التعليم حق إنساني أساسي، وهو من القضايا التي طالما كنت شغوفاً بها طوال حياتي. فمن الضروري أيضاً أن نعمل على القضاء على الأمية وتعميم التعليم إذا كنا نرغب في القضاء على الفقر وبناء مجتمعات تساهم بشكل إيجابي في التنمية العالمية.
في عام 1995، وبصفتي رئيس فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالمعايير والإفصاح، ترأست أول مؤتمر للأمم المتحدة حول تغيير التعليم.
ولتحقيق هذا الهدف، أسَّست العديد من المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب في الماضي، وكان آخرها جامعة طلال أبو غزالة الرقمية (TAG-DU)، التي أُنشئت بهدف توفير تعليم عالي الجودة لجميع من يسعى إليه. أنا أؤمن بأن التعليم يجب أن يتطور ويتبنى أساليب مبتكرة لإعداد كوادر بشرية مؤهلة، وهو أمر بالغ الأهمية في هذا العالم الرقمي.
ومع تزايد انتشار أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبح استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي في التعليم هو التكنولوجيا الحديثة التي من المتوقع أن تحدث تحولاً كبيراً في عملية التدريس والتعلم.
يشهد التعليم تحولاً من النمط التقليدي إلى التعليم المرن والشامل، حيث يوفر وكلاء الذكاء الاصطناعي منصات قابلة للتخصيص يمكن من خلالها أتمتة المهام الروتينية مثل تخطيط الدورات الدراسية والتقييم والاختبارات، مما يتيح للمعلمين تركيز جهودهم على تحقيق نتائج تعلم أفضل.
وباستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة ومعلومات الطلاب، تمتلك هذه الأنظمة القدرة على تحليل اهتمامات الطلاب، أدائهم السابق، وطموحاتهم المهنية وذلك للتوصية بالدورات التدريبية التي تتناسب مع أهدافهم، مما يضمن تجارب تعلم مخصصة، ويجعل التعليم أكثر تخصيصاً وملاءمة. تلعب الأدوات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في التعلم المخصص من خلال أتمتة المهام وتوفير التغذية الراجعة الفورية، مما يجعل التعليم أكثر ديناميكية وتعاوناً.
إن تحقيق الديمقراطية في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يُمثل تحولاً كبيراً، حيث يشجّع على الابتكار بطريقة لم تكن ممكنة سابقاً. فقد أصبح العديد من المعلمين في المدارس والجامعات الآن قادرين على إنشاء وكلاء ذكاء اصطناعي خاصين بهم باستخدام اللغة الطبيعية. تضمن هذه الإمكانية توفير الوصول الذي يلبي احتياجات كل من المتعلمين والمعلمين عبر الأدوات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، وفي الوقت نفسه، تعزز من جودة التعليم.
يَعدْ "وكلاء الذكاء الاصطناعي" بتوفير تعليم أكثر ذكاء وترابطاً، مما يفتح الأفق لمستقبل تعليمي أكثر إشراقاً للجميع. وهذا أمر حيوي للغاية نظراً لأننا نتعامل مع نظام تعليمي تقليدي قديم ومعطل، تمَّ تصميمه لخدمة اقتصادات الماضي، وليس الاقتصاد التكنولوجي الذي نعيش فيه اليوم.
ومن خلال استغلال قوة الذكاء الاصطناعي، يمكننا بناء نظام تعليمي أكثر عدلاً وفعالية، يعزز قدرة الطلاب والمعلمين على حدٍّ سواء. لقد بدأت الثورة بالفعل، ويبدو أن مستقبل التعليم يحمل آفاقاً واعدة للغاية.
لقد طالبت لسنوات عديدة بضرورة تحوُّل النظام التعليمي التقليدي. وأتطلَّع الآن إلى ما يخبئه هذا العام من تطورات في مجال التعليم. لذلك أناشد جميع المعلمين والمؤسسات التعليمية أن يكتسبوا مهارات الذكاء الاصطناعي وأن يصبحوا مراكز للتعلُّم في هذا المجال، من أجل إعداد جيل مستقبلي من العمال الرقميين المهرة.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة