تواصلت التحركات الإحتجاجية في مختلف المناطق اللبنانية لليوم الـ26 على التوالي، وكان اللافت بينها الإعتصام أمام مصرف لبنان في شارع الحمرا، تزامناً مع المؤتمر الصحافي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي تناول آخر التطورات في ما يخص الأزمة الإقتصادية والمالية. كما برز إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة التشريعية التي كان مقرراً عقدها غداً الثلاثاء، إلى يوم الثلاثاء المقبل في 19 الجاري، وذلك على وقع الدعوات لاغلاق الطرقات والمنافذ المؤدية إلى مبنى مجلس النواب لمنع وصول النواب إليه وإقرار عدد من المشاريع.    

موقف برّي لم يثنِ المتظاهرين عن موقفهم، فأعلنت حملة "لحّقي" في بيان أنّ الإضراب مستمر على الرغم من إلغاء الجلسة التشريعية. وفيما يواصل الطلاب استمرارهم في الإضراب، أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب إقفال المؤسسسات التربوية نظراً لاستمرار الانتفاضة الشعبية. كذلك قرّرت المصارف الإبقاء على قرار الإقفال في ظلّ إضراب نقابات موظفي المصارف، مع استمرار التفاوض معهم للعودة عن القرار.  

اعتصام أمام كهرباء لبنان

ونفذ المعتصمون اليوم، تحركاً أمام مبنى مؤسسة كهرباء لبنان في منطقة مار مخايل، فعمدوا إلى إضاءة الشموع، بعدما وضعوا في محيط الشركة القماش الأسود، وواصلوا اعتصامهم على وقع الأناشيد والأغاني الوطنية. وكان المعتصمون افترشوا الأرض ونصبوا خيماً ورفعوا عليها الأعلام اللبنانية، وأقاموا عدداً من المحاضرات، شارك فيها نقابيون وأساتذة وناشطون.

ولاحقاً أعلنوا نقل اعتصامهم إلى مكان آخر، بعدما أمضوا 24 ساعة في هذه المنطقة، لتعميم مطلبهم بتوفير الكهرباء 24/ 24 ساعة يومياً.

اعتصام أمام مصرف لبنان

نفّذ صباح عدد من المحتجين اعتصاماً صباح اليوم أمام "مصرف لبنان"، تزامنًا مع المؤتمر الصحافي الّذي عقده حاكم المصرف رياض سلامة، وقال فيه: "اننا امام مرحلة جديدة سنحافظ فيها على سعر صرف الليرة ويوجد فرق بين السعر لدى مصرف لبنان ولدى الصيارفة وهو نتيجة عرض وطلب ونتيجة أن المصرف لا يتعاطى بالاوراق النقدية بالدولار".

وأضاف سلامة: "بهذه الظروف الاستثنائية هدف البنك المركزي هو الحفاظ على الاستقرار بالليرة اللبنانية وامكاناتنا متوفّرة لذلك وأخذنا ما يقتضي من اجراءات لحماية الودائع كي لا يتحمّل المودعون الخسائر".

طلاب الروح القدس يعتصمون

كما نفذ طلاب جامعة الروح القدس في الكسليك اعتصاماً أمام حرم الجامعة، حيث أقفلوا جميع المداخل للضغط باتجاه عدم استكمال الدروس.

ساحات لبنان لم تنطفئ

وتتابعت التحركات في ساحتي رياض الصلح والشهداء، لليوم الـ26 من أيام الثورة، حيث احتشد المتظاهرون مطالبين بالإسراع في الاستشارات النيابية، مشيرين إلى أنّ التحركات غداً ستكون أمام قصر العدل في بيروت وفي صيدا.

في ساحة ايليا - صيدا، تجمع المتظاهرون اليوم كالعادة، وعملوا على شرح قانون النقد والتسليف.

في طرابلس استقبلت ساحة النور المتظاهرين الذي قدموا من بيروت وجبيل والذوق وعمشيت وبعلبك الهرمل. كذلك انطلقت مسيرة من الميناء إلى ساحة النور، حمل فيها المتظاهرون لافتات جاء فيه "سفارتنا لبنانية سفاراتكم أجنبية"، "الشغل خط أحمر، الإنماء خط أحمر".

في عكار انضم محتجون جدد إلى الاعتصام في ساحة حلبا، حيث تتواصل الهتافات المطلبية، وأبرزها المطالبة بمكافحة الفساد، استرداد الأموال المنهوبة، قضاء عادل ونزيه بعيد عن التسييس، وحقوق عكار بالانماء المتوازن.

الاعتصامات استمرت كذلك في حاصبيا حيث نفذ ناشطون في الحراك المدني، اعتصاما وسط بلدة ميمس، رفعوا خلاله الأعلام اللبنانية ولافتات تندد بـ"الفساد المستشري في مختلف قطاعات الدولة". وترافق ذلك مع انتشار عناصر من الجيش.

في سهل البقاع، ازدحمت ساحة شتورة بالمعتصمين الذين رفعوا الهتافات المطلبية.