تعرضت شركة فيسبوك لصدمة بعد تسريب ما يقرب من 7000 صفحة للجمهور، من بينها 4000 وثيقة داخلية سرية و 3000 صفحة من قضية مرفوعة ضد فيسبوك ومئات الصفحات من الوثائق القانونية الأخرى، وذلك بالرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها عملاقة التواصل الاجتماعي لإبقاء الوثائق طي الكتمان.
وكشفت الوثائق المسربة عن محاولة فيسبوك الواضحة لسحق المنافسين المحتملين عن طريق إيقاف وصول مطور التطبيق إلى بيانات المستخدم، وهو التغيير الذي أدخلته الشركة كميزة خصوصية.
واستخدمت فيسبوك سيطرتها على بيانات المستخدم للتغلب على منافسيها، مثل يوتيوب وتويتر وأمازون، واستفادت من أصدقائها في الوقت الذي اتخذت فيه إجراءات صارمة لمنع وصول الشركات المنافسة.
كما توضح الوثائق خطط فيسبوك للتجسس على مواقع مستخدميها عبر أجهزة أندرويد من خلال تطبيقها المحمول والسماح للمعلنين بإرسال إعلانات سياسية.
وتوضح الوثائق كيف شجعت الشركة مئات الآلاف من المطورين على إنشاء تطبيقات محمولة على منصتها حتى عام 2012، عندما بدأت في حجب البيانات التي تحتاجها التطبيقات لتعمل.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وأعلن المسؤولون التنفيذيون عن هذه الخطوة للحد من الوصول في عام 2015، أي بعد ثلاث سنوات، ودافعوا عنها كجهد لحماية مستخدمي المنصة البالغ عددهم مليار مستخدم، بينما كان القصد منها إحباط المنافسين.
وفي رسائل البريد الإلكتروني الداخلية، بدا أن بعض المسؤولين التنفيذيين في فيسبوك يشيرون إلى استراتيجية الترويج للتغيير الذي يركز على الخصوصية باسم خطة Switcharoo.
ويأتي ظهور الوثائق الجديدة، التي يعود تاريخها إلى عام 2010، في الوقت الذي تواجه فيه فيسبوك تحقيقات متعددة في انتهاكات محتملة لمكافحة الاحتكار من جانب المنظمين في جميع أنحاء العالم.
ويمكن أن توفر رسائل البريد الإلكتروني أدلة قيمة للمحققين، بما في ذلك لجنة مجلس النواب الأمريكي التي سعت للحصول على سجلات الشركة لإلقاء نظرة على قراراتها بحظر التطبيقات من الرسم البياني الاجتماعي، والذي يرسم العلاقات بين المستخدمين.
وتأتي المستندات من دعوى قضائية رفعتها شركة Six4Three في عام 2015، وهي شركة مطورة لتطبيق جرى إغلاقه الآن بعد أن فقد الوصول إلى بيانات مستخدم فيسبوك نتيجة للتغييرات التي تم الإعلان عنها في عام 2014 وتم تنفيذها في العام التالي.
وتزعم Six4Three أن سياسات بيانات فيسبوك كانت منافية للمنافسة، وأن الشركة أساءت تقديم هذه السياسات للمطورين والجمهور على حد سواء.
وقد وصفت فيسبوك القضية بأنها لا أساس لها، وقالت متحدثة باسم الشركة: إن الوثائق انتزعت من سياقها من قبل شخص لديه أجندة ضد فيسبوك ونشرت على الملأ مع تجاهل تام للقانون الأمريكي.
وتحتوي المستندات الجديدة على رسائل متبادلة بين المديرين التنفيذيين الذين يناقشون إيقاف الوصول إلى بيانات المستخدم للمطورين الذين يعتبرونهم منافسين محتملين في وقت قالت فيه الشركة علنًا: إنها توفر منصة مفتوحة ومحايدة.
وتحدث أحد المديرين التنفيذيين عن مسألة تقسيم التطبيقات إلى ثلاث مجموعات – المنافسون الحاليون؛ والمنافسون المحتملون في المستقبل؛ والمطورون الذين تتوافق فيسبوك معهم فيما يتعلق بنماذج الأعمال – كجزء من مشروع لتقييد الوصول إلى بيانات المستخدم، يطلق عليه اسم PS12N .
وتمكن الأشخاص الموجودون في الفئة الأخيرة من استعادة الوصول من خلال الموافقة على إجراء عمليات شراء للإعلانات عبر الأجهزة المحمولة أو تقديم بيانات مستخدم تبادلية مع فيسبوك ضمن اتفاقيات API الموسعة الخاصة، وذلك وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني.
وبالنظر إلى آن الآلاف من المطورين فقدوا الوصول إلى بيانات المستخدم، فقد قرر المسؤولون التنفيذيون الإعلان عن التغييرات علنًا، واختاروا ربط ما وصفوه بالأشياء السيئة في PS12N بتحديث غير ذي صلة لنظام تسجيل الدخول على فيسبوك، مما أعطى الناس سيطرة أكبر على خصوصيتهم.
وكتب أحد المديرين التنفيذيين في رسالة بالبريد الإلكتروني أن السرد الخاص بالإعلان سيركز على الجودة وتجربة المستخدم، ما يوفر على الأرجح مظلة جيدة لإضعاف بعض الإهمال في API، ووصفت خطة Switcharoo بأنها حل وسط جيد يمكنهم من سرد قصة منطقية.
وتوضح الوثائق كيفية تخطيط الشركة لإقناع الجمهور بأنها كانت جادة في تحسين حماية الخصوصية حتى لو كان هدفها الحقيقي هو القضاء على المنافسة.
وفرضت فيسبوك في عام 2013 قيودًا على إعلانات منتجات جوجل التنافسية، بالإضافة إلى WeChat و Line و Kakao، وهي تطبيقات مراسلة شائعة في آسيا، وقال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، في رسالة بريد إلكتروني عام 2013: تحاول هذه الشركات بناء شبكات اجتماعية لتحل محلنا، وإن الإيرادات القادمة منها غير جوهرية بالنسبة لنا مقارنة بأي خطر.