أطلقت شركة الفضاء سبيس إكس SpaceX، في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، مهمة الشحنة رقم 15 إلى محطة الفضاء الدولية ISS لصالح وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA من خلال صاروخ فالكون 9 Falcon، بحيث تتضمن هذه الشحنة ما يقرب من ثلاثة أطنان من المواد البحثية والإمدادات الغذائية لرواد الفضاء الستة الذين يعيشون في المحطة الفضائية الدولية، بالإضافة إلى تجارب وتكنولوجيات علمية جديدة يتعين اختبارها، مع أول روبوت ذكاء اصطناعي عائم مصمم لمساعدة رواد الفضاء علمياً ولوجستياً وعاطفياً.
ويحمل هذا الروبوت اسم “سيمون” CIMON أو Crew Interactive Mobile Companion، بحيث يبدو هذا الروبوت أقرب إلى جهاز مكبر صوت منزلي ذكي كروي الشكل، مع استبدال مكبر الصوت بشاشة تعرض وجه كاريكاتوري مبسط يستخدمه الروبوت للتفاعل مع البشر على محطة الفضاء الدولية، حيث يساعد سيمون Cimon قائد المحطة عبر ثلاث مهام بسيطة للغاية تختبر فائدته.
ويمكن لسيمون على المدى الطويل أن يراقب ويفسر كيف يتفاعل أعضاء الطاقم مع بعضهم البعض، ويتتبع الديناميكيات الاجتماعية التي قد يغفل عنها المتعاملين مع رواد الفضاء الموجودين على الأرض، وتم تجهيز الروبوت بأجهزة استشعار بالموجات فوق الصوتية و 14 مروحة داخلية تدفع الكرة البيضاء من أجل الحركة، وذلك عن طريق امتصاص هواء المحطة وطرده للتحرك في أي اتجاه يحتاج إليه، وهذا يعني أنه يمكن لسيمون أن يطفو في جميع أنحاء المحطة.
ويعد سيمون بمثابة مشروع مشترك بين شركة الطيران الأوروبية إيرباص وشركة آي بي إم IBM، بتمويل من وكالة الفضاء الألمانية DLR، ويأمل مطورو الروبوت أن يستمتع رواد الفضاء بالتعامل معه، حيث أن الهدف هو معرفة ما إذا كان بإمكان الروبوتات الذكية التعاون مع رواد الفضاء لتبسيط حياة الرواد في الفضاء.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وتم اختبار CIMON بشكل فعلي من خلال طائرة تطير ضمن مسار خاص لخلق لحظات قصيرة من انعدام الوزن، وجرى تدريبه على الأرض مع رائد الفضاء الألماني ألكسندر جيرست Alexander Gerst، الذي يتواجد بالفعل على متن محطة الفضاء الدولية، بحيث تم ضبط ميكروفونات وكاميرات الروبوت، والتي تعمل بدل العينين والأذنين، للتعرف بشكل خاص على صوت ووجه ألكسندر، إلا أن صانعي CIMON يقولون إن قدرات الذكاء الاصطناعي التي يمتلكها الروبوت، والتي طورتها شركة IBM، تسمح له بالتفاعل مع أي رائد فضاء يتحدث معه.
ويساعد سيمون، بمجرد وصوله إلى المحطة، رائد الفضاء ألكسندر جيرست، حيث يستخدم الروبوت ضمن التجارب العملية، ويمكن لسيمون على سبيل المثال المشي إلى جانب ألكسندر من خلال إجراء معقد بمساعدة الصور ومقاطع الفيديو التي يمكن عرضها على شاشته، كما يمكن لرائد الفضاء أن يسأل سيمون أسئلة حول التجارب التي سيعمل عليها.
ويمكن للروبوت الاستجابة باللغة البشرية إلى الأسئلة والبيانات، ويتعلم التفاعلات مثل التسجيل والتحليل، بحيث يمكنك التفكير في سيمون وكأنه طفل يبلغ من العمر عامين، ويتصل الدماغ الاصطناعي للروبوت بخدمات آي بي إم السحابية، حيث تنقل البيانات إلى فرانكفورت، وللحماية الأمنية ضمن المحطة الفضائية، فقد أضاف الفريق وضع خصوصية يعمل من خلال الضغط على زر للإيقاف المؤقت لعملية نقل البيانات إلى خارج المحطة.