قام باحثون من جامعة شيكاغو وجامعة لايبنيز في هانوفر مؤخراً بنشر نتائج دراسة شملت 450 مشاركاً، والتي وجدت أن العديد من المشاركين يعتقدون أن وضع التصفح المتخفي أو الوضع الخاص في متصفح الويب يحمي نشاطهم على الإنترنت أكثر بكثير مما يفعله، وعادًة ما تقترح المتصفحات استخدام خيار الوضع الخاص أو التصفح المتخفي، والذي يمكن الوصول إليه من خلال شريط القوائم في معظم متصفحات الويب الحديثة، بحيث لن تتبع المتصفحات ما تفعله على الإنترنت، ولكن يبدو أن هذا الوضع ليس خاصًا بقدر ما يظن معظم الناس.
وتشمل جميع متصفحات الويب الرئيسية، بما في ذلك كروم من جوجل وإيدج من مايكروسوفت وفايرفوكس من موزيلا وسفاري من آبل وأوبرا، وضع التصفح الخاص الذي لا يخزن تاريخ التصفح أو ملفات تعريف الارتباط أو الملفات المؤقتة عبر جلسات التصفح، وللأسف، لدى المستخدمين مجموعة من السيناريوهات الخاطئة حول ما يفعله هذا الوضع، وهناك العديد من العوامل التي تساهم على الأرجح في هذه المفاهيم الخاطئة.
ووفقًا للدراسة فقد تم تصنيف 11.5 في المئة فقط من المشاركين على أنهم يتمتعون بخبرة فنية بسبب وجود شهادات أو وظائف في علوم الكمبيوتر أو تكنولوجيا المعلومات أو المجالات ذات الصلة، واستخدمت نسبة 96.7 في المئة من جميع المشاركين متصفح كروم Chrome للتصفح على نحو منتظم عبر أجهزة حواسيب سطح المكتب، بينما تم استخدام متصفح فايرفوكس بنسبة 64.3 في المئة، وبدرجة أقل متصفح مايكروسوفت إيدج بنسبة 21.1 في المئة، أما متصفح سفاري فحصل على نسبة 14.3 في المئة.
كما كان متصفح كروم هو الأكثر شعبية للتصفح عبر الأجهزة المحمولة بنسبة 73.7 في المئة، مع استخدام متصفح سفاري بنسبة 33 في المئة، في حين بلغت نسبة متصفح فايرفوكس 12.6 في المئة، يليه متصفح مايكروسوفت إيدج بنسبة 2.2 في المئة، واستخدمت نسبة 80.4 في المئة من المشاركين وضع التصفح الخاص على الأقل لبعض الوقت عبر متصفحات سطح المكتب، بحيث كان وضع التصفح العادي الأكثر شيوعًا.
وبحسب الدراسة فقد فشلت عمليات الكشف عن المتصفحات في تصحيح غالبية المفاهيم الخاطئة التي اختبرتها، إذ تضمنت المفاهيم الخاطئة هذه اعتقادات بأن وضع التصفح الخاص سيمنع تحديد الموقع الجغرافي والإعلانات والفيروسات والتتبع عن طريق مواقع الويب التي تمت زيارتها ومزود الشبكة، وعلاوة على ذلك، كان من المرجح أن يكون لدى المشاركين الذين رأوا بعض الإفصاحات تصورات خاطئة عن تأثير التصفح الخاص على الإعلانات المستهدفة، واستمرارية قوائم الملفات التي تم تنزيلها، وتتبع مزودي خدمات الإنترنت وأصحاب العمل والحكومات.
ويشير متصفح جوجل كروم Google Chrome على سبيل المثال أنه لا يحفظ سجل التصفح وملفات تعريف الارتباط وبيانات الموقع أو المعلومات التي يتم إدخالها في النماذج، ولكن هذا لا يعني أن البيانات مثل مواقع الويب التي تزورها غير متوفرة لجهة العمل أو مزود الإنترنت، إذ تحذر جوجل من هذا الأمر عند بدء استخدام وضع التصفح المتخفي، وبالرغم من ذلك، يبدو أن الكثير من الناس يعتقدون أن هذه الخيارات في متصفحات الويب يمكنها أن تفعل أكثر بكثير مما تفعل في الواقع.
وفي ما يلي بعض المفاهيم الخاطئة التي تم إبرازها في التقرير:
- تعتقد نسبة 46.5 في المئة من المشاركين أن الإشارات المرجعية المحفوظة في الوضع الخاص لن تتواجد في الجلسات اللاحقة.
- تعتقد نسبة 40.2 في المئة من المشاركين أن مواقع الويب لن تكون قادرة على تقدير موقع المستخدم الجغرافي عند استخدام وضع التصفح الخاص.
- تعتقد نسبة 27.1 من المشاركين أن وضع التصفح الخاص يوفر حماية أكبر ضد الفيروسات والبرامج الضارة مقارنة بالوضع العادي.
- تعتقد نسبة 22.0 في المئة و 37.0 في المئة و 22.6 في المئة من المشاركين أن مزودي خدمات الإنترنت وأصحاب العمل والحكومة لن يكونوا قادرين على تتبعهم عندما يستخدمون وضع التصفح المتخفي.
وتقترح الدراسة أيضًا أن نسبة 56.3 في المئة من المشاركين اعتقدوا أن التصفح في الوضع الخاص سيخفي سجل البحث الخاص بهم، وذلك خاطئ لأن جوجل ما يزال بإمكانها تسجيل بحث المستخدم وحفظ نسخة من هذا الاستعلام عبر الإنترنت، وليس بالضرورة على جهاز الحاسب.
وتظهر الدراسة أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول ما تم تسجيله وما لا يحدث عند استخدام وضع التصفح المتخفي أو الخاص في المتصفح، ومن الآن الافتراض أن ما تشاهده على الإنترنت يمكن للآخرين رؤيته، خاصة إذا كنت تعمل عبر شبكة العمل أو المدرسة أو تقوم بتنزيل الملفات.