أكّدت وزيرة الداخلية والبلديات السابقة ريّا الحسن أن "التظاهرات الشعبية في أول شهرين كانت سلميّة ولم يحصل أي خطأ من قبل القوى الأمنية، ومنذ اليوم الأول قلت لكل العناصر وأكثر من مرّة ألّا تستعملوا العنف مع المتظاهرين".
وقالت الحسن عبر برنامج "صار الوقت" على قناة الـ"MTV": "عندما تغير الواقع على الأرض من قبل المتظاهرين، تغيّر تعاطي القوى الامنية مع العنف وعدم سلمية البعض". وأضافت: "انزعجت كثيراً بعد رؤية العناصر وهي تضرب الموقوفين. هناك جزء من العناصر غير منضبط ويقترف الاخطاء. اي مؤسسة في العالم فيها عناصر غير منضبطة". وقالت ردّاً على سؤال عن الملثّمين الذين رموا حجارة على المتظاهرين من فوق الأسطح في وسط بيروت: "هؤلاء شرطة مجلس النواب".
وكشفت أن "هناك مناصرين ينتمون لحزب 7 ينظّمون تنقّل المتظاهرين من البقاع وطرابلس وغيرها من المناطق، وحزب 7 ضالع في نقل العديد من المتظاهرين الذين شاركوا في التظاهرات الاخيرة في بيروت". وقالت: "لم يتبيّن لدينا ضلوع جهات خارجية بما حصل في الشارع في بيروت. هناك أجهزة ربما لبنانية ومخابراتية ضالعة بتأجيج الوضع في بيروت". وأردفت: "لم أندم لاعطائي علم وخبر لحزب 7 لانني اقتنعت وقتها بأنني قمت بشيء جيّد ولكن تحرّك هذا الحزب اليوم يرسم علامات استفهام".
ورأت أنّه"لا يعقل أن يخرّب أحد من تيار المستقبل بيروت التي هي حلم الشهيد رفيق الحريري"، معتبرة أن "أفضل طريقة للقضاء على الثورة هي تفخيخها من الداخل واخذها رهينة، وللاسف هذا ما يحصل هناك من يخطف الثورة اليوم ويحوّلها الى شيء آخر".
وقالت: "اتصلت بقائد الجيش للمؤازرة الامنية امام مصرف لبنان فكان الجواب مش قادر". وأضافت: "لم اقتنع بجواب قائد الجيش بعدم القدرة على مؤازرة القوى الامنية امام مصرف لبنان، ولكن في اماكن اخرى دعمنا الجيش".
وتابعت: "لا أعرف لماذا يعتبر البعض القوى الامنية عزرائيل، وفي المقابل يهللون للجيش، مع العلم ان طريقة التعاطي مماثلة".
ورأت الحسن أنّ "القوى الأمنية وقفت سداً منيعاً بوجه الفتنة بين السنة والشيعة والتي حاول البعض للاسف اثارتها على الارض"، وتابعت: "في الفترة الاولى من الثورة رأينا ما حصل على جسر الرينغ وحينها وقفنا حاجزاً منيعاً بين الثوار والشارع الآخر، كما أن المشاغبين الذين يقومون باعمال تخريبية يجب أن يحتجزوا".
وأضافت: "تعرضت لحملة اغتيال معنوية في الاشهر الثلاثة الاخيرة، وتأثرت كثيراً بالكلام الذي قيل عنّي وعائلتي تأثرت واولادي لكنّي أترك الوزارة وضميري مرتاح. لقد إستطعت بكل ما لي من قوة وضمير وتعب مقاربة هذه المرحلة الصعبة، وقد حصلت أخطاء ولست بوارد التبرير إنما قول الحقيقة".
وأشارت الحسن إلى أنّ "الرئيس سعد الحريري لديه ملاحظات على الحكومة لكنه يريد أن يمنحها الفرصة. ليس لدينا ترف الآن استهدافها منذ البداية".
ولفتت إلى أن "حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاؤهما شكلوا هذه الحكومة، وهي من لون واحد ولديها صبغة سياسية وبالتالي صعب ان تحظى بتأييد المجتمع الدولي". وتابعت: "اذا اردنا التغيير يجب ان يكون هذا الامر عبر آلية قانونية اي انتخابات مبكرة بدل التخريب".