منذ عشر سنوات تقريبًا؛ وبالتحديد عام 2010 كشف ستيف جوبز النقاب عن جهاز آيباد iPad، وتفوقت شركة (ياهو) Yahoo على جوجل في أداء الأسهم المالية بالبورصة، وبدأت منصة تويتر في بيع إعلانات تُسمى promoted tweets، كما تجاوزت آبل مايكروسوفت لتصبح شركة التكنولوجيا الأكثر قيمة في العالم.
الآن في عام 2019؛ نطلب من المساعدات الصوتية الذكية أن تُطفي الأنوار، وتُذكرنا بالمواعيد، ونرحب بالروبوتات في منازلنا، ونخطط لإرسال بعثات إلى المريخ، ونستعد للسيارات الذاتية القيادة، كما زاد ارتبطنا بالهاتف الذكي باعتباره جهاز التحكم عن بُعد في حياتنا، وبدأنا في مناقشة تأثيرات شبكات الجيل الخامس 5G على حياتنا خلال العقد القادم، والتي ستتيح لنا تنزيل الأفلام في ثوانٍ بدلاً من دقائق.
لقد كان عقدًا مليئًا بالإثارة؛ حيث غيّر الطريقة التي نعيش ونعمل بها، وكذلك طريقة لعبنا وتفاعلنا مع بعضنا البعض. كما تغيرت الطريقة التي نقضي بها وقتنا، سواء أردنا ذلك أم لا.
إليك أبرز 10 توجهات سيطرت على الوسط التقني خلال العقد الحالي في ترتيب تنازلي:
10- الخدمات التشاركية:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
خلال هذا العقد ازدهرت الخدمات التشاركية مثل: (أوبر) Uber، وLyft، وAirbnb، حيث جعلت الحصول على رحلة أو إيجاد مكان للإقامة أسهل وأرخص من أي وقت مضى. وزادت قوة وتأثير تطبيقات الهواتف الذكية مع ظهور تلك الشركات، ونظيراتها حول العالم مثل: DiDi في الصين، وGrab في جنوب شرق آسيا.
بحلول نهاية العقد؛ كان لدى Airbnb قوائم غرف تزيد عن جميع الغرف المتاحة في أكبر خمس سلاسل فنادق في العالم مجتمعة، وتوفر Uber، وLyft رحلات أكثر بنسبة 65% من سيارات الأجرة في مدينة نيويورك.
9- Airpods، والسماعات اللاسلكية:
كان من بين أكثر الابتكارات إثارة للجدل خلال هذا العقد قرار شركة آبل في عام 2016 بإزالة مقبس سماعة الرأس من هواتف iPhone 7، لتقوم فيما بعد معظم شركات تصنيع الهواتف الذكية بالشيء نفسه في هواتفها الرئيسية.
كان دافع آبل هو تحريك العالم إلى استخدام سماعات الأذن اللاسلكية AirPods عندما أُطلقت لأول مرة في عام 2016، في البداية تلقت سماعات آبل الكثير من الانتقادات حول التصميم غير العادي، والسعر المرتفع إلا أنها الآن أصبحت أكثر نماذج السماعات اللاسلكية شيوعًا وطلبًا.
تشير التقارير الآن أن آبل مع نهاية عام 2019 ستبيع 50 مليون وحدة من سماعات AirPods، مما يجعلها الشركة الرائدة بلا منازع في سوق مزدحم الآن بسماعات الأذن اللاسلكية الممتازة.
8- جهاز Amazon Echo، وتطور أليكسا:
على عكس الازدراء والسخرية اللذان اُستقبلت بهما سماعات آبل AirPods في البداية، كان هناك ترحيب بأول مساعد صوتي في عام 2014، وقد كان عبارة عن سماعات بلوتوث متوسطة الحجم على شكل علبة برينجلز يمكنها الإجابة على بعض الأوامر الصوتية البدائية.
لكن بمرور الوقت أصبح الجهاز أصغر وأرخص، وعمل المطورون على زيادة المهارات التي يمكنه القيام بها، واتضح أن الناس أحبوا استخدام صوتهم لضبط الوقت في أجهزة المطبخ، وتشغيل الموسيقى، ومراقبة الطقس، والأخبار، حيث تحول سؤال “أليكسا” (الاسم الذي أعطته أمازون لمساعد الصوت) تحول إلى ظاهرة ثقافية.
تنافست منذ ذلك الحين كل من آبل، وجوجل، ومايكروسوفت على اللحاق بأمازون، في حين استمرت أمازون في تطوير قدرات أليكسا لتشمل التحكم في الكثير من الأجهزة الأخرى.
7- الأجهزة القابلة للارتداء:
في أبريل 2015، أطلقت آبل أول جهاز يمكن ارتداؤه وهي ساعة آبل الذكية Apple Watch، والآن أصبح لدى آبل الكثير من المنافسين منهم: سامسونج، وFitbit، وGarmin، وغيرهم أيضًا في مجال تصنيع أجهزة تتبع اللياقة البدنية الشهيرة لمساعدتنا على تعزيز نشاطنا اليومي من خلال تتبع القياسات الحيوية.
6- تيسلا وبرنامج القيادة الذاتية:
تستحق شركة تيسلا Tesla للسيارات الكهربائية مكانًا في هذه القائمة بالرغم من بيعها أقل عدد من المنتجات عن أي شركة أخرى في هذه القائمة. ولكن على الرغم من مبيعاتها المتواضعة؛ دفعت الشركة صناعة السيارات إلى الأمام من خلال تطوير السيارات الكهربائية والسيارات الذاتية القيادة بشكل أكبر من شركات صناعة السيارات العملاقة في العالم.
في أكتوبر 2015؛ حولت تيسلا سياراتها من طراز S إلى سيارة ذاتية القيادة بترقية “Autopilot”، وكان ذلك مجرد مثال واحد على كيفية إدارة تيسلا للمنافسة وتصرفت كأنها شركة تكنولوجيا أكثر من كونها شركة تصنيع سيارات. ومع ذلك؛ تسبب نظام Autopilot أيضًا في حدوث جدل، حيث تسبب في العديد من الحوادث.
5- تقنيات للمساعدة في مراقبة وإدارة الركائز الثلاث للصحة:
يتمثل الضرر الجانبي للعصر الرقمي في أننا نقضي وقتًا طويلًا في الجلوس دون حراك، والنظر إلى الشاشات، مما قد يسبب آثار سلبية كبيرة على صحتنا.
نظرًا لأن الناس أصبحوا أكثر وعياً بالمخاطر التي يمثلها هذا الأمر، فقد خلق ذلك طلبًا على حلول تقنية للمساعدة في مراقبة وإدارة الركائز الثلاث للصحة: التمارين الرياضية، والنظام الغذائي، والنوم.
يوجد الآن الكثير من أجهزة تتبع اللياقة البدنية، ومن أبرزها: Apple Watch، وFitbit، وتطبيقات تتبع الوجبات والسعرات الحرارية مثل: MyFitnessPal، وLose It. وكذلك تطبيقات وأجهزة تتبع النوم.
4- خدمات بث الفيديو:
حصلت الأجهزة على شاشات أفضل، وبدأ الكثير منا في مشاهدة الفيديو على الهواتف والأجهزة اللوحية، ونظرًا لأن أجهزة التلفزيون أصبحت أكثر ذكاءً مع وجود أجهزة البث المباشر مثل: Roku، وFire TV، وApple TV، فقد أصبحت هناك طرقًا أفضل للوصول إلى الأفلام والعروض التلفزيونية واختيار ما ترغب في مشاهدته، حتى أننا لم نعد بحاجة إلى كابلات التلفاز القديمة.
ونظرًا لأن خدمات مثل: (نتفليكس) Netflix، وHulu، وHBO، ويوتيوب وغيرها قدمت تطبيقات البث التي منحتنا مكتبات محتوى كاملة في متناول أيدينا، فقد أصبح النموذج القديم لتصفح القنوات، أو حتى تسجيل العروض على DVR أقل جاذبية.
3- الحوسبة السحابية، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي:
تعتبر هذه التقنيات هي التوجه الأهم في قائمتنا اليوم، فهي التقنيات الموجودة وراء الكواليس وتحرك جميع التوجهات الأخرى في هذه القائمة.
تعمل هذه التقنيات الثلاث على توفير الكثير من الإمكانات الجديدة المذهلة في أجهزتنا، بدءًا من المساعدات الرقمية والتصوير الفوتوغرافي في الإضاءة المنخفضة، وحتى نسخ الصور احتياطيًا حتى نتمكن من الوصول إليها بعد أن نفقد الهاتف.
تظهر هذه التقنيات في العديد من المنتجات والخدمات مثل: Dropbox، أو جوجل درايف، أو (آي كلاود) iCloud من آبل أو (ون درايف) OneDrive من مايكروسوفت أو (أليكسا) Alexa من أمازون، أو ( مساعد جوجل) Google Assistant.
2- أجهزة آيباد، وكروم بوك، وعصر الكمبيوتر الجديد:
بعد ما يقرب من عقد من إنكار شركة آبل أنها تعمل على جهاز كمبيوتر لوحي، وقف ستيف جوبز على المسرح في يناير 2010 وكشف النقاب عن أول جهاز (آيباد) iPad، وتباهى بأنه سيحدد “فئة جديدة تمامًا من الأجهزة التي ستربط المستخدمين بتطبيقاتهم ومحتواهم بطريقة أكثر حميمية وبديهية ومرحًا من أي وقت مضى”.
في ذلك الوقت؛ تساءل الكثيرون هل ستصبح هذه الأجهزة بديلًا للحواسيب، وقد كان للمستهلكين الكلمة الأخيرة في ذلك حيث أثبتت أجهزة مثل: آيباد، و(كروم بوك) Chromebook من جوجل أنها جيدة بما فيه الكفاية للأطفال والطلاب وأولياء الأمور، وغيرهم ككمبيوتر رئيسي. وفي بعض أنحاء العالم أصبحت الهواتف الذكية نفسها هي البديل الأول لأجهزة الكمبيوتر.
1- شبكات 4G LTE التي وضعت العالم في جيبنا:
في فبراير 2011؛ عندما أطلقت شركة HTC جهاز HTC Thunderbolt كان ذلك بمثابة قفزة كبيرة إلى الأمام من أي وقت مضى في مجال الهواتف. وبينما كانت أجهزة Thunderbolt جيدة بما يكفي، فإن وضعها كأول هاتف يدعم شبكات 4G LTE متاح على نطاق واسع في الولايات المتحدة هو ما جعلها مميزة للغاية.
كان جهاز Thunderbolt يعمل بسرعة مذهلة لتحميل صفحات الويب، وتشغيل مقاطع الفيديو، وتنزيل ملفات البودكاست، والصور المرفقة بالرسائل .
سرعان ما فتحت شبكات الجيل الرابع عددًا كبيرًا من الإمكانات الجديدة، بدءًا من تشغيل خدمات البث عبر الهاتف، واتصال hotspot، حتى التطبيقات التي تعمل في الوقت الفعلي مثل: Uber، وخرائط جوجل، جميعها كانت لها تجارب محدودة للغاية على هواتف 3G.
أدت تجربة 4G التي شاهدناها لأول مرة على جهاز Thunderbolt إلى جعل الهاتف الذكي شيئًا أساسيًا في حياتنا اليومية على مدار هذا العقد. وهذا هو السبب في وجود الكثير من الحماس حول كيفية تحقيق تقدم أكبر مع شبكات الجيل الخامس 5G خلال العقد المقبل.