أدى تغيير تجريبي صامت أجرته شركة جوجل على متصفح كروم هذا الأسبوع إلى ترك الآلاف من الأجهزة في الشركات مع متصفحات معطلة لا تستجيب.

واستمر المستخدمون من رجال الأعمال، الذين يصلون إلى متصفح كروم من خلال بيئات الأجهزة الافتراضية مثل سيتريكس Citrix، في مشاهدة شاشات بيضاء في علامات تبويب كروم المفتوحة، إلى جانب حظر الوصول إلى المتصفح وجعله لا يستجيب.

وأدت هذه المشاكل إلى جعل الكثير من مدراء تقنية المعلومات غاضبين، حيث تدير الشركات عادةً تحديثات كروم وتتحكم فيها، لكن التغيير المفاجئ في سلوك المستعرض جعلهم في حيرة من أمرهم، الأمر الذي دفعهم إلى إغراق منتديات دعم جوجل.

واضطرت عملاقة البحث، بعد تقديم شكاوى، للكشف عن أنها أطلقت تجربة على إصدارات مستقرة من كروم غيرت سلوك المتصفح، ويبدو أنها قد نسيت أن تأخذ في الاعتبار استخدام بيئات الأجهزة الافتراضية أثناء نشر التجربة.

وتم إجراء التجربة بصمت، دون تحذير مدراء تقنية المعلومات أو المستخدمين من تغييرات جوجل.

وكانت التجربة تتعلق بتمكين ميزة جديدة لمحتويات WebContents المصممة لتوقيف علامات تبويب كروم عن العمل مؤقتًا وتقليل استخدام الموارد عندما لا يكون المتصفح قيد الاستخدام.

وأوضح ديفيد بينفينو David Bienvenu، وهو مهندس برمجيات في جوجل، أن التجربة كانت تعمل لمدة 5 أشهر تقريبًا، وجرى تشغيلها على النسخ المستقرة، وكانت قبل ذلك تعمل على زهاء واحد في المئة من مستخدمي Chrome 77 و Chrome 78 لمدة شهر مع عدم وجود تقارير عن مشكلات.

وتراجعت جوجل عن التغيير، وذلك في أعقاب تقارير متعددة من الشركات مع الآلاف من المستخدمين المتضررين، وقال ديفيد: سنتراجع عن إطلاق هذه التجربة ونحاول معرفة كيفية التعامل مع Citrix.

وأوضح مشرف تكنولوجيا المعلومات في شركة Costco أن التجربة كان لها تأثير كبير على جميع وكلاء مركز الاتصال لديها مع عدم القدرة على الدردشة مع الأعضاء، مضيفًا “لقد أمضينا يومًا ونصف يوم في محاولة لمعرفة ما الذي يحدث ولماذا”.

وقال أحد مسؤولي تكنولوجيا المعلومات: لقد شعرنا أن هناك أمرًا غامضًا حيث يمكن لجوجل تحديث كروم بصمت دون الإعلان عن أي شيء ويمكن أن يؤثر قرارها على أكثر من 100 ألف شخص.

وتعكس هذه المخاوف المئات من الردود في منتدى دعم جوجل، وتويتر و Reddit، إلى جانب أسئلة حول سبب قرار جوجل بإجراء تغيير صامت على كروم في المقام الأول.

وقال أحد مسؤولي تكنولوجيا المعلومات ردًا على ديفيد بينفينو: هل ترى التأثير الذي خلقته لآلافنا دون أي تحذير أو تفسير، وهل تفهم عدد ساعات الموارد التي أهدرتها تجربتك، مضيفًا “نحن لسنا موضوعات اختبار خاصة بشركتك، بل ندير خدمات احترافية لبرامج بملايين الدولارات”.