وفي عظته، قال الراعي أنّ "ثانوية Val Père Jacques ترى نفسها في هذا اليوبيل المئوي لتأسيسها أمام تحديات روحية وأخلاقية واجتماعية ووطنية، هي حاجات شعبنا اليوم وعائلاتنا وأجيالنا الطالعة. هذه الحاجات تناقضها الممارسة السياسية عندنا وقد طغى عليها الفساد، والممارسة الطائفية والمذهبية، والسعي إلى الغنى غير المشروع، وتسييس المشاركة في الحكم والإدارة وجعلها محاصصة، والتدخل السياسي والحزبي الضاغط على القضاء. فإذا بنا أمام تقويض للدستور بنصه وروحه، وتشويه لفلسفة الميثاق الوطني".
وأضاف: "إن هذه التحديات تندرج في الرسالة التربوية التي تنهض بها Val Père Jacques، كما مثيلاتها من المدارس الكاثوليكية. فلا تستطيع مدارسنا أن تكون في موقع المتفرج، بل عليها أن تربي أجيالنا على التقيد بالقيم الروحية والأخلاقية، والعيش وفقا لمقتضيات الإيمان المسيحي، وعلى المبادئ الأساسية الوطنية كمسلمات العيش المشترك في المجتمع اللبناني الواحد، وهي أربع مسلمات تشكل معنى لبنان: الحرية، المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين دونما تمييز، العيش الكريم على أرض الوطن، التكامل والتضامن في إطار الدولة الواحدة وبالولاء التام للوطن الواحد".
وتابع: "مدارسنا مدعوة لتعزز في قلوب أجيالنا الطالعة محبة الوطن والولاء له ومعرفة قيمته بميزاته، ودوره ورسالته في بيئته المشرقية. وهي مدعوة لتربي أجيالنا الطالعة على قدسية الواجب والحرية المسؤولة التي تتحرك في خياراتها بين ما هو حق وجميل، وعلى معرفة الآخر المختلف واحترامه في ثقافته. إذا ربينا على هذه القيم المقرونة بالعلم الرفيع، هيأنا لوطننا أحسن مواطنين، وأفضل مسؤولين سياسيين".
وختم: "بهذه الاستعدادات والمقاصد ننطلق من اليوبيل المئوي لمدرسة Val Père Jacques المتزامن مع بداية إعلان دولة لبنان الكبير، نحو يوبيل تربوي جديد بقوى متجددة، وتطلعات واعدة".