كان ما شهدته عاليه أخيراً كفيلاً بتظهير وجود تباعد في الرؤية السياسية للأشياء بين حزبين كان يفترض أن أحدهما انبثق من رحم الآخر. فقبل يومين أقدم مجهولون على حرق خيمة للحراك كانت لا تزال قيد الإنشاء. وُجّهت أصابع الاتهام إلى "الاشتراكي" كإعتراض على تواجد "الشيوعي" في ساحته، بينما نفت وكالة داخلية عاليه في الحزب "التقدمي الاشتراكي"، "كل الاتهامات" وقالت: "لا علاقة لنا لا من قريب ولا من بعيد بهذا الأمر".
في المبدأ ثمة علاقة تاريخية نشأت بين الحزبين "الشيوعي" و"الاشتراكي" نتيجة التقارب الإيديولوجي، على اعتبار أن الحزبين كانا من ذات التحالف الدولي اليساري الكبير ويشكلان جزءاً من الحركة الوطنية والجيش الشعبي. شكّل الوجود السوري محطة مفصلية في العلاقة حيث تراجع دور "الشيوعي" وحمّل "الاشتراكي" المسؤولية لكونه كان جزءاً من النظام، تهمة يرفضها "الاشتراكي" الذي يعتبر أن هناك من حاول النيل من "الشيوعي" جسدياً قبل النيل منه سياسياً.
في قراءة "الاشتراكي" أن "الشيوعي" انقسم على ذاته، بدليل انتقال الشهيد جورج حاوي وقدامى "الشيوعي" إلى مقلب مختلف عن الآخرين. ومع بروز حركة "14 آذار" برزت حركة اليسار الديموقراطي، فاتُّهم "الاشتراكي" أنه ساهم في نشأتها على حساب وحدة "الشيوعي" وهو ما اعتبره الأول محاولة لتفادي "الشيوعي" إرباكه الداخلي. ومع وصول حنا غريب لرئاسة "الشيوعي" حاول "الاشتراكي" نسج علاقة وفتح صفحة جديدة مع "الشيوعي". نجحت المساعي نوعاً ما، لكن مع انطلاق الحراك الشعبي توجه نشاط "الشيوعي" باتجاه عاليه والاقليم والشوف من ضمن المناطق التي تحرك ضمنها، لكن خطوته فسرت من قبل البعض وكأنها موجهة ضد "الاشتراكي". وجاء حريق خيمة الحراك كدليل إضافي على محاولة الأخير التضييق على "الشيوعي"، وهو الامر الذي ينفيه "الاشتراكي" معتبراً أن "غياب تعاطف الأهالي معهم لا يعني ان الحزب يحارب وجودهم". تعدّدت مآخذ "الاشتراكي" على الحزب "الشيوعي" ليعتبر الأول ان الثاني يقف خلف الاتهامات لزعيمه وليد جنبلاط بموضوع أزمة البنزين وتصويره وكأنه المالك لكل المحطات.
"لا علاقة ولا عداء في الاساس" بين الحزبين، على حد قول عضو المكتب السياسي في الحزب "الشيوعي" عماد سماحة، "بل ثمة احترام متبادل" إنما على صعيد الانتفاضات "كانوا دائماً في مواجهتنا الى جانب احزاب السلطة".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.