تعهدت شركة جوجل بالتوقف عن بناء أدوات ذكاء اصطناعي (AI) بحسب الطلب لشركات النفط والغاز لاستخراج النفط في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها أول مقدم خدمات حوسبة سحابية رائد يقوم بذلك.
ولدى عملاقة التكنولوجيا العديد من عملاء الطاقة الذين يستخدمون منصتها السحابية (Google Cloud) لاستضافة بياناتهم ومعالجتها حتى يتمكنوا من تشغيل أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بهم من خلال مراكز بيانات جوجل.
ولن تبني جوجل خوارزميات تعلم آلة مخصصة بحسب الطلب لمساعدة الشركات في العثور على النفط واستخراجه، بل ستقدم الذكاء الاصطناعي المخصص لشركات الطاقة المتجددة.
ولجأت شركات (Shell) و (BP) و (Chevron) و (ExxonMobil) والعديد من الشركات الأخرى إلى تقنية السحابة لتشغيل الذكاء الاصطناعي في سبيل العثور على المزيد من آبار النفط والغاز واستخراجهما وخفض تكاليف الإنتاج.
ومن المتوقع أن تنفق صناعة النفط والغاز 1.3 مليار دولار على الخدمات السحابية في عام 2020، وذلك وفقًا لبيانات (HG Insights).
وقال متحدث باسم جوجل: “إن (Google Cloud) هي بنية أساسية للأغراض العامة ومنصة لمعالجة البيانات، لذلك لدينا شركات من العديد من الصناعات تستخدم هذه المنصة لتشغيل أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بهم على السحابة، لكننا لن نبني، على سبيل المثال، خوارزميات مخصصة لتسهيل الاستخراج في صناعة النفط والغاز”.
وأضاف “نحن مستمرون في الإنجذاب نحو مزودي الطاقة المتجددة، الذين يفهم الكثير منهم بشكل أساسي فوائد السحابة في تعزيز أهدافهم، مثل (AES Corporation) و (Veolia) و (Simple Energy)، ونحن نبني نماذج خوارزميات مخصصة للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع العديد من شركات الطاقة المتجددة”.
وبلغت عائدات جوجل من النفط والغاز في 2019 نحو 65 مليون دولار، وهو ما يمثل أقل من 1 في المئة من إجمالي إيرادات (Google Cloud)، ويأتي إبتعاد عملاقة البحث عن النفط والغاز بعد مغادرة (داريل ويليس) Darryl Willis رئيس وحدة أعمال النفط والغاز والطاقة في (Google Cloud)، الذي تم تعيينه في عام 2018.
وغادر ويليس شركة جوجل في عام 2019 ليصبح نائب رئيس صناعة الطاقة في مايكروسوفت، ولم يعد لدى عملاقة البحث وحدة أعمال محددة للنفط والغاز، ووقعت جوجل صفقة مع شركة خدمات حقول النفط الدولية (Schlumberger) في 2019، حيث تبيع (Schlumberger) برامج جوجل لشركات النفط والغاز الأخرى.
وزعم تقرير منظمة (غرينبيس) Greenpeace الجديد بعنوان “كيف تساعد شركات التكنولوجيا في تحقيق أرباح نفطية كبيرة عبر تدمير المناخ” أن شركات النفط والغاز أصبحت تعتمد بشكل متزايد على تقنية السحابة لاكتشاف النفط وأن عقود جوجل وأمازون ومايكروسوفت مع هذه الشركات قد تتعارض مع تعهداتها المستقلة بشأن المناخ.
وأوضح التقرير أن مايكروسوفت تعمل بأكبر قدر ممكن مع شركات النفط والغاز، حيث تقدم الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة من مراحل إنتاج النفط، وأشارت غرينبيس إلى أن عقد مايكروسوفت مع شركة (ExxonMobil) قد يلقي بظلاله على الإعلان الأخير لمايكروسوفت بأنها ستكون سالبة كربونيًا بحلول عام 2030.
ووردت مايكروسوفت على التقرير عبر تدوينة قالت فيها: “نحن متفقون على أن العالم يواجه مشكلة كربونية ملحة ويجب علينا جميعًا بذل المزيد من الجهد والتحرك بشكل أسرع للوصول إلى مستقبل خالٍ من الكربون”.
وأضافت “الحقيقة هي أن طاقة العالم تأتي حاليًا من الوقود الأحفوري، ومع تحسن مستويات المعيشة حول العالم، سيتطلب العالم المزيد من الطاقة، وهذا يجعل تحقيق مستقبل خالٍ من الكربون أحد أكثر التحولات تعقيدًا في تاريخ البشرية”.