أصدر الرئيس دونالد ترامب تعليماته إلى وزارة الدفاع والبنتاغون بإنشاء قوة فضائية باعتبارها الفرع السادس للقوات المسلحة في اجتماع مع المجلس الوطني للفضاء اليوم، بحيث أن خطة ترامب سوف تدعم الهيمنة الامريكية في الفضاء وتبقي الولايات المتحدة متقدمة في السباق الفضائي، مما يثير المخاوف من عسكرة الفضاء، وقال ترامب: “مصيرنا خارج الأرض ليس مجرد مسألة هوية وطنية وإنما مسألة أمن قومي”.
ويزعم ترامب أن الخطة الجديدة سوف تضمن أن تبقى أمريكا متقدمة على الصين وروسيا في أي سباق فضائي جديد، بحيث تخطط الولايات المتحدة للعودة إلى القمر واحتلال كوكب المريخ، وقال الرئيس دونالد ترامب: “لدينا سلاح الجو وسيكون لدينا قوة فضائية منفصلة ولكن متساوية”، وطلب ترامب من الجنرال جوزيف دانفورد Joseph Dunford، رئيس هيئة الأركان المشتركة، تنفيذ المهمة.
وجاء هذا الإعلان بمثابة مفاجأة في الاجتماع الثالث للمجلس الوطني للفضاء الذي تم إحياؤه مؤخرًا بعد ربع قرن، والذي ضم جيم بريدينستين Jim Bridenstine، المدير الجديد لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا Nasa، ورائد الفضاء السابق باز ألدرين Buzz Aldrin، الرجل الثاني الذي يسير على القمر، بحيث تم تعيين المجلس ليكشف النقاب عن أول سياسة شاملة لإدارة حركة الفضاء.
كما وقع الرئيس على سياسة للحد من الفوضى الفضائية، والتي تحدد مبادئ توجيهية جديدة لتصميم السواتل وتشغيلها لتجنب التصادمات وتفكك المركبات الفضائية، ويقول برايان ويدين Brian Weeden، مدير تخطيط البرامج في مؤسسة Secure World Foundation، وهي منظمة غير حكومية تركز على سياسة الفضاء: “لم يكن موضوع الاجتماع اليوم يدور حول هذا الأمر على الإطلاق، بل كان حول قرار سياسة إدارة حركة المرور ضمن الفضاء”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ولا يعتبر هذا الإعلان أول مرة يتحدث فيها الرئيس ترامب عن آماله في إنشاء قوة فضائية، إذ اقترح فكرة إنشاء قوة فضائية لأول مرة في شهر مارس/آذار 2018، وهو ما يتناقض مع معارضة وزير الدفاع جيم ماتيس Jim Mattis لإنشاء قوة عسكرية جديدة، حيث جادل ماتيس في رسالة إلى لجنة الخدمات المسلحة بأن هذا الأمر سوف يخلق المزيد من النفقات العامة والبيروقراطية فقط في وقت نركز فيه على الحد من النفقات العامة.
وتعد القوات الجوية، وهي أصغر فرع عسكري في البلاد وأضيفت بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، مسؤولة إلى حد كبير عن السيطرة على الأمن القومي في الفضاء تحت مظلة قيادة الفضاء الجوي، وتشمل مسؤوليات القوات الجوية الإشراف على عمليات الإطلاق والسيطرة على سواتل DoD، بما في ذلك تلك التي تشارك في التحذيرات المبكرة للصواريخ والاتصالات والملاحة.
وبالرغم من الإعلان، لكن الرئيس لم يتحدث حول التفاصيل المحددة لمهام هذه القوة الفضائية الجديدة، وكيف سوف يتم تمويلها، وبحسب الخبراء فإن دونالد ترامب لا يستطيع منفردًا إنشاء فرع جديد للجيش، حيث يقول برايان ويدين: “في الواقع، لا يستطيع الرئيس أن يفعل ذلك بدون الكونغرس، بحيث ينبغي على الكونغرس تشريع عدد من القوانين لإنشاء القوة الفضائية وتمويلها”.
ووعد ترامب خلال تصريحاته بأن تكون أمريكا دائمًا في المركز الأول في الفضاء، وأضاف أن هذا الأمر مهم ماليًا وعسكريًا ونفسيًا، حيث لا نريد أن تقودنا الصين وروسيا ودول أخرى، وأصر على: “عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أمريكا، فإنه لا يكفي أن يكون هناك مجرد وجود أمريكي في الفضاء، يجب أن يكون لدينا هيمنة أمريكية في الفضاء، هذا الأمر مهم جدًا”.