على ضوء الإعلان عن خطط تعزيز عملية ربط دولة الإمارات العربية المتحدة بشبكة الألياف الضوئية خلال السنوات الأربع القادمة عبر التعاون مع شركة "اتصالات"، استضافت ITP.net السيد بونغ شونجي المدير العام لشركة "هواوي" في الإمارات العربية المتحدة، للحديث حول الفوائد المحتملة التي يمكن أن تعود على سكان دبي نتيجة لهذا النوع من الاستثمارات في إطار مشروع "مدينة دبي الذكية".
-تمثل تقنيات الوصول للانترنت عبر شبكات الاتصالات عريضة النطاق (برودباند) إحدى أهم العناصر الأساسية في أي مشروع من مشاريع "المدن الذكية"، ما هي المبادرات التي يجري القيام بها حالياً في هذا الإطار على مستوى الأفراد والشركات؟
إن تسارع وتيرة التمدّن والحياة العصرية، أدى إلى زيادة أهمية الدور الذي تلعبه تقنيات المعلومات والاتصالات في الارتقاء بالخدمات العامة وتحسين نوعية حياة الناس. وفي كل مكان يقع عليه بصرنا اليوم في إمارة دبي، ثمّة خدمات وأفكار جديدة وتقنيات رائدة يجري تنفيذها أو مناقشتها في المؤتمرات والمنتديات والمعارض المتخصصة. وعموماً فقد تشهد المرحلة الماضية بدأ الحكومات في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي فعلياً بتكثيف نشاطها والعمل جدياً على ترسيخ البنى الأساسية لشبكات النطاق العريض (البرودباند) فيها لتصبح قادرة على تلبية الحاجات والمتطلبات العصرية التي ينشدها السكان والمتمثلة في استخدام سهل وآمن وموثوق للتطبيقات الرقمية.
ويمكننا أن نلحظ اليوم تنفيذ هذا النوع من المشاريع على أرض الواقع داخل دولة الإمارات العربية المتحدة. فعلى سبيل المثال، من ضمن أحدث المشاريع الأخيرة التي قامت بها "هواوي" بالتعاون مع شركة "اتصالات"؛ مشروع لاختبار خدمات الاتصال عبر شبكة الألياف الضوئية فائقة السرعة خلال السنوات الأربعة المقبلة، والذي سيؤمّن زيادة في سرعة نقل البيانات والنطاق الترددي الضروري، بالشكل الذي يوفر خدمات متصلة ودون انقطاع، تتضمن نقل الصوت عبر بروتوكول الانترنت، وحلول الفصول الدراسية الرقمية عن بعد، والحلول المتكاملة للعلاج الطبي والربط على مستوى كافة المشافي، وغيرها من الخدمات الأخرى. كما بدأنا أيضاً مرحلة جديدة من التعاون مع "اتصالات" في مجال تطوير شبكة الجيل الخامس (5G) المتنقلة ذات النطاق العريض (برودباند) في الإمارات، والتي تعتبر التجربة الأولى من نوعها التي يتم تنفيذها في منطقة الشرق الأوسط، مما سيسهل على الناس الاستفادة من الخدمات التي يوفرها مشروع "المدينة الذكية" أثناء التنقل.
-ما هي الفوائد الملموسة للتطبيقات "الذكية" التي يمكن للأفراد والشركات أن يتوقعوا الحصول عليها بالمحصلة؟
يتمثل الهدف من مشروع "المدينة الذكية" في مواءمة وتكامل جميع الهيئات الحكومية والأنظمة والبنى الأساسية ضمن نظام واحد شامل. ويمكن للشركات والأفراد توقع الكثير من الفوائد، ابتداءً من اتصالات النطاق العريض الفائقة السرعة وذات الانتشار الشامل، إلى الوصول السهل والسريع لخدمات بوابات الحكومة الإلكترونية، ناهيك عن الاستفادة من أنظمة المستشفيات الموحدة، وتوفير شبكات نقل عام أكثر كفاءة وفعالية.
كما تم الإعلان هذا الشهر عن أنه سيكون باستطاعة سكان دولة الإمارات العربية المتحدة قريباً الاستفادة من خدمة "المحفظة الإلكترونية" (mobile wallet) التي أطلقها اتحاد مصارف الإمارات ضمن مبادرة "الحكومة الذكية". وفي هذا السياق، أعلنت شركة "دو" للاتصالات المتكاملة عن خططها لتوفير نقاط الاتصال الساخنة اللاسلكية (wireless hotspots) في عدد كبير من المواقع البارزة في شتى أنحاء الإمارات العربية المتحدة.
وبالنسبة لرؤية دبي الطموحة، فإن هدفها الأساسي تمكين المواطنين وتزويدهم بالأدوات المناسبة للتواصل والحصول على المعلومات الصحيحة، وزيادة فرص الوصول إلى الخدمات الرقمية، وبالتالي تعزيز فرص الابتكار والنجاح على المستوى الشخصي عبر وضع المواطن ومصالحه في صميم مبادرات مشروع "مدينة دبي الذكية"، وبالتالي تحفيز الابتكار ومزيداً من الإنتاجية على كافة المستويات.
-هل تتركز معظم الاستثمارات الحالية في الإمارات العربية المتحدة في مجال تقنيات الاتصالات المتنقلة، أم أن هناك توازناً في الإنفاق مقارنة بتقنيات الاتصالات الثابتة التقليدية؟
وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن البنك الدولي، تحتاج عملية النشر والتطوير الشاملة لشبكات الإنترنت الثابتة واللاسلكية في العالم العربي ضخ استثمارات لا تقل قيمتها عن 25 مليار دولار أمريكي . وربما من المتعارف عليه أن الاتصالات عريضة النطاق بنوعيها الثابتة والمتنقلة، مجالان متعارضان لا يجتمعان. إلاّ أنه وفي عالم يتميز بالاتصال الدائم بشبكة الإنترنت، يحرص فيه المستخدمون على مواصلة مشاهدة فيديو ما باستخدام الأجهزة المزودة بتقنية الاتصال اللاسلكي "واي فاي" في المنزل، كانوا قد بدأوا مشاهدته عندما استقلوا قطار الأنفاق "المترو" في طريق العودة لمنازلهم، تصبح هذه الفروق التقنية بسيطة جداً ولا أهمية لها.
وفي هذا الإطار، برزت الإمارات العربية المتحدة كدولة رائدة بحق على المستوى العالمي في مجال تطوير أوجه التقارب والتعاون بين التقنيات المتنقلة والثابتة، والتي من شأنها أن تقدم خدمات جليلة للدولة في تحقيق رؤيتها في "الحكومة الذكية". ويتجلى التزامنا في "هواوي" في جزء كبير منه عبر دعم نجاح مشروع "مدينة دبي الذكية" من خلال التعاون مع الجهات المعنية واطلاعها على "خطة عملنا" المستقبلية التي تم تطويرها بناء على خبرتنا العالمية في مجال بناء البنى الأساسية على نطاق المدن بالاعتماد على شبكات الإنترنت الثابتة والمتنقلة على حد سواء.
>-ما طبيعة المؤسسات والشركات التي تتوقع أن يقع عليها الاختيار في نهاية المطاف للمشاركة في التخطيط لمشروع "مدينة دبي الذكية"؟
رغم أن معظم مشاريع "المدن الذكية" الحالية تضم مزيجاً من الهيئات الحكومية والمطورين ومزودي التقنيات ومشغلي شبكات الاتصالات والشركات الاستشارية، إلاّ أن التركيبة النهائية لأي مشروع ينبغي أن تعكس على الدوام مصالح الشريحة الأوسع من الناس. وهنا يكمن برأيي الدور المحوري الذي تلعبه حكومة دبي في ترجمة الرؤية والمصلحة الوطنية إلى خطط ومشاريع عملية في مجال البنية الأساسية.
-ما طبيعة الدور الذي ستلعبه "هواوي" عبر الشراكة مع الحكومة لتحقيق هذه الرؤية؟
أضم صوتي إلى أصوات الكثيرين على امتداد دولة الإمارات العربية المتحدة الذين يعبرون عن شعورهم بالحماس البالغ حيال الفوائد الكبيرة التي يمكن أن تعود بها مبادرة المدينة الذكية التي أطلقتها الحكومة على كل من يقطن هذه البلاد، وخصوصاً على أولئك الذين يعيشون في دبي. وبصفتنا خبراء في القطاع التقني، يقع على عاتق "هواوي" ونظيراتها من الشركات العالمية الأخرى الفاعلة في مجال توفير حلول تقنية المعلومات والاتصالات مسؤولية توفير كافة أوجه الدعم الممكن لجعل هذه الرؤية حقيقة ملموسة على أرض الواقع، ونحن ملتزمون بالقيام بهذا الدور على أكمل وجه.
و"هواوي" لديها خبرة واسعة في هذا المجال، فقد تعاونا مع العديد من الحكومات في المنطقة وحول العالم لنشر مجموعة واسعة من حلول "المدينة الذكية". وفي الحقيقة، "هواوي" شريكة فعلية في تطوير البنية الأساسية الشبكية في أكثر من 100 مشروع "مدينة ذكية" حول العالم، وأنجزت 12 مشروعاً لشبكات اتصالات وطنية عريضة النطاق، وأكثر من 10 مشاريع "حكومة ذكية" وتطوير مراكز البيانات.
وسواء كانت هذه المشروعات مدعومة من الحكومة أم من الجهات والشركات المعنية الأخرى، فإن لها هدفاً نهائياً مشتركاً واحداً يتمثل في تسهيل الخدمات المقدمة للمواطن ورفع مستوى كفائتها وفعاليتها عبر توفير فرص أفضل للوصول والاستفادة من تلك الخدمات.