مع تطور تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي بدء الاعتماد عليها في شتى مجالات العمل، بدأ الكثير يتساءلون عن مدى تأثير هذا التطور على على فرص عملهم مستقبلًا، وهل ستستحوذ هذه الأنظمة والروبوتات وظائفهم؟
بدأت الدراسات والتقارير مؤخرًا تُجيب على هذه الأسئلة مؤكدة أن ليس لها أساس من الصحة وأن الذكاء الاصطناعي سيخلق المزيد من فرص العمل التي لم تكن موجودة من قبل، حيث أنه سيخلق وظائف أكثر من خلال تقديم أدوات جديدة لأصحاب المشاريع، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى إنشاء خطوط أعمال جديدة لا يمكننا تصورها الآن.
فقد تم إعداد الذكاء الاصطناعي لخلق أكثر من 7 مليون وظيفة جديدة داخل المملكة المتحدة في مجالات الرعاية الصحية والعلوم والتعليم بحلول عام 2037، لتعويض الوظائف التي فقدت في الصناعات التحويلية والقطاعات الأخرى بسبب الأتمتة، وذلك فقاً لتقرير شركة PwC التي تركز على سوق العمل في المملكة المتحدة.
جاء في تقرير شركة برايس ووترهاوس كوبرز ” PricewaterhouseCoopers “PWC أن الذكاء الاصطناعي سيخلق المزيد من الوظائف التي ستصل إلى 7.2 مليون وظيفة – بدلًا من 7 مليون وظيفة التي أهدرت بسبب الأتمتة – عن طريق تعزيز النمو الاقتصادي. وقدرت الشركة أن ما يقرب من 20% من فرص العمل ستكون مؤتمتة خلال العشرين سنة القادمة ولن يتأثر أي قطاع من قطاعات العمل بتقدم وتطور أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وجاء بالتقرير أن الذكاء الاصطناعي وما يتصل به من تقنيات مثل الروبوتات والطائرات بدون طيار والسيارات ذاتية القيادة ستحل محل العاملين البشريين في بعض المناطق، لكنها ستخلق أيضاً العديد من الوظائف الإضافية مع زيادة الإنتاجية والدخول الحقيقية وتطوير منتجات جديدة أفضل.
تعتبر زيادة الأتمتة في المصانع هي اتجاه طويل الأجل، ولكن الروبوتات مثل الروبوت Pepper -الذي أنشأته شركة سوفت بنك روبوتكس Softbank Robotics اليابانية – وتم بالفعل استخدامه في المتاجر والبنوك ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، وقد أدى ذلك إلى زيادة المخاوف من فقدان الوظائف على نطاق واسع.
وبالرغم من ذلك قدرت شركة PWC في تقريرها أن مجالات الرعاية الصحية والعمل الاجتماعي سيكونان أكبر المستفيدين من الذكاء الاصطناعي حيث يمكن أن يزيد عدد الوظائف بنحو 1 مليون وظيفة، أي ما يعادل أكثر من خُمس الوظائف الموجودة في هذا القطاع.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ومن المتوقع أن تحصل الخدمات المهنية والعلمية والتقنية، بما في ذلك القانون والمحاسبة والهندسة المعمارية وشركات الإعلان على ثاني أكبر حصة من فرص العمل، حيث ستحصل على ما يقرب من نصف مليون وظيفة في حين أن التعليم سيحصل على ما يقرب من 200 ألف وظيفة إضافية.
وقال جون هوكسورث كبير الاقتصاديين في شركة PWC: “من المرجح أن يشهد مجال الرعاية الصحية ارتفاعًا في العمالة حيث سيزداد الطلب عليها مع ازدياد ثراء المجتمع وتزايد أعمار سكان المملكة المتحدة، وفي حين قد يتم الاستغناء عن بعض الوظائف فمن المرجح أن يتم خلق المزيد من الوظائف مع ارتفاع الدخول، حيث ما زال المرضى يريدون “اللمسة الإنسانية” من الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية”.
وأضاف: “من ناحية أخرى ومع انتشار السيارات ذاتية القيادة خلال الفترة القادمة واتجاه المصانع والمستودعات إلى أن تصبح آلية ومؤتمتة بشكل متزايد، فإن قطاعي التصنيع والنقل والتخزين يمكن أن يشهدان انخفاضًا في مستويات فرص العمل”.
وقدر التقرير أن قطاع التصنيع قد يخسر ربع الوظائف الحالية بسبب عمليات الأتمتة بحلول عام 2037، أي ما مجموعه 700 ألف فرصة عمل، في حين تشير التقديرات إلى أن قطاع النقل والتخزين سيفقدان ما يصل إلى 22% من فرص العمل الحالية أي ما يقرب من 400 ألف فرصة عمل.
يلي ذلك مجال الإدارة العامة والدفاع العسكري الذي من المتوقع أن يفقدا ما يقرب من 275 ألف فرصة عمل، وهو انخفاض بنسبة 18%. حيث من المرجح أن يتم استبدال المهام الكتابية في القطاع العام بالخوارزميات بينما في مجال الدفاع العسكري سيتم استبدال البشر بشكل متزايد بواسطة الطائرات بدون طيار وغيرها من التقنيات.
وقال التقرير إن مدينة لندن – التي تضم أكثر من ربع الأنشطة المهنية والعلمية والتقنية في المملكة المتحدة – ستستفيد أكثر من الذكاء الاصطناعي بخلق فرص عمل بنسبة أكبر تبلغ 2.3 % – وهو ما قد سيصل إلى 138 ألف فرصة عمل إضافية -، ومن المتوقع أن تشهد منطقة ميدلاندز الشرقية The east Midlands أكبر انخفاض صافٍ في الوظائف يصل إلى 27 ألف فرصة عمل أي بنسبة انخفاض قدرها 1.1 %.