يشهد عالم المراقبة المؤتمت ازدهارًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، حيث تستخدم المدن الكبيرة في جميع أنحاء العالم كاميرات CCTV المدعومة من قبل تقنية الرؤية الحاسوبية من أجل مراقبة حركة مرور السيارات والمشاة، إلى جانب القدرة على اكتشاف السلوك المثير للقلق دون إشراف بشري، ويبدو أن مثل هذه التقنيات سوف تصل في القريب العاجل إلى متاجر التجزئة من أجل القبض على السارقين، حيث تعاونت شركة الاتصالات اليابانية NTT East مع شركة Earth Eyes الناشئة في مجال التكنولوجيا لإنشاء AI Guardsman، وهو نظام تعلم آلي يحاول الإمساك بالمخادعين.
وجرى تصميم هذا النظام لمساعدة أصحاب المتاجر اليابانية في العثور على المتسوقين المحتالين، وذلك بالاعتماد على تكنولوجيا المصادر المفتوحة التي طورتها جامعة كارنيجي ميلون Carnegie Mellon، حيث يفحص النظام مقاطع البث المباشر من الكاميرات الموجودة ضمن المتاجر ومحلات السوبر ماركت، بالإضافة إلى تتبع كل العملاء المتواجدين في الداخل.
ويعمد النظام الذي ظل قيد التطوير لبضع سنوات إلى إرسال تنبيه إلى هاتف موظف المتجر مع صورة الشخص وموقعه ضمن المتجر في حال اكتشافه لنشاط مشبوه مثل أن يبدأ اللص المحتمل بالبحث عن أماكن مخفية عن الكاميرات أو يبدأ بفحص المحيط من حوله بشكل متوتر، وذلك من خلال مطابقة بيانات الوضع الحالي مع بيانات السلوك المشبوه المحدد مسبقًا.
وأوضحت شركة NTT East أن الخوارزمية الخاصة بها ليست مثالية، إذ تعد عملية التمييز بين اللصوص والمتسوقين المحتملين ليست سهلة، ويقول متحدث باسم الشركة إن النظام في بعض الأحيان يحدد عن طريق الخطأ بعض العملاء الذين يلتقطون منتجًا ثم يعيدونه ثم يلتقطونه مرة أخرى أو العملاء الذين يعمدون إلى إعادة ترتيب السلع ضمن رفوف المتجر، لكن شركة الاتصالات تدعي أن نظام الذكاء الاصطناعي يتعلم من أخطائه مع مرور الوقت.
ويمكن للموظفين ضمن المتاجر تسجيل ما إذا كان النظام قد تمكن بشكل صحيح من تحديد مشتبه بهم فعليين، وذلك عبر تطبيق الهاتف الذكي المرافق، حيث يتم استخدام هذه النتائج لتصفية النتائج الإيجابية الخاطئة، أي عدد المرات التي يجري فيها تحديد السلوك العادي على أنه مشبوه، ويعود ذلك إلى وجود قلق من أن خوارزميات الرؤية الحاسوبية ضمن نظام AI Guardsman قابلة للتحيز، حيث قالت شركة NTT East إن النظام لا يمكن أن يعاني من التمييز لأنه لا يمتلك قاعدة بيانات لأفراد مسجلين مسبقًا.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ووجدت دراسة أجريت في عام 2011 أن خوارزميات التعرف على الوجه في الصين واليابان وكوريا الجنوبية كانت تعاني من صعوبة في التمييز بين الوجوه القوقازية والوجوه الشرق آسيوية، ولاحظ الباحثون في دراسة منفصلة أن أنظمة التعرف على الوجه التجارية كانت ذات أداء أقل بنسبة بين 5 و 10 في المئة عند التعامل مع الأفارقة الأمريكيين.
كما قد يعاني النظام من مسألة الخصوصية، إذ اعترضت مجموعات في الولايات المتحدة على بيع شركة أمازون نظامها للتعرف على الوجوه المسمى Amazon Rekognition لوكالات إنفاذ القانون المحلية بسبب قدرته على تتبع حركات الشخص من خلال شبكة من الكاميرات، ولكن هذا لم يمنع شركة NTT East من نشر نظام AI Guardsman ضمن عدد من متاجر التجزئة اليابانيية.
وقد ساعدت تقنيات التعلم العميق الجديدة في تحليل لقطات الفيديو بشكل أسرع وبتكلفة أقل بالمقارنة مع السابق، ويعمل عدد كبير من الشركات في اليابان وأمريكا والصين على تطوير منتجات ذات قدرات مماثلة، كما أن هناك ميزات مشابهة تشق طريقها إلى كاميرات الأمن المنزلية، حيث تقدم شركات مثل أمازون ونيست Nest تحاليل ذكاء اصنطاعي أساسية مثل اكتشاف الفرق بين الحيوانات الأليفة والناس.
وأدى استخدام النظام ضمن موقع واحد إلى تراجع خسائر سرقة المتجر من 3.5 مليون ين سنويًا إلى 2 مليون ين، أي بنسبة 40 في المئة، وتتجه الشركة إلى بيع النظام، والذي تبلغ تكلفته حوالي 2150 دولار أمريكي بالإضافة إلى رسم اشتراك شهري يبلغ 40 دولار، في نهاية شهر يوليو/تموز، مع أملها بوصوله إلى حوالي 10 آلاف متجر خلال السنوات الثلاث القادمة، وأوضحت أن هدفها الرئيسي هو الشركات الكبيرة على الرغم من أنها لا تعتزم إغفال الشركات الصغيرة.