تستمر الطباعة ثلاثية الأبعاد في تعزيز مكانتها في جميع جوانب حياتنا، لتثبت أهميتها كل يوم. وتتغير عملية تصميم وتصنيع المنتجات بشكل كبير على مر السنين. وفي ظل الظهور المستمر لأساليب وتطبيقات جديدة ، فإن الطباعة ثلاثية الأبعاد تعمل على إحداث ثورة في عملية التصنيع، وبالتالي تساعد بشكل كبير في تطوير الصناعات المختلفة مثل التصميم والتشييد والطب.
ماثيو توماس، المدير العام للشرق الأوسط وتركيا وشرق أفريقيا، إتش بي HP
تم تقديم هذه الأداة المبتكرة في ثمانينات القرن العشرين، ومن وقتها تطورت بشكل هائل، مما جعلها تستخدم في قطاعات عدة، على سبيل المثال لا الحصر، الرعاية الصحية والتشييد. وعلى مدى العقد الماضي، ساهمت الابتكارات الجديدة في الطباعة ثلاثية الأبعاد في تنمية مجموعة من الدول في منطقة الشرق الأوسط. وفي عام 2016، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استراتيجية لتنفيذ الطباعة ثلاثية الأبعاد بهدف تعزيز مكانة دبي كمركز للابتكار، ونتيجة لذلك، تم إنشاء أول مكاتب مطبوعة بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في مركز دبي المالي العالمي (DIFC) لبناء تصور حول المكاتب المستقبلية. وتهدف الاستراتيجية إلى طباعة نسبة 25٪ على الأقل من جميع المباني الجديدة باستخدام التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد في دبي ابتداءً من عام 2019. ودعمًا لهذا الطلب المتزايد على المواد المطبوعة ثلاثية الأبعاد، تواصل HP العمل مع شركاء القنوات في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة لتوفير مجموعة Jet Fusion من الطابعات ثلاثية الأبعاد لمتاجر النماذج ومكاتب خدمات الطباعة ثلاثية الأبعاد في الدولة، حيث توفر HP لهؤلاء المصنعين المبتكرين أقصى درجات الدقة في الأبعاد والتفاصيل.
يتحرك الابتكار بطبيعته بشكل سريع ويساهم باستمرار في إحداث تغييرات ثورية في الأساليب والأنظمة والتطبيقات المستخدمة، إلا أن هذه السرعة ازدادت بشكل كبير في أيامنا الحالية، مما يجعل الأمر تحديًا كبيرًا بالنسبة للبشر لمواكبة هذه السرعة. ولا يعد الابتكار هو التغيير الوحيد الذي نشهده، فقد تغيرت طبيعة الطلب أيضًا على مر السنين، مع كثرة عدد الأفراد الذين يطالبون بخدمات مخصصة أعلى وأفضل في يومنا هذا وعصرنا الحالي.
وهنا يأتي دور الحوسبة الغامرة. أو بعبارة أخرى، فإن التكنولوجيا الغامرة تعمل على سد الفجوة بين العالم المادي والعالم الرقمي، مما يخلق إحساسًا بالانغماس، وفي الوقت نفسه بمنح الإحساس بتلبية المتطلبات الخاصة.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ولحسن الحظ، توفر الطباعة ثلاثية الأبعاد مجموعة متنوعة من المزايا التي تتوافق مع الاتجاهات والمتطلبات دائمة التغير في العصر الحالي، حيث تأخذنا من الإنتاج كثيف الكميات إلى الإنتاج حسب الطلب، ومن المنتجات العامة إلى المفصلة حسب رغبة العميل. وبالإضافة إلى ذلك، تعِد هذه التكنولوجيا الثورية بتسريع تقديم الابتكار في أوقات أقصر إل السوق، مما يؤدي إلى تقليل المخزون ورفع كفاءة سلاسل التوريد.
وتستثمر حاليًا ملايين الشركات الراسخة على مستوى العالم في هذه التكنولوجيا الرائدة، والتي تحمل الكثير في جعبتها للمستقبل. ومع توفر فرص هائلة للتخصيص، وانخفاض أسعار النماذج الأولية، أصبحت الطباعة ثلاثية الأبعاد متواجدة بشكل كبير في حياتنا، وتتقدم بخطى ثابتة، لما تقدمه من قدرات جديدة وعمليات تحويل رائعة.
إن التكيف مع عالم رقمي سريع التطور أمر لا مفر منه، ويعتبر متطلبًا للبقاء بالنسبة للشركات في المنطقة. وتعد التقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد جانبًا مهمًا للتحول الرقمي، فهي تعمل على تعزيز الكفاءة في المؤسسات من خلال تزويدها بالقدرة على الاستفادة من الموارد بشكل كامل من خلال الأنشطة والعمليات المحسنة.
ولا يقتصر الابتكار على خلق التقدم الذي يوفر الكفاءة في التكلفة والإنتاج، ولكن من المهم، وبنفس القدر، أن يكون مستدامًا ويمكن التحكم فيه. ونظرًا لانخفاض الحاجة إلى المخزون وسلاسل التوريد عالية الكفاءة، يمكن أن تكون الطباعة ثلاثية الأبعاد عنصر الإسهام الرئيسي التالي في استدامة بيئتنا. ولا يستطيع الإنتاج الضخم مطابقة العرض والطلب بكفاءة كافية، بالإضافة إلى إنتاجه للنفايات والضرر البيئي الذي يتسببه نقل البضائع في جميع أنحاء العالم. لذا، تعمل الطباعة ثلاثية الأبعاد على تقليل الانبعاثات عن طريق تقليل الأدوات في مرحلة ما قبل الإنتاج، وتخفيض مراكز التجميع الفرعية المطلوبة للإنتاج الضخم ونقل التصنيع بشكل أقرب إلى المستخدمين النهائيين، مما يوفر الكثير من تكاليف الشحن. ولأن الطباعة ثلاثية الأبعاد تعمل على تركيز الإنتاج وتقليل شحن البضائع، فيمكنها خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل من 130.5 إلى 525.5 مليون طن بحلول عام 2025، بما في ذلك انخفاض بنسبة 5٪ في كثافة الانبعاثات التصنيعية.
ومع مرور الوقت، ستستمر الابتكارات والفرص الناشئة عن الطباعة ثلاثية الأبعاد في التزايد، مما سيفتح الآفاق لعصر من المنتجات والخدمات والتطبيقات الرائدة الجديدة. وستأخذنا هذه الابتكارات إلى عالم جديد من الفرص التي لا يمكن تصورها.