نشر موقع "الجزيرة" تقريراً عن التطورات الأخير حول ليبيا، مشيرا ألى ان "إعلان البيت الأبيض عن محادثة هاتفية جرت بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي بخصوص الشأن الليبي، يمثل آخر حلقات موقف غامض مرتبك تتخذه واشنطن تجاه تصاعد الأحداث في ليبيا".
وأكد البيان الصحفي الصادر أمس الخميس أن الزعيمين دعوَا إلى وقف "التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية" إلا أن بيانا مصريا موازيا ذكر أن السيسي أشار إلى أهمية الدور الذي تقوم به قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في مجال "مكافحة الإرهاب في ليبيا".
ويوضح السفير الأميركي السابق ديفد ماك -الذي سبق له العمل في سفارة بلاده بطرابلس إبان حكم معمر القذافي أن موقف بلاده الرسمي يتمثل في الاعتراف بحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوسط بين الفرقاء الليبيين من أجل الوصول إلى تسوية سياسية.
ويشير ماك إلى أن "إدارة ترامب تتواصل مع جميع الليبيين بمن فيهم حفتر من أجل الوصول لتسوية سياسية".
وقدم أربعة أعضاء من مجلس النواب الأميركي مشروع قرار "قانون استقرار ليبيا" يحمل رقم 4644 قبل نهاية تشرين الأول الماضي. ويهدف القرار إلى التأكيد على أن سياسة واشنطن تجاه ليبيا تدعم التوصل لحل دبلوماسي للصراع، وأنها تدعم الشعب الليبي.
وتبنت واشنطن موقفا غير مرحب بلجوء طرفي الصراع الليبي لطلب الدعم من أطراف خارجية لمساندتهما في الحرب. فقد أعربت مورغان أورتاغوس (المتحدثة باسم الخارجية الاميركية) عن قلق بلادها "إزاء طلب حكومة الوفاق الوطني الحصول على دعم عسكري من تركيا".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس الخميس بخطاب إن البرلمان سيصوت في كانون الثاني المقبل على مقترح قانون لإرسال قوات إلى ليبيا.
في الوقت ذاته، قال مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية لوكالة "رويترز" إن بلاده "تشعر بقلق بالغ إزاء اشتداد حدة الصراع في ليبيا، وسط تقارير عن وجود مرتزقة روس يدعمون قوات حفتر على الأرض".
وكانت تقارير مختلفة قد أشارت إلى زيادة أعداد قوات شركة فاغنر من المرتزقة الروس داخل ليبيا.
وذكر مصدر دبلوماسي بواشنطن طالباً عدم الكشف عن هويته "تزايد النشاط العسكري الروسي غرب ليبيا أصبح مصدر إزعاج كبير للدوائر الأميركية".
وشهد الشهر الماضي اجتماعا بين مسؤولين أميركيين كبار وحفتر اعتبره بعض الخبراء دليلا على تزايد قلق واشنطن إزاء "استغلال روسيا للنزاع على حساب الشعب الليبي".
ودعت واشنطن حفتر إلى إنهاء هجومه على طرابلس، معتبرة أن ذلك سيؤدي إلى تسهيل المزيد من التعاون بين الولايات المتحدة وليبيا.
تردد في الضغط على الحلفاء
وتشير دراسة حديثة لخدمة أبحاث الكونغرس بشأن الصراع الليبي إلى قلق واشنطن من توافر بيئة مشجعة للجماعات "الإرهابية" داخل ليبيا بسبب الانقسام السياسي والعسكري بين الفرقاء الليبيين. ورأت الدراسة أن التوصل لحل سياسي سيخدم مصالح واشنطن بليبيا، وذلك على العكس مما يراه حلفاء واشنطن الإقليميون.
ويرى السفير ماك أن واشنطن تفتقد القدرة على الضغط بهذه القضية حتى الآن، وقال إنه لا "وجود لضغوط أميركية جادة على حلفائها الإقليميين كمصر وتركيا والإمارات وقطر والسعودية من أجل إيقاف تدخلهم العسكري بالشأن الليبي لصالح طرف أو آخر".
واستبعد ماك أن تتدخل بلاده عسكريا في ليبيا "حتى إذا تدخلت روسيا رسميا في الصراع الليبي الداخلي" إذ تخشى إدارة ترامب التدخل العسكري في أي نزاع خارجي، و"لنا في حالة سوريا أو أوكرانيا نموذج لهذا التردد" كما يقول السفير الأميركي السابق.
ويعتقد ماك أن بلاده "فشلت حتى الآن دبلوماسيا في ليبيا، فلم تستطع واشنطن استخدام نفوذها الواسع لإدارة الصراع بدلا من ترك فراغ تملؤه دول مثل روسيا وتركيا وغيرهم".
ويرى أن ترامب "يريد أن يدعي أنه، وعلى العكس من الرئيسين بوش وأوباما، قد حافظ على بقاء القوات الأميركية بعيدا عن مناطق النزاعات العسكرية غير الهامة للأمن القومي الأميركي".