ولفتت الكاتبة إلى أن انتصار بايدن في ما قد يصل إلى عشر ولايات من أصل أربعة عشرة صوتوا أمس، من ماساشوستس الساحل الشرقي إلى تينيسي في عمق الجنوب وتكساس في الجنوب الغربي، يعكس الالتفاف الحزبي حول نائب باراك أوباما سابقا. وهو أيضا انتكاسة لبيرني ساندرز الذي أعطته الاستطلاعات هامشا مريحا الأسبوع الفائت في هذه الولايات قبل هزة كارولينا الجنوبية والتي غيرت كل شيء.
وأضافت كرم، أن قبل يوم السبت كان بايدن بموقع المهزوم بعد خسارة أيوا ونيو هامبشير ونيفادا، ليقفز اليوم إلى صدارة السباق بعد فوز بعشرين نقطة في ولاية النخيل. عودة بايدن الصاروخية وكمن ربح اليناصيب تبررها هذه الأسباب:
تمكن بايدن من توظيف أخطاء خصومه وحصد دعم حلفائه
ثانيا: التحام المؤسسة الحزبية والمرشحين المعتدلين خلف بايدن وهو ما مهد لفوزه في ولايات ماساشوستس ومينيسوتا وتكساس. فمن دون خروج المرشحين بيت بوديدجاج وآيمي كولبتشار من السباق وتأييدهما لبايدن ليل الاثنين، لما كان حصد هذه الولايات.
ثالثا: خلف الاستراتيجية الجديدة لبايدن هناك وجه ساعده في الأيام الأخيرة ورأى فيه المرشح الأنسب للحزب. هذا الوجه هو باراك أوباما الذي اتصل بداية بقنوات تلفزيونية في كارولينا الجنوبية ليدحض إعلانا يحرف كلامه حول نائبه السابق، ثم اتصل ببايدن مهنئا السبت وعاد واتصل بمنافسيه الديمقراطيين لإقناعهم بالخروج من السباق. دور أوباما هو في الكواليس وسيكون محوريا في توحيد صفوف الحزب.
رابعا: أخطاء منافسي بايدن أي ساندرز وعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ والسناتور إليزابيث وارن. فبايدن هو المرشح الأقل مثالية وكاريزما بينهم، إنما الأكثر خبرة واعتدالا في مواقفه السياسية بشكل جعله مقبولا من عدة فئات وشرائح في المجتمع الأميركي".
دور أوباما هو في الكواليس وسيكون محوريا في توحيد صفوف الحزب
واشارت إلى أنه من الخطأ تهميش موقع ودور بايدن بسبب عمره (77 عاما) وتلعثمه في الكلام أحيانا. فقوة بايدن هي تحديدا بسبب تواضعه وعمره وصورته المألوفة لدى الأميركيين، الذين يعرفون أخطاءه ولا يرون فيه المرشح المثالي إنما في نفس الوقت هو أقل حدة من جميع منافسيه. هناك أيضا تعاطف مع سيرته ومعاناته وكون بايدن خسر زوجته وابنته في 1972 في حادث سير وعاد ليخسر ابنه في 2015.
وختمت مقالها بالقول: "الحملة الرئاسية الأميركية ستكون بمعظمها حول الأمور الداخلية والمبارزات الشخصية وعبر تويتر بين ترامب ومنافسه المرجح بايدن. أما السياسة الخارجية فهي لن تصنع الرئيس الأميركي المقبل ولو أنها قد تطيح به في حال انكمش الاقتصاد الأميركي على وقع فيروس كورونا أو انفجار أزمة إقليمية تجر الولايات المتحدة إليها".