تواصل شركة فيسبوك العثور على أماكن جديدة ومزعجة محتملة لبيع الإعلانات ضمن منصتها الرقمية الخاصة بها، وبالرغم من أن هذه الأخبار تعتبر جيدة بالنسبة لصافي أرباح الشركة، لكنها تعتبر أيضًا بمثابة إشارات لوجود مواطن ضعف، إذ جنبًا إلى جنب مع الجدل المستمر في الآونة الأخيرة حول الأماكن الجديدة لعرض رسائل فيسبوك التجارية المدفوعة، فإن الشركة بدأت مؤخرًا في اختبار أنواع مختلفة من الإعلانات ضمن السوق التجارية Marketplace، وهو قسم يشبه Craigslist مخصص للأشخاص الذين يبيعون ويشترون البضائع.
كما تختبر منصة التواصل الإجتماعي الأكبر عالميًا تلك الأنواع الجديدة من الإعلانات ضمن ميزات مثل قصص فيسبوك Facebook Stories، وهي ميزة الفيديو الذي يختفي بشكل تلقائي المنسوخة من تطبيق التراسل الفيديوي سناب شات Snapchat، كما أشار أحد المدراء التنفيذيين في الشركة أن المنصة تختبر الإعلانات الفيديوية التي يتم تشغيلها تلقائيًا في تطبيق الدردشة خاصتها ماسنجر Messenger.
ويتوقع في أي وقت أن يبدأ تطبيق التراسل الفوري واتساب المملوك لها بعرض الإعلانات لأول مرة بعد أن تخلى المدير التنفيذي عن منصبه ضمن الشركة بسبب الخلافات التي شملت بيع الإعلانات ضمن تطبيق الدردشة، بحيث أن أحد الدروس المستفادة بعد مرور ست سنوات على تحول فيسبوك إلى شركة عامة هو أنها بارعة بشكل لا يصدق فيما يتعلق بجني الأموال، إذ إنها قادرة إلى حد كبير على إيجاد أماكن جديدة لعرض الإعلانات.
كما أنها بارعة في تخصيص الأماكن والإعلانات للاحتياجات الخاصة للفنادق أو شركات التجارة الإلكترونية أو الشركات الأخرى التي تحاول الوصول إلى العملاء المحتملين، لذا من المنطقي أن تستمر المنصة في توسيع نطاق وصول الإعلانات إلى الأماكن التي تتم زيارتها بشكل مستمر من قبل الأشخاص حيث يقضون وقتًا أطول، بما في ذلك منصة مشاركة الصور إنستاجرام المملوكة لفيسبوك ومنصة الدردشة ماسنجر وتطبيق التراسل واتساب.
وتحاول المنصة القيام بذلك مع تراجع نسبة استخدامها إلى حد ما بين شريحة المراهقين الأمريكيين مع تفوق إنستاجرام ويوتيوب وسناب شات من حيث الأهمية، حيث اعتاد موقع فيسبوك على أن يكون أكثر منصات التواصل الإجتماعي هيمنة على المراهقين ضمن الولايات المتحدة، لكن أصبح من الواضح أن هناك منصات تواصل إجتماعي أخرى قد تجاوزته.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وتعد مسألة العثور على المزيد من الأماكن لوضع الإعلانات بمثابة إستراتيجية فعالة لأنها تحقق المطلوب منها، إلا أن أنواع الإعلانات الجديدة المصغرة التابعة للشبكة الإجتماعية والتقارير المتعلقة بها تبدو كدليل على أن الشركة ليس لديها أماكن إضافية لبيع الإعلانات التجارية على شبكتها الاجتماعية الرئيسية، مما يجعلها تذهب في اتجاه الخطة البديلة لإيجاد أماكن جديدة لوضع الإعلانات.
ويعتبر السؤال الأهم هو لماذا ليس لدى فيسبوك أماكن لوضع الإعلانات، وهل يعود الأمر إلى أن الناس يستخدمون المنصة بشكل أقل أو بشكل مختلف عن السابق أو بسبب زيادة الطلب من قبل المعلنين أو كليهما، لكن من شبه المستحيل معرفة الإجابة على هذا السؤال على وجه اليقين، وكانت المنصة قد صرحت منذ بضع سنوات أنه لم يعد بإمكانها زيادة نسبة الإعلانات إلى المشاركات غير المدفوعة.
كما ذكرت الشبكة الإجتماعية أن التغييرات التي أجرتها في الأشهر الأخيرة للتأكيد على الجودة قد تعيق كمية الوقت الذي يقضيه الناس هناك، وسواء كان الناس يستخدمون فيسبوك بشكل أقل أم أكثر، فإن الأماكن المتاحة والمخصصة للإعلانات سوف تنمو ببطء أكبر، وبعبارة أخرى فإن الطلب من الشركات التي ترغب في شراء إعلانات فيسبوك يفوق الشرائح الإعلانية المحتملة.
ويساعد هذا الأمر على زيادة الأسعار، حيث يشتكي بعض المعلنين على المنصة من أن الإعلانات أصبحت مكلفة للغاية بالنسبة لهم، وارتفع متوسط أسعار تلك الإعلانات بنسبة 39 في المئة، مما جعل هذا الربع هو الربع الرابع على التوالي الذي ترتفع فيه أسعار الإعلانات، وقال المسؤولون التنفيذيون في الشركة أن نمو عائدات فيسبوك سيظل يعتمد على قدرتها في الحصول على أسعار أعلى للإعلانات التي تبيعها.
ويعزز هذا الأمر من المخاطر المحتملة، إذ إن توسع آلة الإعلانات ضمن فيسبوك بشكل متزايد إلى خارج أسوار الشبكة الإجتماعية قد يتسبب بإزعاج العملاء عبر رؤية الإعلانات في أماكن غير مألوفة بالنسبة لهم، وقد تواصل أسعار الإعلانات بالصعود إلى النقطة التي لا تستطيع بعض الشركات تحمل تكاليفها بعد الآن، وقد تثبت الإعلانات في الأماكن الجديدة مثل واتساب وماسنجر أنها غير فعالة للمعلنين كإعلانات فيسبوك التقليدية، مما يعني أن المنصة بحاجة إلى مواصلة إثبات أن إعلاناتها تستحق الشراء من قبل ملايين الشركات التي تريدها.