"نظمت جمعية "نضال لأجل الإنسان" مؤتمراً شاملًا حول عمالة الأطفال بعنوان "عمل الأطفال في لبنان بين القانون والواقع"، برعاية وزير الصناعة وائل أبو فاعور بالتعاون مع جمعية الصناعيين اللبنانيين، في فندق "راديسون بلو" في فردان، بحضور شخصيات نيابية ووزارية وحزبية وروحية وممثلين عن جهات محلية ومنظمات دولية.
اختتمت محاور وجلسات المؤتمر بتوصيات مشتركة من وزراء الصناعة وائل أبو فاعور، العمل كميل أبو سليمان، والشؤون الإجتماعية ريشار قيوميجيان وجمعية نضال، التي أعلنت تبنيها ملف عمالة الأطفال، والتعاون مع كل الجهات المعنية في الحكومة والمجلس النيابي ومع الجمعيات المحلية والمنظمات الدولية، بغية الوصول إلى تقليص عدد الأطفال العاملين والذي بلغ 7 % من أطفال لبنان وتأمين حقوقهم بالتعليم.
المؤتمر الذي قدّمته الإعلامية نوال الاشقر، انطلق بجلسة افتتاحية، تضمنت فيديو قصير مؤثر يعكس مأساة "الأطفال العمال" من إخراج إيهاب ملاعب. تحدثت خلاله رئيسة جمعية "نضال" ريما صليبا عن أهمية إدراك خطورة المشكلة" بما يدفعنا للقيام بخطوات عملية لإيقافها، من رفع المستوى المعيشي للأكثر فقرا وتعميم إلزامية ومجانية التعليم ومكافحة التسرب المدرسي وتجريم الأشخاص والمؤسسات الذين يستغلون هذه الشريحة المحرومة من الأطفال".
أمين عام جمعية الصناعيين الدكتور خليل شري لفت إلى أنّ تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال في لبنان تجلت مع موجات النزوح السوري وترافقت مع أزمة إقتصادية خانقة لم يشهدها لبنان منذ الإستقلال. وعدد أسباب هذه الظاهرة محدداً إياها بالتسرب المدرسي والفقر وغياب القوانين وضعف التوجه نحو التعليم المهني.
وزراء العمل الصناعة والشؤون أبدوا اهتمامهم بمكافحة عمالة الأطفال بالتعاون مع جمعية نضال، وتعهّدوا بحسب موقعهم بالقيام بإجراءات تنفيذية للحد من هذه المشكلة التي تقضي على حاضر الأطفال ومستقبلهم .وبدا لافتًا إعلان وزير الصناعة الالتزام بصناعة خالية من عمالة الاطفال. "هذا الالتزام اعلنه باسم وزارة
الصناعة وجمعية الصناعيين، ولن نقبل الا بصناعة خالية من عمالة الاطفال لان مسألة عمالة الاطفال مخالفة كبيرة لكل القوانين والمعايير الصناعة الانسانية".
أمّا وزير العمل كميل أبو سليمان فلفت إلى أنّ قانون العمل الحالي يحظّر عمل الاطفال في الاعمال الصناعية تحت سن الخمسة عشرة"، لذا اعطيتُ توجيهاتي إلى مفتشي وزارة العمل للتشدد في مكافحة عمل الأطفال، وهم يعمدون إلى تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين".
وزير الشؤون الإجتماعية ريشارقيومجيان تعهد بالمساعدة ما أمكن "لدينا مصالح عدة وبرامج تعمل لمكافحة هذه الظاهرة الاجتماعية، ولدينا برامج تدريب مهني وصحي تعمل من خلال مراكز الشؤون وذلك بالتعاون مع اليونيسيف والمنظمات الدولية التي لديها برامج تكافح هذه الظاهرة وتعمل على تطوير حياة الاطفال لمساعدتهم ومساعدة اهلهم وتوجيههم".
وفي الختام أعلنت رئيسة جمعية "نضال لأجل الانسان" ريما صليبا الإقتراحات والتوصيات، وأبرزها وضع خطة وطنية بالشراكة بين الدولة والمجتمع الاهلي تهدف الى القضاء نهائيا على عمل الاطفال خلال فترة زمنية محددة. وضمنت الخطة آلية تنفيذية، تقضي بإجراء تدريب مهني للأطفال والشباب حول السلامة العامة ، تدريب ارباب العمل والمديرين حول حقوق الطفل، والعمل مع السلطتين التنفيذية والتشريعية لإصدار قانون خاص مستقل بالتعليم الالزامي تمتد احكامه حتى المرحلة الثانوية. الانطلاق، بأسرع وقت ممكن، بعملية التعليم الالزامي المجاني للأطفال الذي تخلوا عن الدراسة .وشددت على عدم التهاون من قبل النيابات العامة لجهة قمع المخالفات في عمل الاطفال سواء لجهة الاعمال الممنوعة عليهم ام لجهة السن الادنى للتشغيل وساعا
صليبا وفي الشق المتعلق بالتعاون مع جمعية الصناعيين، ضمنت توصيات مؤتمرها إعداد خريطة لكل الوظائف الشاغرة حسب مستوى العمر والمستوى العلمي في المصانع، بالتنسيق مع المؤسسة الوطنية للاستخدام، على ان تراعي القوانين المرعية الاجراء. وتدريب الاطفال والشباب العاملين في الحقل الزراعي على الاساليب الزراعية الحديثة، لا سيما التي تخفف من الارهاق الجسدي للعاملين في الحقل الزراعي. وتدريب العاملين في الشركات والمصانع على المسؤولية المجتمعية للشركات.
تخللت المؤتمر جلستان، أدارت الجلسة الاولى الاعلامية جيسي طراد، وحملت عنوان "الأطفال حلقة سوق العمل الأضعف... فكيف يحميهم القانون اللبناني؟"، تحدث فيها رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية النائب الدكتور ميشال موسى حول عمل الأطفال في القوانين اللبنانية وسبل الحماية . وتحدثت النائبة رولا طبش الجارودي مشددة على أن الحل يبدأ بالقضاء على كل العوامل التي تمنع الاهل من ارسال أولادهم الى المدرسة. في حين تطرقت رئيسة وحدة مكافحة عمل الاطفال في وزارة العمل نزهة شليطا لـدور الحكومة اللبنانية في القضاء على عمل الأطفال. كما تحدثت رئيسة اتحاد حماية الاحداث الاستاذة اميرة سكر حول تدابير حماية الأطفال بين التعليم وسوق العمل.
ما الجلسة الثانية فأدارها الاعلامي باسيل الخطيب، حملت عنوان: "عمل الأطفال مرض إجتماعي... فما دور المؤسسات المعنية محليا ودولياً؟"، وحاضرت فيها مديرة المشروع الوطني للتسول في وزارة الشؤون الإجتماعية سيما معاوي حول سوق العمل والتشرد. وتحدث الممثل عن منظمة العمل الدولية Mr. Torsten Schackel حول معايير العمل وفق قرارت المؤتمر 138. وكانت كلمة لممثل وزارة الصحة د. ربيع شماعي حول "آثار العمل المبكر على صحة الحدث ووضعه النفسي". عن اليونيسف شارك كل من Luca Travagnin و Zaman Ali Hassan حول "حقوق الطفل في القوانين الدولية وتدابير الحماية". و تحدثت ممثلة وزارة التربية والتعليم العالي الدكتورة هيلدا خوري حول "أهمية التعليم الإلزامي في مكافحة العمل المبكر".