صرحت منصة التواصل الإجتماعي المصغرة تويتر أنها تجري تغييرات كبيرة للحد من إساءة الاستخدام وحسابات روبوتات الدردشة الآلية الخبيثة، بما في ذلك طلب المزيد من المصادقة بالنسبة للمستخدمين الجدد، وذلك في محاولة منها لمعالجة الشكاوى التي تعرضت لها، حيث كانت المنصة تعتبر أكثر سهولة من حيث متطلبات الاشتراك، إذ لم يكن على المستخدمين إعطاء اسمهم بالكامل على تويتر، مما سهل على المستخدمين حماية هويتهم، كما أن هذا الأمر سهل في الوقت نفسه ظهور الحسابات المزيفة والحسابات غير المرغوب فيها، والتي حاولت الاستيلاء على المنصة.
وتحاول الشركة الآن اتخاذ عدة خطوات لمحاربة هذه الحسابات التي يطلق عليها اسم “الحسابات الضارة”، مع محاولتها أيضًا الإبقاء على منصتها صحية وآمنة بالنسبة لجميع المستخدمين، حيث ستطلب المنصة، للمرة الأولى، تأكيد عنوان البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف للاشتراك وإنشاء حساب جديد، على أن يتم طرح هذا التغيير في وقت لاحق من هذا العام.
ويأتي ذلك بعد أن واجهت الشركة، التي تروج لنفسها على أنها مكان للمحادثات العامة حول الأخبار والأحدث، انتقادات حول جعلها من السهل جدًا على الجهات الخبيثة إنشاء حسابات متعددة، وقالت المنصة إنها ستعمل مع الخبراء للتأكد من أن هذه التغييرات لن تضر المستخدمين المتواجدين ضمن البيئات عالية الخطورة حيث يكون إخفاء الهوية أمرًا مهمًا.
وأصدرت المنصة سلسلة من التحديثات لقمع النشاط المشبوه، وذلك بعد الكشف عن تورط حسابات روسية في إثارة الخلافات عبر منصات التواصل الإجتماعي خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، وأقر الرئيس التنفيذي جاك دورسي Jack Dorsey في وقت سابق من هذا العام بأن الشركة الواقع مقرها في سان فرانسيسكو ساعدت عن غير قصد في نشر المعلومات المضللة من خلال الحسابات الآلية.
واشترت تويتر خلال الأسبوع الماضي Smyte، وهي شركة ناشئة طورت واجهة برمجة تطبيقات لتحديد البريد المزعج، مما يساعد المنصة في تحقيق الأمان ومكافحة البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه وإساءة الاستخدام والاحتيال، وقالت عبر تدوينة: “إن هذه القضايا محسوسة في جميع أنحاء العالم، من الانتخابات إلى الأحداث الطارئة والمحادثات العامة رفيعة المستوى، وكما ذكرنا في الإعلانات الأخيرة، فإن الصحة العامة للمحادثة على تويتر هي مقياس مهم يمكننا من خلاله قياس نجاحنا في هذه المجالات”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
كما تقوم الشركة أيضًا بتطوير خوارزميات التعلم الآلي التي تعمل على إيجاد مثل هذه الحسابات بشكل استباقي، وذلك بدلاً من الانتظار حتى يقوم حساب ما بإظهار السلوك السيئ، ووفقًا للمنصة فقد تمكن نظامها من تحديد أكثر من 9.9 مليون حساب غير مرغوب فيه أسبوعياً خلال شهر مايو/أيار، مما شكل ارتفاعًا عن رقم 3.2 مليون أسبوعياً في شهر سبتمبر/ايلول الماضي.
وانخفض متوسط عدد تقارير البريد المزعج من 25 ألف تقرير يومي خلال شهر مارس/آذار إلى حوالي 17 ألف تقرير يومي في شهر مايو/أيار، وتعمل المنصة أيضًا على تقليل إمكانية رؤية الحسابات المشبوهة، حيث سيتم وضع علامة تحذير على هذه الحسابات، ولن يتمكن المستخدمون الجدد من متابعتها.
وقالت الشركة إنها تجري تدقيقًا للتأكد من أن كل حساب تم إنشاؤه على المنصة قد اجتاز فحصًا أمنيًا لمنع عمليات تسجيل الحسابات بشكل تلقائي، وأضافت أن التغيير أوقف بالفعل أكثر من 50 ألف اشتراك غير مرغوب فيه يوميًا، وتتابع هذه الحسابات في معظمها أشخاصًا مؤثرين على المنصة، ونتيجة لهذا الإجراء، قد يرى بعض الأشخاص انخفاضًا في أعداد المتابعين.
وتلعب منصات التواصل الإجتماعي دورًا متزايدًا في حياتنا اليومية، لكن زيادة معدل الحسابات المزعجة وغير المرغوب بها وروبوتات الدردشة الكتابية يؤدي إلى انخفاض الثقة بهذه المنصات، مع العلم أن هذه الثقة تمثل شريان الحياة بالنسبة للمجتمع الصحي، وهو ما تحاول تويتر تلافيه من خلال اتخاذ مواقف ملموسة ضد الحسابات المزيفة وروبوتات الدردشة الكتابية التي تؤذي المنصة.
وقال النقاد إن تويتر تعطي الأولوية لنمو المستخدمين والأرباح بدلًا من الجهود المبذولة لمكافحة الرسائل غير المرغوب فيها والتلاعب، وأوضح موظف سابق في تويتر أن الشركة اكتشفت في أوائل عام 2015 عددًا كبيرًا من الحسابات، معظمها كانت غير نشطة أو مزيفة، مع عناوين IP في روسيا وأوكرانيا، لكنها فشلت في حذفها، وتعرضت الشركة لتوبيخ من المشرعين حول المدة التي استغرقتها لاكتشاف ملايين التغريدات المرتبطة بالتدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أن التغييرات التي تم الإعلان عنها تعكس الجهود المبذولة من قبل جاك دورسي لجعل عملية تنظيف المنصة أولوية بالنسبة له، حيث تسعى المنصة إلى زيادة التفاعل وعدد المستخدمين، وذلك من خلال إنشاء مركز شفافية يظهر حجم الإنفاق على الإعلانات من قبل الحملات السياسية، وطلب جاك من الجمهور في وقت سابق من هذا العام اقتراح حلول لجعل الشبكة الاجتماعية مكانًا أفضل من خلال قياس الصحة الجماعية والانفتاح والأدب في الحوارات العامة.