شكّك مراقبون بالرواية الأميركية بشأن عملية "تصفية" زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في إدلب بسوريا، ليل السبت – الأحد الماضي.
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الأحد 27 تشرين الأول، تصفية زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، في عملية خاصة قامت بها القوات الأميركية في مدينة إدلب السورية. وأكّد ترامب أن "عدداً كبيراً من رفاق البغدادي قتلوا"، مضيفاً أنّه "لم يسقط ضحايا من القوات الأميركية في العملية".
لكن عدداً من الخبراء يشكّك في مصداقية ما قاله ترامب، معتمدين في ذلك على عدد من النقاط، وبأنّ ما أعلنه في هذا الوقت بالتحديد هو من أجل زيادة شعبيته الانتخابية.
وبحسب تصريحات نائب رئيس معهد موسكو في التاريخ والسياسة في جامعة موسكو الحكومية، فلاديمير شابوفالفو، نقلتها عنه وكالة "سبوتنيك" الروسية، فإنّ توقيت الإعلان أتى في وقت بدأت فيه أميركا بخسارة تواجدها العسكري في المنطقة والتخلي عن حلفائها الأكراد، فيما كانت تحاول إظهار بأنّها تحارب الإرهاب.
طائرات "الهيلكوبتر" لن تطير بدون أن يلاحظها أحد
يعيش في مدينة إدلب أكثر من مليون شخص والعملية وقعت على بعد 5 كلم من الحدود التركية حيث يوجد مركز المراقبة التركي، في الوقت الذي تحدث فيه الأميركيون على أنهم لم يخبروا الأتراك بعمليتهم، الأمر الذي قد يدفع الجيش التركي المتواجد إلى فتح النار على هذه الطائرات، بالإضافة إلى أنّ مسلّحي "داعش" لن يستقبلوا تلك الطائرات وهي قادمة لقتل "زعيمهم".
وبحسب الأنباء حول مكان تحصّن البغدادي، فإنّه بمنطقة حصينة وبحماية المئات من الرجال، فكيف تمّت العملية تحت جنح الظلام وبهدوء تام على طريقة الأفلام الأميركية؟
وفقاً للرواية الأميركية، فقد فجّر الإرهابي نفسه هو وزوجته باستخدام سترات متفجرة، والسؤال الذي يطرح نفسه: "لماذا؟ فالبغدادي يستطيع الهرب فهو يعرف المنطقة جيداً ولديه المئات من حرسه فيها، كما أنه يمكنه استخدام الأنفاق التي أنشاها تحت الأرض".
ووفقاً للرواية الأميركية، فإنّ البغدادي وزوجته فجّرا نفسيهما، "هذا هراء"، بحسب ما قال شابوفالفو، فالبغداي يمكنه الهروب من المنطقة كونه يعرفها جيدا أو القيام بإطلاق النار على مهاجميه، فهو مدرب على ذلك، بحسب ما علّق فيكتور دفورتسوف، مقاتل سابق في الوحدات الخاصة الروسية.
كيف عرف الأميركيون بسترات الانتحاريين؟
وبحسب الرواية الأميركية، فإنّ البغداي ومن معه قاموا بتفجير نفسهم باستخدام 3 سترات متفجرة، كما أنّ الجنود الأميركيين المشاركين في العملية لم يصابوا بأي أذى، في الوقت الذي أكّدت القيادة الأميركية العملية بدون وقوع إصابات كما لو أنّهم شاهدوا مقتل الإرهابي بأعينهم، وهو ما يشبه لحد كبير ألعاب الفيديو.
الجيش الأميركي أعلن أنّه قام بقصف للمنطقة من الجو بعد انتهاء العملية، حتّى "لا يصبح مكان عبادة لأنصاره"، والسؤال هنا، لماذا يتم قصف المنطقة بعد انتهاء العملية في الوقت الذي قاموا فيه في وقت سابق؟
يرجّح الخبراء سبب ما قامت به الولايات المتحدة هو إخفاء آثار الحمض النووي للبغدادي حتى لا يتم التعرف إليه، إن مات بالفعل، في الوقت الذي لا يوجد به أسباب واضحة لمثل هذا القصف.
أين التسجيل المصور للعمليّة
تعتبر وحدة "دلتا" من نخبة الوحدات الخاصة التابعة للجيش الأميركي، ويتم توثيق وتسجيل جميع عملياتها بكاميرات خاصة من أجل أن تستخدم للتحليل والمناقشة في وزارة الدفاع "البنتاغون".
أي أنّ عملية تصفية البغدادي كان يجب أن يتم تصويرها لعرضها على الرئيس الأميركي، فتسجيل الفيديو في عمل هذه الوحدة إلزامي من أجل الحصول على المعلومات، ولتقديم تقرير يستند على معطيات ما تم تصويره.
وعلق دوفورتسوف، قائلاً: "إن لم يكن هذا التسجيل موجوداً، فكل شيء مزيف بنسبة 100%".