أغرقت مياه الأمطار العديد من المناطق، وأرخت بظلالها على الحراك والحركة السياسية، إلا أن المشاورات البعيدة عن الأضواء تواصلت للتكليف والتشكيل الحكوميين بعد الاستشارات الرسمية.
ورغم الأمطار، ثمة تحركان مهمان غدا، الأول تظاهرة حاشدة ل"التيار الوطني" أمام القصر الجمهوري، وتجمع قوي وكثيف للمحتجين في وسط بيروت، والتحركان متزامنان قبيل الظهر.
وبين هذا وذاك، تظاهرة سيرا على الأقدام من بيروت إلى طرابلس، وغدا من طرابلس إلى بيروت.
وفي "بيت الوسط"، حركة سياسية واقتصادية وشعبية تأييدا للرئيس سعد الحريري. وبرز منذ قليل إعلان الرئيس بري أنه مع إعادة تكليف الرئيس الحريري، ومع حكومة مصغرة أو أصغر من الحكومة الحالية وفيها تمثيل للحراك.
ووسط كل ذلك، تأكيد أميركي في وزارة الخارجية على الشراكة مع الجيش اللبناني ومواصلة دعمه.
وفي الشأن المالي، شدد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على أن المصرف لا يدرس فرض قيود رسمية على رؤوس الأموال. وأكد سلامة لوكالة "رويترز"، أن إعادة فتح البنوك بعد أسبوعين من الإغلاق لم يسبب أي مشكلة في أي مصرف.
وفيما يسأل الكثير عن مواعيد الاستشارات النيابية للرئيس عون، أوضح القصر الجمهوري أن المواعيد ستعلن قريبا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
انكفأت الحركة الاحتجاجية في الشارع، لكن فتح الطرقات لم يفتح الطريق أمام عملية تشكيل الحكومة، ذلك أن مشاورات تجري بعيدا من الإعلام لبلورة الخيارات من حيث شكل الحكومة وطبيعتها وبرنامجها ورئيسها الجديد، علما أن زوار عين التينة نقلوا عن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوته إلى توزير ممثلين عن الحراك الشعبي في الحكومة العتيدة، وهو موقف متقدم لم تطرحه أي من القوى السياسية سابقا.
وتأسيسا على ذلك، لم تعلن رئاسة الجمهورية بعد عن موعد الإستشارات النيابية الملزمة، بانتظار نضوج نتائج تلك المشاورات، وهو الأمر الذي عكسته الرئاسة في بيان لمكتب الإعلام أشار إلى أن الرئيس ميشال عون يجري الإتصالات الضرورية لحل بعض العقد حتى يأتي التكليف طبيعيا ما يسهل عملية التأليف. وأكدت الرئاسة أن التحديات أمام الحكومة العتيدة، تفرض مقاربة سريعة لكن غير متسرعة لعملية التكليف، مشددة على أن موعد الإستشارات سيحدد قريبا.
وفي مرحلة الاستطلاع والتشاور حكوميا، تواصل الحياة الطبيعية التقاط أنفاسها، بدفع من توقف الاحتجاجات في الشارع.
وبعدما عبرت المصارف قطوع الافتتاح أمس، ظل الهدوء النسبي يحكم القطاع في اليوم الثاني للعودة إلى العمل. ولم تشهد المصارف أي حركة غير طبيعية لسحب الأموال، وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن البنك لا يدرس فرض قيود رسمية على رؤوس الأموال.
في الموازاة جرى التداول بالدولار لدى الصيارفة اليوم، بسعر تراوح بين 1580 و1600 ليرة، وهذا أدنى سعر منذ شهر ونصف شهر.
وإذا ما واصل هذا الاختبار عبوره السلس، فإن من شأن ذلك أن يقلص مساحة القلق لدى الناس، بما يؤسس لإعادة تحريك الدورة الاقتصادية والانتاجية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
موعد الاستشارات القريب، تحدده المشاورات المتواصلة لتأمين معالجة هادئة وحل بعض العقد المطروحة، حتى يأتي التكليف طبيعيا، والتأليف سهلا. هي رؤية الرئاسة الأولى العارفة بالتحديات الكبيرة التي تنتظر الحكومة العتيدة، ما يفرض مقاربة سريعة لكنها غير متسرعة لعملية التكليف، لأن الاستعجال في مثل هذه الحالات، يمكن أن تكون له تداعيات مضرة، كما جاء في بيان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية.
وما جاءت به أجواء المشاورات أن كل الخيارات لا نزال مفتوحة، لا سيما حول اسم الرئيس المكلف. أما طبيعة الحكومة فإن خيار التكنوسياسي هو المتقدم، على أن الصورة النهائية لا زالت غير مكتملة، حتى اكتمال المشاورات السياسية ومن ثم الاستشارات النيابية.
أما صورة الردع بوجه العدو الصهيوني، فهي مكتملة وواضحة عند الاحتلال ومحلليه، الذين رأوا بمعادلة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الجوية، تحديا جديدا هو الأول من نوعه، مؤكدين أن استهداف "حزب الله" للطائرات المسيرة الاسرائيلية بصواريخ جديدة، أربك القيادتين العسكرية والأمنية المقتنعتين بأن الحزب سيكمل ملاحقة طائراتهم التي لا يمكن التخلي عن مهمتها ومعلوماتها، مع الخشية من امكانية استهدافها ما سيزيد الواقع تعقيدا، بحسب المحللين الصهاينة.
واقع صهيوني معقد أصلا عند الحدود مع قطاع غزة، حيث تفرض المقاومة الفلسطينية معادلاتها بالرد على الاعتداءات، مؤكدة استعدادها للذهاب أبعد من ذلك إن تمادى العدوان.
في حصيلة خسائر العدوان على اليمن، كشف جديد للجيش واللجان أحصى خسائر المرتزقة لأهل العدوان، بحوالي ثمانية آلاف سوداني بين قتيل وجريح ومفقود، غررت بهم حكوماتهم واستخدمهم العدوان السعودي- الاماراتي- الأميركي في معركة لا هدف لهم فيها ولا عنوان.
ومن عناوين العدوان ما تعرضت له اليوم قناة "المنار" عبر استجابة شركة "تويتر" كما "فيسبوك" للاملاءات الأميركية والصهيونية، وحظر معظم الصفحات الخاصة بالقناة عن منصتها من دون أي انذار مسبق. أما "المنار" التي لم يستطع أن ينال من صوتها لا عدوان صهيوني دمر مبناها ولا آخر رجعي حاول حجبها عن الأقمار الصناعية، فإنها لن تعدم وسيلة للوصول إلى جمهورها رغم كل أساليبهم القمعية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
يخطط الثوار الأحد لصعق جسم السلطة الهامد، سعيا إلى تذكير الحكام بأن المنتفضين لم يتراجعوا ولم ينسوا، وبأنهم لم يسقطوا الحكومة من أجل الوقوع في فخ تصريف الأعمال.
إذا، وتحت عنوان وحدة الساحات والمطالب، يعود الثوار إلى الساحات غدا، بعدما شعروا بأن أهل الحكم التقطوا أنفاسهم وسخفوا انتفاضتهم وجيروها لأنفسهم، وذهبوا أبعد إذ بدأوا ينظمون صفوفهم لإطلاق ثورة مضادة مكونة من جمهورهم الانتخابي وأحزابهم، والحشد الأقوى سيكون ل"التيار الوطني الحر" في بعبدا الأحد، وقد وضع تحت عنوان دعم الرئيس العماد عون في الذكرى الثالثة لتوليه سدة الرئاسة.
وكان مناصرو الرئيس بري تجمعوا اليوم حول عين التينة للتأكيد على أنه خط أحمر، فيما اكتفى السيد حسن نصرالله بموقف حزبه وذكر بقدراته العسكرية والتحشيدية من دون أن يحتاج للنزول إلى الأرض.
اللجوء إلى الشارع أو التلويح به، يؤشر إلى أن السلطة تبغي القول للثوار بأنها تملك أعدادا وجمهورا لا يشاطرهم الوسائل نفسها لتأليف الحكومة وإحداث التغيير، وهذا يبطن نية باتت مكشوفة بأن شكل الحكومة الجديدة سيتحدد انطلاقا من هذه الموازين. وتأكيدا على صوابية النظرية، فإن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية أصدر بيانا أكد فيه ان خطورة الأوضاع تحتم التحرك السريع لتأليف الحكومة لكن ذلك لا يعني التسرع، ليخلص إلى أن الاستشارات الملزمة سيحدد موعدها في وقت قريب، مسقطا، الأحد بعد الظهر والاثنين، كموعدين محتملين لبدء الاستشارات.
توازيا، يرشح من الاتصالات الجارية في أروقة المقار الرئاسية ثلاث صور متباينة للحكومة العتيدة: الأولى تكنوقراطية بالكامل برئاسة الحريري. الثانية تكنو- سياسية برئاسة الحريري أيضا تضم أحزاب السلطة بممثليها الرئيسيين. والثالثة، شبيهة الثانية لكن تستبعد منها الوجوه المستفزة. الجامع بين الأشكال الثلاثة، أنها تلاقي اعتراضات أساسية من أهل السلطة أنفسهم، وحساسية مفرطة من الرئيس الحريري على الوزير باسيل، وأخيرا، أنها لا تأخذ في حسابها أبدا حقيقة ما يطالب به المنتفضون.
مؤدى هذا، أن التغيير قد يحتاج ربما إلى المزيد من الوقت والمزيد من الاعتراض في الساحات، قبل أن تؤخذ مطالب الناس على محمل الجد. جنبنا الله تكاليفها الباهظة على وحدتنا واقتصادنا وماليتنا العامة وأمننا الوطني.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
في اليوم الـ 17 على "17 تشرين الأول"، عند أي خط تستقر التطورات؟.
على مستوى التكليف، لم يصدر بعد بيان الدعوة إلى استشارات التكليف من قصر بعبدا، بل صدر بيان يعلل تأخير بدء هذه الإستشارات، ومن أسباب التأخير "حل بعض العقد المطروحة حتى يأتي التكليف طبيعيا، ما يسهل لاحقا عملية التأليف".
بهذا البيان، يربط رئيس الجمهورية التكليف بالتأليف ويضعهما في المنزلة ذاتها، بمعنى ألا تكليف قبل مؤشرات التأليف.
هل سيمر هذا الموقف على خير لدى أوساط "بيت الوسط"؟، هل سيعتبر اختزالا لدور ومسؤولية وصلاحيات الرئيس المكلف في التأليف؟. البيان لا يكتفي بتلازم مساري التكليف والتأليف، بل يتحدث عن مقاربة سريعة لكن غير متسرعة لعملية التكليف.
البيان صيغ بلغة قانونية، فكيف يمكن تبسيطه وتسييله في السياسة؟. هذا يعني أنه ما لم تظهر ملامح التشكيل فلماذا العجلة في التكليف؟، ومن سيكون المكلف؟، هل يعود الرئيس سعد الحريري؟، وكيف ستتم تسميته إذا كانت القطيعة بينه وبين الوزير جبران باسيل غير مسبوقة؟.
في مطلق الأحوال، إن بعد غد الإثنين لناظره قريب، بعد تطورين ميدانيين: الأول: تجمع "التيار الوطني" على طريق القصر الجمهوري في بعبدا، دعما للخطة الإصلاحية لرئيس الجمهورية. الثاني: "أحد الوحدة"، وهو التحرك في كل المناطق اللبنانية متابعة للحراك وللانتفاضة.
وغدا مساء، وبعد ارفضاض الساحتين، سيعود الكلام السياسي، فهل يكون الإثنين هو "إثنين استشارات التكليف"، أم أن الرئاسة ستنتظر نضوج المشاورات لتحدد الاستشارات؟.
لا معطيات مستجدة، بل إن التشنج مازال على حاله بين "بيت الوسط" و"ميرنا شالوحي".
وهذا المساء، نقل موقع "المستقبل" عن الرئيس بري قوله: "مع إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري". أما بالنسبة الى التأليف، فأكد أنه مع حكومة مصغرة أو أصغر من الحكومة الحالية و"أنا متمسك بتمثيل الحراك".
وما يدعو إلى الإستغراب، أن بعض السياسيين يتصرفون وكأنهم يملكون ترف الوقت أو ترف إضاعة الوقت، في وقت يحتاج البلد إلى كل دقيقة وحتى كل ثانية، ربما الذين يفكرون وفق منطق ألا شيء مستعجلا، قد يستفيقون على أن الوقت نفذ وليس هناك من تمديد للوقت الضائع.
وانعكاسا للسياسة، كيف تفاعلت الأسواق النقدية لليوم الثاني على عودة فتح المصارف أبوابها؟. حركة كثيفة لكن ما خفف منها، الطمأنة التي أطلقها حاكم مصرف لبنان من أنه لا يجري بحث فرض أي قيود رسمية على رؤوس الأموال.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
رمت بعبدا بحمولة الاختلاق على الإعلام، لكنها أصدرت بيان نفي في معرض التأكيد. فهي وإذ لامت الصحافة على تداول معلومات مختلقة عن الاستشارات، فقد عززت هذه المعلومات جملة وتفصيلا، عندما ربطت الاستشارات بالمعالجة الهادئة وحل العقد وتسهيل التأليف قبل التأليف. وقال بيان القصر إن الاستعجال ستكون له تبعات مضرة.
وطمأننا إعلان بعبدا إلى أن الرئيس ميشال عون يجري منذ الاستقالة الاتصالات الضرورية، وأنها ليست المرة الأولى التي يعمد فيها رئيس الجمهورية إلى إجراء مشاورات تسبق تحديد موعد استشارات التكليف. لكن البيان لم يلحظ أن هذه الاستشارات يجريها رئيس "التيار القوي" جبران باسيل في القصر الرئاسي، لا صاحب الفخامة.
وكذلك لم يتوسع البيان في الشرح عن الجهة المتشاور معها، فمشاورات مع من؟: مع قوى ينتظر الشعب الخلاص منها، حكمت البلاد بفساد طويل العمر وقد تظاهر الناس ضدها، واليوم يريد تغيير وجوه كالحة أنهى زمنها، والاستشارات باتت ملزمة وعاجلة للتكليف والإتيان بوزراء منحوا الثقة عبر ثورة المحرومين.
وبصريح الوزارة، فلا شيء في لبنان اسمه تكنوقراط، هناك تكنوسياسي، تكنو أزلام، تكنو أحزاب، أما حكومة الخبراء المستقلين، فإنها سوف تتعرض للسرقة الموصوفة من قبل المرجعيات القابضة، ويصبح عندنا: التكنو للوزراء وللسياسيين بقية العبارة.
وقياسا على مطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري، فقد أبلغ المعنيين أنه مع إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، وتأليف حكومة مصغرة يتمثل فيها الحراك، ويمكن توزير سياسيين وتقنين. وشدد بري لموقع "المستقبل" على العجلة في التكليف، لكن عجلات بعبدا متوقفة لألف سبب معلن ومن دون سبب مقنع. ولا يفسر التأني الرئاسي إلا في إطار عدم تطمين الحريري، وتركه يتقلب على جمر التكليف. أما إصرار بري على تمثيل الحراك فذاك حركة ليس هدفها الاعتراف بقوى الشعب، بقدر ما تستدرج خلافا بين مكونات ثورة لا رأس لها ولا قادة ولا ممثلين.
والاعتراف سيد أدلته في عين التينة اليوم، التي كاد ميحطها يتحول إلى ثكنة لمجرد خبر مجهول المصدر عن تظاهرة سوف تحوم حول قصر الرئاسية الثانية. استنفار أمني وقطع طرق، قبل أن تتحول التظاهرة إلى تضامن داخلي يردد شعارات مؤيدة للرئيس.
وتأييدا للرئاسة الأولى، بدأ "التيار الوطني" يحشد لأحد ميشال عون، تحت عناوين الدعم لخطته الإصلاحية، وهي تظاهرة برتقالية حصرا تخلو من دعم "حزب الله" في الميدان، بحسب مصادر قريبة إلى الحزب.
وعلى "ذات" الأحد وبمضمون الثورة، تنطلق "تظاهرات الوحدة" في المناطق، لتستكمل مسار المطالب، وأهمها المحاسبة والتوزير من خارج الطبقة الفاسدة. ويمكن أن يبقى هذا الحراك على تألقه في الشارع، أداة ضغط على السلطة، ومن دون تهويل بالفوضى والفراغ وضرب الاقتصاد والوضع المالي، لأن المصارف في يومين اثنين، أكدت ثبات الوضع النقدي. وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ل"رويترز" أن إعادة فتح المصارف بعد أسبوعين من الإغلاق "لم يسبب أي مشكلات في أي بنك". فيما أكد رئيس جمعية المصارف سليم صفير بدوره اليوم، أن المصارف اللبنانية لم تشهد أي تحركات غير عادية للأموال يومي الجمعة والسبت، بعدما ظلت مغلقة أسبوعين بسبب الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد. وأضاف إن رد الفعل هو تقريبا ما توقعناه وترقبناه.