بداية مع النشيد الوطني ، ثم تحدث رئيس البلدية إسحق عبود وهنأ بلدة داربعشتار على نصب مار مارون قائلا: "هذا العصب الذي يتخطى أطر الحجر ليضحى صوتا يهز الضمائر في اعماقها، فنبادر كلنا إلى لملمة الجراح للانطلاق من جديد باسم مار مارون الذي نحمله على جباهنا وفي قلوبنا وساما نفتخر به".
واضاف: "هنيئا لبلدتنا باستقبال غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سليل البطاركة العظام الذين أعطي لهم مجد لبنان". وختم شاكرا اتحاد بلديات الكورة على المساهمة الأوسع لتبصر هذه المستديرة النور.
بو كريم
بعدها القى رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم كلمة قل فيها :"غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أهلا وسهلا بكم في الكورة في بيتكم في داربعشتار، هذه الزيارة التي تضفي على هذه المناسبة مناسبة إزاحة الستار عن تمثال القديس مارون البركة والنعمة.
وأضاف: "لا يسعني إلا أن أذكر وبفخر اننا نقف هنا على حددود عاصمتين اميون عاصمة الروم الارثوذكس في الكورة ولبنان وانطاكية وسائر المشرق، وداربعشتار عاصمة الموارنة وطبعا بالقرب من هذا المكان الكثير من القرى السنية والشيعية.
وقال: "نحن كاتحاد نفتخر ونعتز اننا مع بلدية داربعشتار ساهمنا في توسعة الطريق وإنشاء هذه المستديرة الجميلة لتأتي البلدية وتزينها بتمثال القديس مارون الذي نأمل أن تحل بركته على أهالي داربعشتار وسائر قرى وبلدات الكورة. نحن كاتحاد عملنا بفلس الارملة على تدبير شؤوننا بايدينا إزاء غياب الدولة عن الإنماء المتوازن".
وختم: "في هذا الإطار نعتذر من غبطتكم على الطريق التي سلكتموها للوصول إلى هذا المكان الذي لم يمس منذ أن زال الانتداب فإن اتحاد بلديات الكورة عمل بالتعاون مع بلدية داربعشتار على توسعته حتى أصبح على ما هو عليه الآن ونحن بانتظار وزارة الاشغال ان تقوم بواجبها وقد علمت مؤخرا انها في صدد تلزيم وتعبيد هذا الطريق". وختم مرحبا بالبطريرك في الكورة.
الراعي
بعدها القى البطريرك الراعي كلمة قال فيها : "انا موجود في داربعشتار بفرح لأننا نبارك تمثال ابانا القديس مارون الذي قد شئتم أن يكون على هذه المستديرة، ونحيي كل من تقدم بالارض. وأضاف: " هذا العمل يتصل بالمئوية الأولى لدولة لبنان الكبير السنة التي بدأناها في أول ايلول.لبنان لم يولد فقط في أول ايلول 1920 لكنه كان موجودا بارضه وشعبه وثقافته في كل العهود التي مرت في المنطقة، وبقينا كلبنانيين حاضرين وحاملين ثقافتنا التي تبلورت في الدستور والميثاق أن نكون في لبنان شعبا منفتحا على التعددية الدينية والثقافية والسياسة، هذا ما يتميز به لبنان عن بقية الدول في الشرق الاوسط، هذا الوطن الذي نعيش فيه كمسلمين ومسيحيين بمساواة في الحقوق والواجبات حسب الدستور، هذه المساواة التي هي في صميم ثقافتنا اللبنانية، وبالتأكيد إلى جانب مفاهيم أخرى كالحريات اهمها الحرية الدينية وحرية المعتقد وحرية التعبير والثقافة والسياسة، والحرية الحزبية وهذا ما لا نجده في اي بلد من بلدان الشرق الاوسط، كل هذه الحريات موجودة في دمنا وفي ثقافتنا كلها قيم وثوابت قام عليها لبنان ولا يمكن ان تتغير برغم الظروف الصعبة اقتصاديا وانمائيا وماليا.
وتابع:"امام هذا الواقع يتوجب علينا ان نؤدي دورا كبيرا على مستوى الكنيسة والعائلة او المدارس لنساعد الأجيال الجديدة أن يتربوا على قيمنا الأساسية الوطنية التي ضعفت كثيرا ولمن نحن بحاجة لأن نقويها أكثر".
وأضاف: "عندما نرى ارتفاع تمثال ابينا القديس مارون نرى القديس الذي كان مثل حبة القمح التي تعطي ثمارها، الثمار هم التلاميذ الذين تبعوا القديس مارون في حياته وكونوا كنيسة مع البطريرك يوحنا مارون سنة 686 ومنها انطلقت فكرة تجسيد الفكرة الروحية في وطن وقادوا هذه المسيرة البطاركة الموارنة عبر التأريخ، وتكون هذا الكيان اللبناني الذي كل قيمته انه ليس احاديا، لا لون واحد، ولا دين واحد، ولا مذهب واحد، هذه فلسفة الدستور اللبناني والميثاق الوطني الذي على اساسها قام اتفاق الطائف".
واردف: "اقول هذا الكلام كي لا نخاف ونحافظ على كياننا الذي لا يموت بسهولة،اطلب من كل أبناء المنطقة عندما يمرون من هنا ويشاهدون تمثال مار مارون الذي يذكرنا بتاريخنا المسيحي وبكل تاريخنا اللبناني المتنوع ان نشكر كل من قدم التمثال ونكمل طريقنا حتى نتجاوز كل الصعوبات لأن ثقافتنا هي الأساس التي عليها تبنى الأوطان". وختم: "لبنان له قيمة كبيرة ودور ورسالة في هذا الشرق يجب أن نحافظ عليها،اجدادنا وأباؤنا ناضلوا وصمدوا في العهود الصعبة ومع كل ذلك ثبتوا ووصلنا إلى جمال هذا اللبنان.
وبعد انتهاء الحفل اقيم عشاء قروي بالمناسبة.