أكدت وزيرة الاعلام منال عبدالصمد نجد، في حديث لـ"اذاعة لبنان"، ضمن برنامج "عالهوا سوا" الذي تعده وتقدمه الاعلامية أنجليك مونس، أن "لبنان بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى وزارة الإعلام، ليس بالمفهوم التقليدي القديم بل الاعلام التواصلي مع المجتمع واعطاء صورة السياسات الحكومية للجمهور، بالاضافة الى ضرورة الاستماع لهذا الجمهور". وأضافت: "عند طرح موضوع إلغاء وزارة الإعلام، لم نكن نملك المعطيات، ولم يتم وضع دراسة حول سبب الغائها، فهذه الوزارة لا تشكل عبئاً مالياً على خزينة الدولة، لان موازنتها تشكل 0.2% فقط من الموازنة العامة".
وقالت: " لديّ خطة تشمل لقاءات مع الجمهور لسماع آرائه واقتراحاته لنقلها الى الحكومة وتفعيلها"، داعية "الذين يتحركون في الشارع من اجل مطالبهم المعيشية بأن يتوجهوا الينا وان يقدموا لنا اقتراحاتهم على أمل حل الكثير من المشكلات".
وشدّدت عبد الصمد أنها "قادرة على قلب المعادلة السلبية الى ايجابية، والارادة موجودة طالما انه لا توجد اجندة سياسية ولا مصلحة شخصية"، موضحة أنها "تعمل حاليا على تجميع المعلومات لخطة عملها في الوزارة التي ستعلن عنها في وقت قريب"، مبدية استعدادها لمصارحة المواطنين حول اي عقبة تواجهها لا سيما ان الحكومة تشكلت بفعل الثورة والمطالب الشعبية، وانها تعتمد التواصل مع تلك الحركة المطلبية التي كانت هي جزء منها".
إلى ذلك، أكّدت عبد الصمد أنها "تضع على جدول أعمالها مشروع تعيين مجلس إدارة ليصار الى تطوير التلفزيون"، وقالت: "الرؤساء الثلاثة يتوافقون على اننا في عهد اصلاح، وضرورة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب واختيار الاكفأ والانسب للمركز، والآلية الموضوعة في مجلس الخدمة المدنية لجهة المساواة والعدالة هي موضوعية، لا سيما مع الدور الهام لمجلس الخدمة الذي هو دور رقابي فاعل".
وأضافت: "لا شيء مستحيلا في عودة تلفزيون لبنان الى المنافسة كما كان في عصره الذهبي حين كان مرآة للشاشة العربية، وهو أمر يمكن ان يعود من خلال الموارد البشرية والاجهزة والمعدات المتوفرة بالاضافة الى الارادة".
وشددت على اهمية "العمل على تطوير البرامج في تلفزيون لبنان واذاعة لبنان"، مؤكدة اهمية الارشيف في التلفزيون والإذاعة والوكالة الوطنية للاعلام وقسم الدراسات". وقالت: "من ضمن اولوياتي في الخطة التي وضعتها، ان ذلك الارشيف له قيمة مادية ومعنوية ويمكننا تطويره والانطلاق به الى العالم لترسيخ دورنا الاقليمي في الاعلام العربي، لنؤكد بأننا كنا منبرا للاعلام الحر وما زلنا، وان نستثمره كمتحف للصور والمقالات والابحاث النادرة وهو امر رائد للمنطقة، بالتعاون مع بعض الوزارات مثل: التربية، التنمية الادارية، الصحة العامة، الاتصالات والخارجية من اجل تحقيق النتائج الافضل".
وتوجهت الى الموظفين والعاملين في وزارة الاعلام بالقول: "سنعمل جميعا كخلية نحل من دون اهمال او استبعاد لاي شخص، لان الجميع سيشاركون في تلك الحملة الوطنية لانهاض الاعلام العام". ودعت "كل من لديه افكار رائدة الى تقديمها للاخذ بها".
ومع هذا، فقد رأت عبد الصمد أن "الإعلام الخاص يعكس صورة الواقع بتعدده واختلافاته"، وقالت: "اننا والاعلام الخاص نكمل بعضنا، وهدفنا رفع صورة الاعلام اللبناني الى مصاف الاعلام الافضل في العالم، وهي صورة تخدم الجميع".
وعن دور وزيرة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام مع الاعلام "المأجور"، قالت: "تضمن البيان الوزاري تفعيل دور المجلس الوطني للاعلام ليتمتع بدور تقريري ومواكبة التطور الحاصل. والهدف هو تحسين الاعلام وليس العقوبة التي قد تؤدي الى انهيار المؤسسة الاعلامية وهو امر لا نتمناه، لاننا ضد قمع الاعلام الحر، الا ان للحرية حدودا ويجب وضع ضوابط لها حتى لا تكون مؤذية وتشوه صورة البلد في العالم".
وقالت: "الفساد هو نتيجة نظام سيىء، ويجب الانطلاق باتجاه بناء نظام جيد مع ضرورة تكامل الادارة وتحديد المهام والقدرات، وان نعامل جميع الموظفين بموضوعية من دون اي انحياز".
وتحدثت عبد الصمد عند دور المرأة، فرأت أن "يوم المرأة العالمي لا يجب ان يقتصر على 8 آذار، اذ بمقدور المرأة أن تترك بصمة يومية في المجتمع، من خلال الانجازات التي تحققها"، مؤكدة أن "المرأة قادرة على تفعيل دورها في المجتمع، وكلما كانت فاعلة كلما خطت خطوة جديدة نحو المساواة التي هي شعار هذه السنة مساواة اكثر وانجازات اكثر".
وشددت على "قدرة المرأة على لعب أدوار فاعلة في كل المجالات"، آملة "تغيير الصورة النمطية"، وقالت: "ان المرأة شكل وفكر ومضمون، ويجب الاضاءة على هذه العناصر مجتمعة للتأكيد على انها امرأة فاعلة".