اعتبرت الكاتبة الإسرائيلية، ليمور سميميان دريش، أنّ "إسرائيل وقعت في 5 إخفاقات أساسية في مواجهة إيران، في ظلّ ما كشفه التهديد الإيراني المتجدّد في الآونة الأخيرة عن عدد من الإشكاليات التي يمكن الحديث عنها بالتفصيل".
وأضافت الكاتبة في مقالها بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنّ "الإخفاق الأول هو رفض المبادرة لتنفيذ هجمات عسكرية ضدّ إيران، على الأقل في 3 مرات معروفة، الأولى في عام 2010 حين عارض كبار قادة أجهزة الأمن والجيش هذه العملية التي بادر لتنفيذها رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق إيهود باراك، فيما وقف على رأس المعارضين رئيس جهاز "الموساد" مائير داغان (توفّي عام 2016)، ورئيس هيئة أركان الجيش الأسبق غابي أشكنازي".
وكشفت الكاتبة، وهي أستاذة الدراسات السياسية في "الجامعة العبرية"، أنّه "بعد عام فقط في 2011، جدد رئيس الأركان الجديد في حينه، الجنرال بيني غانتس، الحملة العسكرية ذاتها التي بادر إليها كل من نتنياهو وباراك، ومعهما وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. أما المرة الثالثة فكانت في 2012، حين ظهرت خلافات جدية بين نتنياهو وباراك حول توقيت الهجوم المفترض، ومن جديد لم يقدر للعملية أن تخرج إلى حيز التنفيذ".
وأوضحت أنّ "الإخفاق الإسرائيلي الثاني تمثّل في الموقف من الاتفاق النووي مع إيران، الذي لم يهدف لمنعها من حيازة السلاح النووي، وإنما إرجاؤه حتى إشعار آخر، لأنه في السيناريو المتفائل فإنّ طهران كان يتوقع أن تكون خلال عام على أبعد تقدير حائزة على القنبلة النووية".
وأضافت أنّ "إسرائيل انتظرت حتى جاء القرار الدولي 2331 لمجلس الأمن، الذي منح إيران الحقّ بأن تتحول دولة نووية من خلال تخصيب اليورانيوم بغرض البحث العلمي، وما تبعه من رفع العقوبات التي أسفرت على الفور عن الإفراج عن مئة مليار دولار، وتأثيراته الإيجابية على الاقتصاد الإيراني وباقي الاستثمارات".
ولفتت إلى أن "الإخفاق الإسرائيلي الثالث تمثّل في ردود الفعل على الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، فقد ظهر نتنياهو في موقفه المعارض كما لو كان يعبر عن رأي شخصي، لأن منافسه آنذاك يتسحاق هرتسوغ زعيم المعسكر الصهيوني اتهمه بالمبالغة في رفضه للاتفاق، وكذلك ايهود اولمرت ويائير لابيد، اللذان اتهما نتنياهو بتخريب العلاقات مع الولايات المتحدة؛ بسب خطابه الشهير في الكونغرس".
وأشارت إلى أنّ "الإخفاق الرابع تمثّل بخروقات الاتفاق التي بدأت في مرحلة التوقيع عليه، منها أنّ 8 أطنان من اليورانيوم المخصب كان يجب أن تخرج من إيران مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وليس هناك من شهادات على أن ذلك قد تمّ فعلاً، وهذا يعني أن الاتفاق لم يتم تنفيذه من المرشد الأعلى خامنئي".
وأفادت بأنّ "الإخفاق الخامس ظهر حتى بعد أن كشفت إسرائيل الخطط العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وأعادت فرض العقوبات عليها، ومع ذلك فإنّ صحافيين كبارا وأعضاء كنيست من اليسار ما زالوا يتهمون الحكومة الإسرائيلية بذلك".
وخلصت الكاتبة إلى أنّ "كلّ هذه الإخفاقات الإسرائيلية الـ 5 أمام إيران حصلت لأن الساسة الإسرائيليين يعتبرون معركتهم السياسية الحزبية أهم من أي معركة أخرى، ويحدث هذا بسبب عدم وجود دولة ومؤسّسات تتّخذ القرار".