وقامت الدراسة بتحليل نتائج 13 ألف امرأة، ما بين 18 إلى 44 عاماً، شاركن في الدراسات الاستقصائية الصحية الحكومية الوطنية الممثلة على المستوى الوطني في الفترة من 2011-2017، قبل ظهور حركة "مي تو". وطلب من النساء أن يتذكرن أول تجربة جنسية لهن.
وقالت الباحثة المشرفة على الدراسة في كلية الطب بجامعة هارفارد، الطبيبة لورا هوكس، إن التجارب وصلت إلى حد الاغتصاب، مضيفة أن "أي جماع يحدث ضد إرادة شخص ما هو إلا اغتصاب. إذا تعرض شخص ما لضغوط لفظية لممارسة الجنس، فهذا يتساوى مع الاغتصاب".
وفي السنوات التي تلت الاغتصاب، كان لدى هؤلاء الضحايا المزيد من شركاء الجنس، وحالات الحمل والإجهاض غير المرغوب فيها، والمزيد من مشاكل الصحة الإنجابية بما في ذلك آلام الحوض ومخالفات الحيض أكثر من النساء اللاتي لم تكن تجربتهن الجنسية الأولى بالإكراه.
وبحسب نتائج الدراسة، التي نشرت في مجلة JAMA الطبية، فإنّ 7 في المئة من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع قالوا إن أوّل ممارسة جنسية لهن كانت بالإكراه، وحدث ذلك عندما كن بعمر 15 عاما في المتوسط، وكان الرجل أكبر سنا بعدة سنوات في معظم الأحيان.
نصف هؤلاء النساء قالوا إنّ الممارسة الأولى لم تكن طوعية وإنهن أجبرن عليها وأكثر من نصفهن تعرضن لضغوط لفظية لممارسة الجنس ضد إرادتهن.
وأبلغ أنّ ما يقارب من 16 في المئة منهن في صحة ضعيفة، أي ضعف معدل النساء الأخريات. لم تستطع الدراسة إثبات ما إذا كان الجنس القسري سببه أو ساهم في أي من المشاكل الصحية أو غيرها.
تقول هوكس: "ليس من المستغرب أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية عقلية وجسدية في وقت لاحق، بالنظر إلى دراسات أخرى حول الآثار الدائمة للصدمة".
وكانت دراسات أخرى قد اكتشفت أن الآثار طويلة الأجل للاعتداء الجنسي قد تشمل العزلة الإجتماعية، ومشاعر العجز، والوصم، والسلوك المحفوف بالمخاطر، والتي قد تزيد جميعها من مخاطر الإكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى.
كما كشفت الأبحاث التي نشرت العام الماضي عن سوء في الحالة النفسية والصحة الجسدية بين النساء اللائي تم الاتصال الجنسي بهن بالإكراه.
وأكدت هوكس ضرورة نشر الوعي وتعليم مهارات الإتصال للامتناع عن ممارسة الجنس "مع شخص لا يرغب في المشاركة"، مضيفة أن المسؤولية يجب ألا تكون على الضحايا.