تحت عنوان: "لبنان: تأليف الحكومة انطلق في "منطقة رمادية" والخيوط الإقليمية... على الخط"، كتب وسام أبو حرفوش وليندا عازار في صحيفة "الراي" الكويتية: عشية دخول تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان أسبوع الثاني غداً، لم تخْرج البلاد من "تحت تأثير" تشظياتِ المسار الذي أوصل إلى تسميته التي ما زالت تصطدم في الشارع بـ"حائط صدٍّ" في البيئة السنية وبما يشبه "نصف الفرصة" التي تمنحها "ثورة 17 أكتوبر" لتبيان "الخيط الأبيض من الأسود" فيما إذا كان مخاض التأليف سيُفْضي إلى تشكيلةٍ من اختصاصيين مستقلين تصرّ عليها الانتفاضة الشعبية تمهيداً لانتخاباتٍ نيابية مبكّرة.
ولم يَحُلْ استعدادُ البلاد لأخْذِ "استراحة" عيد الميلاد دون انطلاق مسار التأليف الحكومي القابعِ في "منطقة رمادية" كبيرة تُظَلِّل العديد من جوانبه رغم الخيارات الحاسمة لـ "ثلاثي" تيار المستقبل (بقيادة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري) وحزبيْ "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" برفْض المشاركة بأي شكل في الحكومة الجديدة.
فهذا الواقع الذي يجعل التحالف الذي أوصل دياب بـ "تكليف اللون الواحد" (من فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما) أمام حتمية الوصول إلى حكومة اللون الواحد، لا يُسقِط التباسات عدة تحوط بنقاط عدّة أبرزها "دوز" الحزبي - السياسي في "خلْطة" حكومة الاختصاصيين التي أعلن الرئيس المكلف أنه يريد تشكيلها.
ذلك أنه بعدما كان دياب أكد أكثر من مرة أنه مع تشكيلة الاختصاصيين المستقلين، في موازاة إشارات من "حزب الله" إلى أنه مع أوسع مشاركة وأوسع غطاء سياسي للحكومة، جاء كلام شريكه في الثنائية الشيعية رئيس البرلمان نبيه بري ليؤشر إلى رغبةٍ في "مساكنة" بين الحزبي والاختصاصي في "حكومة الإنقاذ".
ولم يتوانَ بري أمس عن تأكيد أن لا مشكلة "اذا كانت حكومة اللون الواحد بعد كل محاولات إشراك الجميع"، معتبراَ "ان مثل هذا الأمر يحصل في أكثر ديموقراطيات العالم"، وقائلاً رداً على قول دياب إنه يريد حكومة من الاختصاصيين والمستقلين: "هذا رأيه ولنا رأينا. وفي أرقى الديمقراطيات يشترك حزبيون وتكنوقراط في مجلس الوزراء الواحد. وتستطيع الأحزاب أن تقدم وجوهاً شفافة وخبيرة وقادرة على تولي إدارة الوزارات".
وفيما اعتُبرت الإشارات المتناقضة حيال طبيعة الحكومة وشكلها على أنها مؤشر إلى أن مسار التأليف قد يكون بدأ سلوك "درْب الأشواك" بين أبناء الصف الواحد، برز أمس كلام نقله زوار دياب عنه حول أنه يريد لحكومته معايير توحي بالثقة "فتكون مصغرة ومتجانسة وتضم أخصائييين مستقلين وغير حزبيين وخصوصاً في الوزارات الحساسة والدقيقة".
وإذ لم يُعرف إذا كان هذا الكلام من باب فتْح الباب أمام تشكيلة تكنو - سياسية، سواء بمعنى تكنوقراط يعيّنهم الأحزاب أو تكنوقراط يتعايشون مع حزبيين، فإن عملية التأليف أخذت أمس منحى تنفيذياً للمرة الأولى منذ التكليف وذلك مع الزيارة التي قام بها دياب للرئيس عون.
وفي حين كان عون جَزَمَ إبان التفاوض مع الحريري بأنه متمسك بحكومة تكنو - سياسية في موازاة إعلان حزبه ("التيار الوطني الحر") أنه مع حكومة من اختصاصيين تعيّنهم الأحزاب، يفترض أن يكون الرئيس المكلف بحث مع رئيس الجمهورية في مواصفات الحكومة والوزراء وعددهم (يريدها دياب من 18 أو 24 وزيراً) والحقائب الوازنة بعدما أنجز دياب هيكلية أولية في هذا المجال.