تمتاز الهواتف النقالة الحديثة بقدرتها على الاتصال بسرعة بشبكة الجيل الرابع إل تي إي فيتمكن أحدها مثلًا من تنزيل فيلم كامل بدقة عالية خلال أقل من ساعة ومع هذا تعمل شركات الاتصالات الكبرى على تطوير شبكة اتصال تتمتع بسرعة أكبر حيث اتفقت مجموعة تضم أكبر شركات الاتصالات في العالم بعد أشهر من المداولات على معايير الجيل الخامس لنقل البيانات لاسلكيًا.
ولا يمثل الجيل الخامس مجرد تحسين بسيط على تقنية الجيل الرابع إل تي إي، فإلى جانب سرعة التنزيل الأسرع بمئة مرة من سرعة تنزيل الجيل الرابع، يتمتع الـ 5G بالمزايا التالية:
- يمكن للسيارات ذاتية القيادة استخدام الجيل الخامس لإرسال المعلومات بين السيارات، والمساعدة على تخفيف الازدحام.
- يمكن استخدامه في تقنيات الواقع الافتراضي للتحكم بها عن بعد.
- يمكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي من العمل لاسلكيًا، دون الحاجة إلى ربطها بحاسوب مركزي.
- قد يعتمد عليه جيل جديد من الأجهزة لم نصل إليها حتى الآن.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
على الرغم من كل هذه المزايا التي سوف يوفرها الجيل الجديد، يخشى البعض من أثاره السلبية، إذ ترى الحكومة الأسترالية، أن جهات حكومية مثل هيئات تحري أحوال الطقس والرادارات العسكرية ستستخدم ترددات الجيل الجديد، لذلك تعمل على إيجاد قواعد تناسبها وتناسب مقدمي خدمات الإنترنت الذي يرغبون في الاستفادة من الترددات الجديدة، إذ ستستخدم رادارات أنظمة تحري الطقس مثلًا ترددًا قريبًا جدًا من الترددات التي ستباع لمزودي خدمات الإنترنت، ما يجعل بيانات الطقس عرضة للاختراق والآثار الجانبية الأخرى.
من أهم نقاط الخلاف حول الجيل الخامس هي القدرة على التحكم بالأمن المعلوماتي، حيث أن البلد الذي سيطور شبكات الـ 5G أولاً ستكون له الأفضلية في ذلك، فقد تطور الشركات الموجودة في ذلك البلد أجهزة ذات أبواب خلفية أو رقاقات إلكترونية للتحكم بأمن شبكة اتصال الجيل الخامس، وهذا ما تخشاه الحكومة الأمريكية.
وتشير وثيقة مسربة لمجلس الأمن القومي الأمريكي، نشرها موقع ويرد، إلى خوف الحكومة الأمريكية من تطوير الصين لشبكات الجيل الخامس، وهذا يعني تفوق الصين سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، ولهذا أعلنت الحكومة الأمريكية في شهر يناير/كانون الأول بشكل مفاجئ عن خطط لتطوير شبكة الجيل الخامس لمواجهة التجسس الصيني على الأجهزة النقالة الأمريكية، لكن المشكلة أن الشبكة التي تملكها الولايات المتحدة هي أقل تطورًا من الشبكات الموجودة في الصين وكوريا الجنوبية.
وتعتمد عملية تطوير شبكات الـ 5G على المنافسة بين الحكومات والشركات العالمية، والتي ارتفعت حدتها مؤخرًا، ولا يوجد أي دليل حتى الآن على استخدام الأجهزة الصينية للتجسس على المستهلكين الأمريكيين، لكن من المؤكد أن الجيل الخامس من شبكات الاتصال اللاسلكية سيفتح الكثير من الأبواب للأفراد والشركات الصناعية وشركات الاتصالات والحكومات على حدٍ سواء.