تقدمت (ألفابت) Alphabet – الشركة الأم لجوجل – بعرض لشراء شركة (فيتبيت) Fitbit الأمريكية المتخصصة في صناعة الأجهزة القابلة للارتداء، وذلك في مسعى منها لبناء حضور قوي في السوق الواعد لأجهزة تتبع اللياقة البدنية والساعات الذكية، بحسب ما أفادت به وكالة رويترز أمس الاثنين نقلًا عن مصدر مطلع.
وبعد سنوات من هيمنة جوجل على سوق البرمجيات والخدمات؛ مع يوتيوب، وجيميل، والخرائط؛ وغيرها، بالإضافة على هيمنة نظام التشغيل أندرويد على سوق الأجهزة المحمولة، تحاول الشركة استنساخ نجاح مواطنتها آبل من خلال تقديم العتاد أيضًا. فدخلت قبل نحو 4 سنوات سوق الهواتف الذكية من خلال هواتف (بكسل) Pixel، وحواسيب (بكسل) اللوحية والمحمولة العاملة بنظام التشغيل (كروم أو إس).
وفي مسعى منها أيضًا للهيمنة على سوق المساعدات الرقمية، ومنافسة شركة أمازون مع مساعدها الرقمي (أليكسا) Alexa، أطلقت مساعدها (جوجل أسيستنت) Google Assistant، ثم أطلقت مكبرات صوت ذكية قائمة على المساعد الرقمي.
وبعد أشهر من التسريبات المتعلقة بإطلاق ساعة ذكية من صناعة جوجل – التي تقدم أصلًا نسخة خاصة بالساعات الذكية من نظام التشغيل أندرويد باسم (وير أو إس) Wear OS – يبدو أن جوجل تسعى إلى الاستحواذ على (فيتبيت) لتقديم ساعات تحمل علامتها التجارية، تمامًا كما فعلت مع شركة (إتش تي سي)، إذ استحوذت على القطاع المسؤول عن صناعة هواتف (بكسل) في عام 2017 مقابل مليار دولار أمريكي.
ونقلت رويترز عن مصدرها – الذي طلب عدم الكشف عن هويته – أنه ليس من المؤكد فيما إذا كانت المفاوضات بين جوجل وفيتبيت ستؤدي إلى أي صفقة. ولا يمكن معرفة السعر الدقيق الذي عرضته جوجل على فيتبيت.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وبعد تقرير رويترز ارتفع سعر أسهم فيتبيت بنسبة 27%، الأمر الذي رفع القيمة السوقية للشركة إلى 1.4 مليار دولار أمريكي. وبالمقابل، ارتفع سعر أسهم ألفابت بنسبة 2% إلى 1,293.49 دولارًا أمريكيًا.
وفي حال تمت الصفقة مع فيتبيت، فإنها قد تساعدها في التقليل، أو الحد من الانخفاض من حصتها في قطاع أجهزة تتبع اللياقة البدنية، خاصةً في ظل صعود شركات صينية، مثل: هواوي، وشاومي، التي توفر منتجات أرخص. وتختص أجهزة تتبع اللياقة البدنية في تتبع الخطوات اليومية للمستخدمين، والسعرات الحرارية المحروقة، والمسافة المقطوعة. كما أنها تقيس مدة النوم، وجودته، ومعدل ضربات القلب.
وعملت فيتبيت – التي ساعدت في ازدهار سوق الأجهزة القابلة للارتداء – على إبرام شراكات مع شركات التأمين الصحي، كما أنها استحوذت على شركات متخصصة في سوق الرعاية الصحية، وذلك في إطار سعيها إلى تنويع مصادر إيراداتها. ويُعتقد أن الكثير من قيمة الشركة قد تكمن الآن فيما تملكه من بيانات صحية.
وفي شهر تموز/يوليو الماضي، خفضت فيتبيت توقعات إيراداتها لعام 2019، ملقيةً باللوم على المبيعات المخيبة للآمال لساعة (فيرسا لايت) Versa Lite الذكية، التي تتوفر بسعر 160 دولارًا أمريكيًا، مقارنةً بسعر 200 دولار للنسخة الأصلية منها. ويمكن لهذه الساعة تتبع التدريبات الرياضية، ومعدل ضربات القلب، ولكنها تفتقر إلى ميزات مثل القدرة على تخزين الموسيقى مباشرةً.
وفي شهر آب/أغسطس الماضي، قالت فيتبيت: إنها وقعت عقدًا مع حكومة سنغافورة لتوفير أجهزة تتبع اللياقة البدنية والخدمات في برنامج صحي قالت: إنه قد يصل إلى مليون مستخدم. وفي الشهر ذاته، أطلقت الشركة ساعتها الذكية الأحدث (فيرسا 2) Versa 2 التي تمتاز بدعم المساعد الرقمي (أليكسا)، كما تدعم إجراء عمليات الدفع عبر الإنترنت، وتخزين الموسيقى.
وفي حال تمت صفقة استحواذ جوجل على فيتبيت، فإنها لن تكون الأولى لها في مجال الأجهزة القابلة للارتداء، إذ أعلنت شركة (فوسيل) Fossil في شهر كانون الثاني/يناير الماضي أنها ستبيع ملكيتها الفكرية المتعلقة بتقنية الساعات الذكية قد التطوير إلى جوجل مقابل 40 مليون دولار أمريكي.