قد يقول البعض إن الوزير بوصعب ليست لديه الخبرة الكافية في شؤون العسكر ومتطلبات الجيوش، وذلك لا يجافي الحقيقة في مكان ما، لأنه يأتي من بيئة تربوية بعيدة كل البعد عن الوزارة التي يتولاّها حالياً. وعلى رغم أن توجهاته تربويّة في الصميم فقد سجّل نقطة سوداء عندما كان وزيراً للتربية في العام 2014، حيث أعطى جميع التلامذة إفادات نجاح في الإمتحانات الرسميّة بسبب عدم قدرته على معالجة مسألة إضراب الأساتذة عن التصحيح.
لكن الجديد في تصرفات بوصعب هو ما حصل في مركز الرعاية الصحية في ضهور الشوير. فقد حصل هذا المركز على ترخيص من وزارة الصحة العامة في فترة تولّي نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني شؤون وزارة الصحة، حيث دعم المركز من أجل توسيع تغطية الرعاية الصحية الأولية.
وكان من المقرر افتتاح المركز المذكور برعاية وزير الصحة الحالي جميل جبق ومشاركة حاصباني بكلمة، مع لوحة تذكر إسم الوزيرين.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن الإفتتاح لم يحصل بسبب ضغط الوزير بوصعب، إبن بلدة ضهور الشوير، على المجلس البلدي لإلغاء إلقاء كلمة حاصباني في المناسبة، فرفض جبق أن يحضر من دون نائب رئيس الحكومة الذي سعى خلال عهده إلى إضافة المركز الى شبكة الرعاية الصحية الأولية.
ومن الملفت أن الوزير جبق اتخذ موقفاً مبدئياً ورفض المشاركة في ظل تغييب كلمة حاصباني تقديراً للأخير، فتم إلغاء الاحتفال بالإتفاق بين وزيري الصحة الحالي والسابق، واختارا التركيز على تقديم الخدمات الصحية للناس بدل الدخول في زواريب السياسة الضيقة.
ويعلم الجميع أن بوصعب ليس في أفضل أحواله متنياً وأرثوذكسياً، خصوصاً أن قانون الإنتخاب النسبي جعل التنافس بين أعضاء اللائحة الواحدة على الصوت التفضيلي قبل ان يكون مع اللائحة المنافسة.
وأثبتت إنتخابات 2018 أن قوة "التيار الوطني الحرّ" تراجعت بشكل كبير متنياً، وقد فاز بثلاثة مقاعد فقط، في حين أن حزب "الطاشناق" فاز بمقعد أمينه العام أغوب بقرادونيان.
وحصد بوصعب 7299 صوتاً تفضيلياً في قضاء يضمّ 8 نواب وهو القضاء المسيحي الأكبر في لبنان على الإطلاق. وعلى رغم فوزه بمقعد نيابي، إلاّ أن الفضل يعود بشكل كبير إلى جمهور "التيار الوطني الحرّ" الذي قسّم أصواته التفضيليّة وأعطى قسماً كبيراً للمرشّح بوصعب.