وقال إسماعيل العيثاوي للمسؤولين بعد أن اعتقلته السلطات التركية وسلمته للعراقيين إنّ البغدادي كان يجري أحياناً محادثات استراتيجية مع قادته داخل حافلات صغيرة محملة بالخضروات لتجنب اكتشافها.
وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين: "قدم العيثاوي معلومات قيمة ساعدت فريق الوكالات الأمنية المتعددة في العراق في إكمال الأجزاء المفقودة من أحجية تحركات البغدادي والأماكن التي كان يختبئ فيها".
وأضاف لـ"رويترز": "أعطانا العيثاوي تفاصيل عن 5 رجال، هو منهم، كانوا يقابلون البغدادي داخل سوريا والمواقع المختلفة التي استخدموها".
وكان مسؤولو المخابرات العراقية يعتبرون العيثاوي، الحائز على درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، واحدا من كبار مساعدي الزعيم الـ 5. وانضم العيثاوي إلى "القاعدة" في عام 2006 واعتقلته القوات الأميركية في عام 2008 وسُجن لمدة 4 سنوات، وفقا لمسؤولي الأمن العراقيين.
وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان إن نقطة تحول أخرى حدثت في وقت سابق من هذا العام خلال عملية مشتركة ألقت خلالها المخابرات الأميركية والتركية والعراقية القبض على كبار قادة تنظيم "داعش"، بما في ذلك 4 عراقيين وسوري.
وقال مسؤول عراقي تربطه صلات وثيقة بأجهزة أمنية متعددة: "قدموا لنا جميع المواقع التي كانوا يجتمعون فيها مع البغدادي داخل سوريا وقررنا التنسيق مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية لنشر المزيد من المصادر داخل هذه المناطق".
وأضاف: "في منتصف عام 2019 تمكنا من تحديد إدلب كموقع كان البغدادي ينتقل فيه من قرية إلى أخرى مع أسرته و3 من مساعديه المقربين".
وذكر أنّ المخبرين في سوريا رصدوا بعد ذلك رجلاً عراقياً يرتدي غطاء رأس متعدد الألوان في أحد أسواق إدلب وتعرفوا إليه من صورة. كان الرجل هو العيثاوي وتتبعه المخبرون إلى المنزل الذي كان يقيم فيه البغدادي.
وقال المسؤول: "نقلنا التفاصيل إلى وكالة المخابرات المركزية التي استخدمت قمراً صناعياً وطائرات بدون طيار لمراقبة الموقع خلال الأشهر الـ 5 الماضية".
وقبل يومين، غادر البغدادي الموقع مع أسرته لأول مرة، حيث كان يسافر بحافلة صغيرة إلى قرية قريبة.
وقال المسؤول: "كانت هناك آخر لحظاته وهو على قيد الحياة".
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الأحد، إنّ البغدادي مات "وهو يبكي ويصرخ" في هجوم شنته القوات الأميركية الخاصة في إدلب شمال غرب سوريا.
وقال ترامب في كلمة بالبيت الأبيض نقلها التلفزيون إنّ البغدادي قُتل و3 من أطفاله أثناء غارة بتفجير سترة ناسفة بعد فراره داخل نفق مسدود.