بعد وفاة الرئيس الفرنسي الاسبق، جاك شيراك، تداولت الصحف ووسائل الإعلام العربية والأجنبية أبرز القرارات والأفعال التي قام بها شيراك في عهده وعلاقته بالدول العربية وحكامها. وبهذا الصدد كتبت صحيفة "الرأي" عن شيراك، قائلة إنه لربما كان أكثر رئيس فرنسي تقربا من العرب عموما ومن اللبنانيين خصوصا حيث جمعته صداقة قوية بالرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وأشارت الصحيفة أن "جاك شيراك الرئيس الفرنسي الذي رحل عن 86 عاما، السياسي الديغولي الذي فهِم الشرق الأوسط أكثر من غيره من الرؤساء الأوروبيين أو رؤساء العالم، وكان بعيد النظر في ما خصّ تطلّعات فرنسا، الدولة الكبرى والمؤثّرة، إلى صوغ سياسة خارجية مع الخليج والمشرق والمغرب العربي، مبنية على الانفتاح والتفهم والمساعدة لإحقاق الحق من العراق إلى فلسطين إلى لبنان".
وقال حمادة بهذا الصدد إن "هناك رئيسان تميزا في تاريخ فرنسا بعلاقة فريدة مع لبنان، الأول شارل ديغول والثاني جاك شيراك الذي طور علاقته إلى ما هو أكثر من التناغم السياسي وصولا إلى حنان حقيقي تجاه وطننا وأهله. فبالإضافة إلى سياسة فرنسا التقليدية كان شيراك يدخل من موقعه كرئيس في كل تفصيل من حياتنا السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية".
ويوضح حمادة، قائلا: إن "شيراك كان دائما متأهّبا للدفاع عن القضايا العربية وعن لبنان تحديدا، وقد تميّز في مواقف عديدة لم يكن أقلّها رعاية مؤتمرات باريس لدعم لبنان التي كان لها الفضل الأكبر في تغطية إعادة الإعمار في لبنان والحد من عجزه المالي. وكان أيضاً أول من وقف إلى جانبنا في كل الصراعات مع الخارج، أكانت مع إسرائيل أو تلك التي نشأت مع سورية نتيجة جنوح آل الأسد إلى هيمنة كاملة على مقدرات لبنان وحياة اللبنانيين".
ويذكر حمادة أن شيراك "عمل على مساعدة دبلوماسيتنا التي قادها رفيق الحريري من أجل تفاهم نيسان 1996، الذي حدّ من العدوان الإسرائيلي المتمادي على المدنيين، وهو الذي في المقابل عمل على إصدار القرار 1559 الذي نصّ على خروج القوات السورية والذي طبِّق في ربيع 2005 بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وهو الذي على الصعيد العربي الأوسع حيّد فرنسا عن العدوان الأميركي على العراق، وسجّل بالتالي فرادة فرنسية بتعاطي الغرب مع القضايا العربية".
وكان الرئيس سعد الحريري، أصدر مذكرة اعلان حداد رسمي على وفاة الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك، جاء فيها: "لمناسبة وفاة صديق لبنان الرئيس شيراك يعلن الحداد الرسمي في 30-9-2019 خلال مراسم دفنه، وتنكس الاعلام وتُعدل البرامج في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع هذه المناسبة الأليمة".