خلُصت دراسة أعدتها شركة كاسبرسكي لاب حديثاً إلى أن أحد الزوجين في كثير من الأحيان يكون أقل دراية تقنية وأكثر عُرضة للخطر في سلوكه على الإنترنت من الآخر، وبينت الدراسة أن مشاركة الأزواج العديد من الأنشطة والأجهزة المتصلة يمكن أن تؤدّي إلى سرقة البيانات وتلف الأجهزة وحتى خسارة المال، حتى لدى الطرف الأكثر حذراً ودراية بالإنترنت.
وقد لا تكون دراية أحد الزوجين بالإنترنت بقدر دراية الطرف الآخر، بل إن كاسبرسكي لاب، تحذر في الواقع من إمكانية أن يُعرض الشخص نفسه للخطر بسبب المدى الذي يذهب إليه في جعل شريك حياته ينخرط في حياته الرقمية، التي تشمل الأجهزة والبيانات والأنشطة التي تمارس عبر الإنترنت.
وقد وجدت الدراسة أن 83 في المئة من الأزواج في دولة الإمارات يتشاركون استخدام الأجهزة نفسها، وعلى سبيل المثال، يتشارك 8 من كل 10 أزواج “بنسبة 81 في المئة” أجهزة الحاسوب، و64 في المئة منهم يتشاركون الهواتف الذكية، كما يتشارك 78 في المئة من الأزواج حساباً إلكترونياً ما، سواء كان ذلك الحساب ترفيهياً أو مصرفياً أو للتسوق، أو غيرها من الأنشطة المشتركة الأخرى.
وتحذر كاسبرسكي لاب من أن مشاركة الأزواج الأجهزة يجب أن تأخذ في الاعتبار تحمّل مسؤولية مشتركة تجاه أمن الإنترنت، وذلك في الوقت الذي تُعدّ فيه مشاركة الأجهزة الرقمية جزءاً مهماً من بناء علاقة ذات طابع عصري بين الأزواج.
ورأى 45 في المئة من الأشخاص المشاركين في الدراسة أنهم أكثر دراية من شركاء حياتهم عندما يتعلق الأمر بالأنشطة والأمن في عالم الإنترنت، وقد شكّل الرجال ما نسبته 74 في المئة من هؤلاء.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وغالباً ما يجد الأزواج أنفسهم يساعدون أقرانهم الذين يعتبرونهم أقل منهم دراية بالإنترنت، إذ يقول 95 في المئة من هؤلاء إنهم يحاولون دائماً مساعدة شريك حياتهم في حل الأسئلة التقنية، ومع ذلك فإن المساعدة أحياناً ما تكون غير مرغوب فيها، فثلث الأشخاص “35 في المئة” الذين يعرفون أن شركاء حياتهم أفضل منهم في المجال التقني، يتجنبون طلب المساعدة منهم عندما يجدون أنفسهم في موقف صعب على الإنترنت.
وتُعتبر مواجهة هذه الصعوبات أمراً شائعاً، نظراً لأن العديد من الأشخاص، وفقاً للدراسة، يقومون بتصرفات غير آمنة على الإنترنت، مثل الاتصال بشبكة إنترنت لاسلكية على الرغم من معرفتهم بكونها غير آمنة “63 في المئة”، وتنزيل ملفات من مواقع غير معروفة “44 في المئة”، وترك الجهاز من دون مراقبة في مكان عام “32 في المئة”، ما قد يعرض الأجهزة والبيانات للخطر.
ويمكن لهذا الأمر أن يخلق مشاكل للأزواج، إذ يقول 24 في المئة من الأزواج من ذوي الدراية الواسعة بالإنترنت، في دولة الإمارات، إنهم واجهوا مشاكل أكثر بأجهزتهم وحساباتهم الإلكترونية بعد أن شاركوا بها الطرف الآخر الأقل دراية تقنية، وتشمل المشاكل التي تحصل في مثل هذه الحالات، وفق الدراسة، حدوث تلف في الأجهزة 39 في المئة أو الإصابة بالبرمجيات الخبيثة 31 في المئة، ومشاركة بيانات الطرف الآخر، عمداً أو بالخطأ، من دون موافقته “20 في المئة”، وخسارة المال خطأ أو بسبب البرمجيات الخبيثة 23 في المئة.
وأكد دميتري أليشين، نائب الرئيس لتسويق المنتجات لدى كاسبرسكي لاب، أهمية اشتراك الأزواج في تحمّل مسؤولية الأمن الإلكتروني على الأجهزة التي يتشاركون استخدامها على الإنترنت في سياق حياة رقمية مشتركة، بالرغم من أن هذا الأمر “قد لا يبدو رومانسياً”، وقال: “لا يمكن تجنّب حدوث بعض المشاكل التي مرّدها إلى قلّة دراية بعض الأزواج مقارنة بشركائهم، ونتيجة ذلك قد تصبح البيانات الشخصية أو الأجهزة عُرضة للخطر من دون قصد، بممارسة بعض الأنشطة على الإنترنت، ومع أهمية مشاركة الأجهزة أو الحسابات في علاقة زوجية ما، تظلّ السلامة والثقة من العوامل المهم أخذها في الاعتبار، لا سيما بوجود الكثير من البيانات والخصوصية على الإنترنت، لذا، من الضروري جعل أمن الإنترنت مسؤولية مشتركة بين الزوجين واشتراكهما معاً في حماية حياتهما الرقمية”.
وسوف يساعد اتباع الأزواج بعض الخطوات البسيطة على تحمّلهم المسؤولية المشتركة عن أمنهم على الإنترنت:
- الاستمرار بما يتقرر في البداية: عند بدء مشاركة الزوجين الأجهزة والحسابات الإلكترونية، كالحساب المصرفي وخدمات الموسيقى والأفلام، مثلاً، يتعيّن تحديد قواعد أساسية بشأن ما سيكون كل طرف مستعداً لمشاركة الآخر به، والغرض من هذه المشاركة، مع الحرص على الالتزام بهذه القواعد حفاظاً على ارتياح الطرفين.
- عدم تردد أحد الطرفين في طلب المساعدة من الآخر، لا سيما إذا كان أحدهما أكثر دراية بالإنترنت، ما يتطلّب منه التأكد من أن شريك حياته سوف يشعر بالاطمئنان للتحدّث إليه وسؤاله حول الأمور ذات العلاقة بأمن الإنترنت، وهذا يعني تمكّن الطرف الأكثر دراية من المساعدة بصورة أفضل في حماية الحياة الرقمية المشتركة للطرفين، وعلى الطرف الأقلّ دراية طلب المساعدة والتحدّث إلى شريكه بصراحة عن كل ما يتعلق بالأمن الإلكتروني، فلا يعاني وحده.
- تشارك المسؤولية: تحديد إرشادات أمن ذكية والتزام الطرفين بها، مثل عدم الاتصال بشبكة إنترنت لاسلكية غير آمنة، وعدم تنزيل الملفات مطلقاً من مصادر غير معروفة أو لم يجرِ التحقّق منها.
- استخدام التقنية في حماية كلا الطرفين: يمكن لأحدث الحلول الأمنية، أن تعتني بكل جانب من جوانب الحياة الرقمية المشتركة للزوجين، من حماية كلمات المرور إلى بناء دفاعات حصينة في وجه أحدث التهديدات المعروفة وغير المعروفة.