس سابق في شركة آبل.
ويؤدي إغلاق الثغرة إلى جعل أجهزة هواتف آيفون وحواسيب آيباد اللوحية وأجهزة iPods بمثابة صندوق أسود مغلق، ولم يكن المسؤولون في وكالات إنفاذ القانون، الذين كانوا يروجون للشائعات المتعلقة بتقنية تشفير شركة آبل لسنوات، سعداء بهذا الإعلان قائلين إن الخطوة تعد بمثابة توفير غطاء للمجرمين.
وقال تشوك كوهين Chuck Cohen، الذي قاد فرقة الشرطة في ولاية إنديانا المسؤولة عن جرائم الإنترنت ضد الأطفال: “إذ عدنا إلى الوضع الذي لا يمكننا الوصول إليه مرة أخرى، فنحن نعرف الآن أننا فقدنا الأدلة، كما أننا فقدنا جميع الأطفال الذين لا يمكننا وضعهم في مكان آمن”، وقالت شرطة ولاية إنديانا إنها فتحت 96 جهاز آيفون لحالات مختلفة هذا العام مع مذكرة تفويض في كل مرة تم ذلك باستخدام جهاز تكلفته 15 ألف دولار اشترته في شهر مارس/آذار.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وقالت شركة آبل إن التغيير تم مع الأخذ بعين الاعتبار المجرمين الذين يمكنهم استغلال نفس نقاط الضعف مثل وكالات إنفاذ القانون لكسر الهواتف المسروقة، وقال متحدث باسم شركة آبل: “إننا نكن الاحترام لوكالات إنفاذ القانون، ونحن لا نعمد من خلال خطواتنا وتصحيحاتنا الأمنية إلى إحباط جهودهم للقيام بوظائفهم”، وأكدت الشركة أنها قامت بالتغييرات مع الأخذ بعين الاعتبار مصلحة المستهلكين بشكل أساسي.
وقال هيلار مور Hillar Moore، المدعي العام في باتون روج عاصمه ولاية لويزيانا الامريكيه إن مكتبه قد دفع لشركة Cellebrite آلاف الدولارات لفتح هواتف آيفون في خمس حالات منذ عام 2017، بما في ذلك هاتف آيفون متعلق بحالة الوفاة ذات الصلة بجامعة ولاية لويزيانا، وأضاف أن الهواتف قد وفرت معلومات مهمة، وكان منزعجًا من أن آبل خططت لإغلاق مثل هذا الطريق الاستقصائي المفيد، وقال: “إن آبل تحمي النشاط الإجرامي تحت ستار خصوصية العملاء”.
وقد تؤدي التغييرات الجديدة إلى تأجيج المشاكل مرة أخرى بين آبل ووكالات إنفاذ القانون، حيث أن تشفير أجهزة آيفون يجعل من الصعب على وكالات إنفاذ القانون اقتحام أجهزة الهواتف التي حصلت عليها والحصول على البيانات منها، وكان الصراع قد بلغ ذروته في عام 2014 بعد أن أخذ مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI شركة آبل إلى المحكمة في محاولة لإجبارها على فتح هاتف المسلح الذي قتل 14 شخصًا في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا.
وقالت الشركة إنها استجابت لأكثر من 55 ألف طلب من حكومة الولايات المتحدة فيما يتعلق ببيانات iCloud المرتبطة بأكثر من 208 ألف جهاز منذ عام 2013، وهو دليل على تعاون الشركة مع تحقيقات الشرطة.
ودافع الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك عن قرار الشركة قائلاً إن إضعاف التشفير يمنح المجرمين والجهات الفاعلة الأخرى وسيلة أسهل لاقتحام الهواتف، وقال إن جهود مكتب التحقيقات لجعل الشركة تعمد إلى تغيير سياساتها تشكل سابقة خطيرة، وخلال حملة الرئيس دونالد ترامب الرئاسية لعام 2016، انتقد آبل بسبب منعها مكتب التحقيقات الفيدرالي من الوصول إلى جهاز آيفون العائد للقاتل في سان برناردينو.