وبالنظر إلى حديث جعجع فإنّ ثمة احتمالين غير واردين: أولاً أن تلجأ الأكثرية الوزارية إلى الاستقالة، والثاني "تشكيل حكومة بأوجه مختلفة، تعالج بمقاربات مختلفة". وأين يمكن صرف مثل هذا الكلام في بلد محكوم بالتوافق كلبنان ويستحيل معه تشكيل حكومة أكثرية تواجهها معارضة؟
وليس موضوع تغيير الحكومة الحاضر في الصالونات السياسية من باب الأزمة المالية والاقتصادية وسياسة تقاذف المسؤوليات، والذي تطالب به الهيئات الاقتصادية، سهلاً، ألّلهم إلا وفق اتفاق سياسي يضمن عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة كونه المتمسك الأول بحكومة يتولى رئاستها في ظل ظروفه الصعبة سياسياً ومالياً، فضلاً عن وجود تسوية تنص على رئاسته لأي حكومة في عهد الرئيس ميشال عون.
ولو أن الحكومة الراهنة قد لا تلبي طموح رئيسها الذي يتنامى شعوره بكونه رئيساً مطوّقاً من كل الاتجاهات ما يضعف قدرته على الإيفاء بالالتزامات الإصلاحية المطلوبة، وهي الأجواء التي عبّر عنها بقوله من الإمارات "بتعرفوا نحنا بلبنان الشباب بس شاطرين يتخانقوا مع بعض" متمنياً لو "نخفف حكي ونكتر شغل سوا". ما يعني أن رئيس الحكومة غير منسجم مع حكومته الحالية. فضلاً عن ذلك فإن التهديد بالأزمة ربطاً بالأزمات السياسية قد يؤدي في مكان ما إلى الإطاحة بالحكومة في لبنان، لا سيما حين يدرج الحديث عن الموضوع من باب التطورات الإقليمية واحتمالات عودة التفاوض بين السعودية وإيران أو بين إيران وأميركا. بهذا المعنى قد تكون الحكومة فشة خلق.