اليوم "سبت النور" الذي دل المؤمنين قبل ألفي عام على قيامة السيد المسيح، فادي البشرية.
في أرض مهبط الديانات السماوية الثلاث، الشرق، أبرز تجسيد للبشائر المسيحية لسبت النور، هو الأيقونة البيزنطية التي يظهر فيها يسوع بالثوب الأبيض المشع، وذلك في دلالة إلى الانتصار على الموت.
وفي ذلك السبت انبعث نور منه، فأنبئ من رآه بأنه مع حلول منتصف ليل السبت- الأحد الفصح، تتم القيامة المجيدة، فتمت.
وهو ما يستلهم اليوم في المخاض الكبير في العالم للقيامة، بالتعافي وبالانتصار على كورونا، كما في المخاض العسير في لبنان اقتصاديا وكورونيا. وعسى التعافي والقيامة والعودة إلى الذات الوطنية اللبنانية العميقة، قريبة.
هذه الروح، لفت إليها وزير الصحة حمد حسن، في جولته الواسعة جدا في برجا وسبلين وصور، حيث نوه بأننا في تضامننا وتعاوننا أظهرنا للعالم صورا مميزة في مواجهة فيروس كورونا، الذي أصاب حتى الآن ستمئة وعشرين في لبنان فيما بلغ عدد الوفيات عشرين. في الغضون حلت اليوم المرحلة الثالثة من عودة المغتربين إلى بيروت.
أما في العالم، فقد تخطى عدد الوفيات المئة ألف، وتخطى عدد الإصابات المليون والسبعمئة ألف.
في أي حال في زمن الفصح، وعلى غرار الجمعة العظيمة: مثلما غاب المصلون عن الكنائس اللبنانية وباحاتها، هكذا في سبت النور اقتصر الحضور على الأساقفة. البطريرك الراعي دعا من بكركي، إلى استلهام معاني القيامة والبركة، في مسار النهوض بلبنان وأبنائه ودولته، كما في الجهود لمواجهة كورونا، والانتصار على المصاعب والضائقات، ومن أجل الحفاظ على النظام الحر للبنان.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
إنه موسم الأعياد، في سبت النور اليوم، والجمعة الحزينة أمس، وقبلهما، لبنان كما العالم أسير غزوة كورونا.
في لبنان، البارز اليوم عزل بشري وحظر الدخول إليها والخروج منها، بعد رصد عشرات الإصابات بالفيروس. على مستوى لبنان ككل، سجل العداد اليومي صفر وفيات وعشر إصابات، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى ستمئة وتسعة عشر.
واليوم أيضا، دفعة رابعة من لبنانيي الخارج تعود إلى أحضان الوطن، آتية هذه المرة من الكويت ودبي وروما ولواندا. أما يوم الإثنين، فينتظر أن لا يسمح بالعودة على الطائرة الآتية من لندن، إلا للبنانيين الذين سيكونون خاضعين سلفا لفحص الـPCR ونتيجتهم سلبية، وذلك بعدما تبين إصابة ثلاثة عشر راكبا من الذين وصلوا على متن الرحلة السابقة من العاصمة البريطانية الخميس الماضي.
في العالم يتجاوز عدد الوفيات المئة ألف، والإصابات اخترقت حاجز المليون والسبعمئة ألف. والولايات المتحدة وحدها تتجاوز عتبة نصف مليون إصابة، وهي عادت إلى وتيرة الألفي وفاة يوميا، بحيث بات تجاوزها إيطاليا في هذا الشأن مسألة وقت قصير، وسط اتهامات للسلطات الأميركية بالتعتيم على عدد الضحايا الحقيقي.
إيطاليا من جهتها مددت الإغلاق التام، ووجهت نداء لمواطنيها: تذكروا الرابع من أيار. أما إيران فقد استأنفت عملها الإقتصادي في كل الأقاليم باستثناء طهران، وذلك ضمن خطة التباعد الاجتماعي الذكية، أو المرحلة الثانية في مواجهة كورونا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
عشية الفصح المجيد، لا صفح مرتقبا بين البشر، ولا قيامة من المآسي ما دام أن جائحة كورونا التي تعطل الكوكب لم تستطع إلى الآن تعطيل شيء من العدوانية الأميركية، بل جعلتها تطال حتى المنظمات الدولية. ففي عز المعركة ضد كورونا، أبقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سلاح العقوبات الاقتصادية حتى بوجه منظمة الصحة العالمية، متوعدا إياها بقرارات قاسية بشأن تمويلها، ومتهما إياها بالتركيز على الصين في مواجهة كورونا. فيما العالم يواجه يوما بعد يوم قسوة في موجات المرض الذي يفتك بالجميع، وتحديدا أوروبا والولايات المتحدة الأميركية التي توقع مواطنوها صيفا مفجعا مع كورونا.
في لبنان الواقف عشية تصاعد الاجراءات مع يوم أحد الاقفال ومنع تحرك جميع الآليات والسيارات إلا العمومية منها، لم يسجل اليوم خروجا عن نسب الاصابات المتوقعة، فيما بقي جسر عودة اللبنانيين إلى وطنهم وفق المرسوم له، مع تشدد في الاجراءات حماية للقادمين والمقيمين، فوصلت طائرة من الكويت على أن تتبعها ثلاث أخريات من دبي وروما وانغولا.
ومن الشوف والجنوب قيم وزير الصحة حمد حسن واقع المستشفيات الحكومية بمواجهة كورونا، مؤكدا أنه بالرغم من الامكانيات الحالية في وزارة الصحة، تم تأمين مبالغ ضخمة لتدعم المستشفيات الحكومية والمستوصفات على كل الأراضي اللبنانية.
من منبر الفصح وفي رسالته، قدر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ما تقوم به الحكومة، متمنيا لها ولرئيس الجمهورية النجاح في النهوض بلبنان. البطريرك الذي وصف الدولة بالمنهوبة، تمنى على حكومتها القيام بالاصلاحات المطلوبة، وفقا للعدالة الاجتماعية وفرض الضرائب المتناسقة مع مداخيل المواطنين، وجباية الضرائب من الجميع. كما تمنى منها المحافظة على أموال المواطنين في المصارف.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
كلما اقتربت الحكومة من اتخاذ قرار حاسم، يصب في مصلحة الخروج من الأزمة، ولو تطلب الأمر تضحيات، أطلت أفعى السياسية اللبنانية برؤوسها المتعددة من جديد. الأفعى معروفة، ومواعيد خروجها إلى الضوء مكشوفة، ورؤوسها التي تتوزع الأدوار بحسب الملف المطروح، مفضوحة: مفضوحة بتاريخها الأسود، ومفضوحة أكثر بارتكاباتها الاقتصادية والمالية، سواء بالتنفيذ أو التغطية أو مجرد الصمت، ومفضوحة أكثر وأكثر بمحاولتها التنصل من مسؤولية ثلاثين سنة وما يزيد، بإلقاء الملامة على من لم يمض على توليه المسؤولية ثلاثة أشهر.
ولكن، أن تكون الأفعى مفضوحة شيء، وأن تجد من يتجرأ على طردها قبل أن تلسع، أو قبل أن تسري السموم، شيء آخر. وعلى هذا الأمر بالتحديد، يتوقف هذه المرة، مستقبل مواطنين ومصير وطن.
وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة على هذا الصعيد، يبقى الاهتمام الأول باحتواء كورونا وحماية الناس. واليوم، كان قضاء بشري على موعد مع يومه الأول في العزل الصحي، في انتظار نتائج الفحوص التي بدأ إجراؤها اليوم، ليبنى على الشيء مقتضاه من تدابير.
ولمناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، رأى رئيس الجمهورية أن للقيامة هذا العام رسالة خلاصية فريدة، تتشارك فيها البشرية بأسرها بسبب وباء كورونا، الذي يحصد من أبنائها يوميا ما بات يشكل أكثر من عدد ضحايا الحروب الكبرى. ودعا رئيس الجمهورية إلى عدم الاستسلام لثقافة الموت وتداعياتها، وقال: أتوجه إلى اللبنانيين الموجودين منهم في أماكن الحجر، وإلى من هم على أسرَّة المرض، كما إلى جميع الذين هم في خطوط الدفاع الأولى من جسمنا الطبي والتمريضي، البعيدين عن ذويهم في يوم القيامة المجيد، مؤكدا أن المعاناة المشتركة لا بد ستثمر روحية تضامن وقيما فاعلة سيتجدد بها وطننا، ليسير قدما نحو آفاق الحياة وقد تعافى من آلامه، مفتخرا بأبنائه جميعا بمختلف انتماءاتهم، فالقيامة تبقى جوهر إيماننا وأصالة انتمائنا إلى هذا الوطن المثقل بالجراح منذ فجر تكوينه.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
فصح مجيد. صحيح أن القيامة هي فعل انتصار الإله المتجسد على الموت، لكن النموذج لم ينسحب على العالم، ولبنان جزء منه، إذ لم يتمكنا بعد من الانتصار على آلة الموت المستجدة المتجسدة بفيروس كورونا. لهذا يشغل الفيروس هذه الشاشة وكل الشاشات ويحتل صدارة الأخبار.
لكن الكورونا ليس القاتل المتربص بلبنان، فمنذ أن بدأت الحكومة تجاربها للنهوض بالبلاد من أزماتها المالية- الاقتصادية، لم يتوقف لبنان عن تسجيل المزيد من الغرق وفقدان الوجهة وضياع البوصلة. فبعد إجهاض ال"كابيتال كونترول"، رمي مشروع ال"هيركات" في التداول، وهو مشروع يهدد بتدمير النظام المالي- الاقتصادي- الاجتماعي الذي عرفه لبنان، من دون توفير رافعة بديلة للنهوض. لكن اللبنانيين على اختلافهم وخلافاتهم يبدو أنهم توحدوا لإسقاطه.
وفي انتظار إعلان وفاته، يصعق اللبنانيون من المواقف المريبة والمتناقضة التي يطلقها أهل الحكم: أولها، الانحسار المفاجىء للتأييد الوزاري- السلطوي لمشروع ال"هيركات"، بعدما رفضه الناس، بما جعل الجميع يسأل، هل ال"هيركات" هو مشروع المعارضة أم الحكومة؟، ثانيها، عدم اكتفاء معظم مكونات الحكومة بالتراجع عن المشروع، بل تدرجوا من هجائه الى إطلاق الوعود بإجهاضه حماية للبنانيين. ثالثها، تعرية الحكومة ووزير المال وجيش اللجان من صدقيتهم أمام المواطنين للمرة الثانية بعد اغتيال ال"كابيتال كونترول".
في السياق، يصرخ اللبنانيون بأعلى الحناجر: لماذا اصرار الحكومة على إضاعة الوقت واستدعاء المجاعة وتخريب الاقتصاد، فيما عناوين الخلاص واضحة ومعروفة، لمن يريد أن يقرأ ويسمع، إلا إذا كان المطلوب تغيير عقيدة لبنان المالية والاقتصادية، واستنساخ النماذج الكارثية المتبعة في بعض الدول التوتاليتارية التي تئن اقتصاداتها من الكساد وشعوبها من الجوع.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
لم تكد حكومة "مواجهة التحديات" تنشر مسودة خطتها للانقاذ المالي، حتى استهل هجوم سياسي شرس ضدها، كان رأس حربته الرئيس الحريري مدعوما برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحزب "الاشتراكي" وليد جنبلاط.
الهجوم الذي حمل عنوان الدفاع عن "أموال الناس"، ومنع مصادرة مدخراتهم من دون سد مزاريب الهدر، وصولا إلى التصدي لمحاولة السيطرة على مقدرات البلاد، كشف سريعا العقبات التي ستتعرض لها الحكومة، من لحظة انطلاق التفاوض الفعلي حول مسودة خطة الانقاذ المالية، وصولا إلى لحظة اعلان الخطة الفعلية.
على أساس هذا الهجوم، سينطلق التشاور وصولا للخطة، لا سيما وأن الحكومة، تعمل على مرحلتين: الأولى، إعادة هيكلة الدين وبدء التفاوض مع الدائنين في الداخل والخارج، واستعادة الأموال المنهوبة والمشبوهة المهربة، وضبط مزاريب الهدر، وعلى رأسها الكهرباء، إضافة إلى فرض الاصلاحات المالية، ووقف التهرب الضريبي والجمركي، وضبط المعابر غير الشرعية.
والثانية، إعادة هيكلة القطاع المصرفي تحت عنوان الحفاظ على أموال المودعين، وهو ما لن يبدأ قبل اتمام المرحلة الأولى، بحسب ما أعلن وزير المال غازي وزني للـ LBCI، مضيفا: "كل ما يحكى غير ذلك، أي ما يتم التداول به عن اقتطاع من أموال المودعين، أو ما يعرف بالـ haircut غير دقيق، وهو يحتاج إلى قانون ولم تتطرق له الحكومة لا من قريب ولا من بعيد.
وزير المال، وعند سؤاله عن كيفية تطبيق المرحلة الأولى، ولا سيما منها ما يتعلق باسترداد الأموال المنهوبة، قال إن "استعادة هذه الأموال لن تتم الا عبر وضع قوانين جديدة، وعبر مطالبة المصرف المركزي بلوائح الأموال المشبوهة التي خرجت من لبنان".
وزني كشف للـ LBCI أن "الحكومة ستختار الأسبوع المقبل شركة تدقيق مالي عالمية أي ما يعرف بشركة audit، بعد التوافق عليها وتكون مهمتها مراقبة كيفية إخراج الأموال من لبنان والتدقيق بها.
على هذا الأساس، يكون اللبنانيون أمام واقع جديد مبدؤه الاعتراف الرسمي بحقيقة خسارة الدولة والمصرف المركزي والمصارف لـ82 مليار دولار، أما ما يهمهم فعليا ألا يدفع "الاوادم" ثمن ما ارتكبه "الزعران" الذين سرقوا البلد، وأن تتمكن الدولة من اخراج "الاوادم" من نفق الافلاس بأقل الخسائر الممكنة، خصوصا أن فترة السماح التي أعطوها للسياسيين انتهت إلى غير رجعة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
شع سبت النور بعد جمعة حزينة، وفي انتظار أحد القيامة، فإن الكرة الأرضية معلقة على خشبة الخلاص من وباء قارب عداد الإصابات به أن يصل إلى عتبة المليونين حول العالم، فيما عدد ضحاياه تجاوز الخمسين ألفا.
وفي الوقت الذي تحولت كبريات مدن العالم المبتلية بالمرض، إلى مدن أشباح ومقابر جماعية متراصة، فإن لبنان ينأى بنفسه عن هذا المصير، بخطة صحية وأمنية نالت شهادة حسن سلوك بدرجة مقبول في عدد الإصابات والوفيات.
منذ بدء أزمة الوباء، تم التعاطي بمسؤولية مع تبعات المرض الذي ضرب أكبر اقتصادات الدول، وفي لبنان البلد المكبل بعجزه الاقتصادي والمالي، والغارق في ديونه حتى آخر شبر في مؤسساته، استطاع أن يلتقط أنفاسه من رئة ناسه، فكانت "صامدون" حملة من حملات نالت صك صدقها من الناس وللناس. دخلت معظم المدن والقرى والحارات، ولم تميز بين منطقة وأخرى، وهي مستمرة في تقديم المساعدات لشعب وحدته لقمة العيش، وقدمت التبرعات وكسرت الحواجز الطائفية والمذهبية وحتى السيطرة الحزبية.
ولكن في زمن العزلة، خرج من تقصد التحريض على "صامدون" و"الجديد" لغاية في نفس تشويه وتشهير، ففبرك إشكالات مصورة، تحديدا في مناطق بقاعية مشهود لها بوجود الثنائي "حزب الله" وحركة "أمل"، وجرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي على أن "الجديد" غير مرغوب فيه، علما أن "الجديد" واكب الجمعيات لتوثيق توزيع المساعدات.
وإذا كان القصد من ذلك التحريض على "الجديد"، فالرسالة وصلت لأن بعض مختاري إحدى البلدات البقاعية طلب إلى مراسلي المحطة المغادرة بناء على أوامر تلقاها. والمطلوب هنا من أولياء الأمر السياسي إصدار توضيح، أو على الأقل رفع الغطاء عمن يتلطى به لتبرير فعلته، فالوقت ليس وقت المنافسة لا الحزبية ولا السياسية، ولا هو وقت تصفية الحسابات الشخصية، والجوع لا يفرق بين هذه المنطقة وتلك، ولا بين هذا الفريق وذاك، وحملة "صامدون"، بالتكافل مع كل محتاج وبالتضامن مع كل متبرع، ستواصل تقديم المساعدات.
اليوم كانت مئات الحصص، وغدا توقعوا الألف، وخذوا العبرة في العمل الإنساني مما فعلته الوزيرة ليلى الصلح حمادة التي أخذت على عاتقها إنقاذ مئات الطلاب العالقين بين فكي كورونا في بلاد الغربة، وتكفلت من خلال "مؤسسة الوليد بن طلال" بتكاليف الرحلات، كي تعيد طلابا إلى وطنهم وأحضان عائلاتهم، في وقت تتربع فيه طبقة المليارات على ثرواتها. ولم نر مبادرة في ميقاتها، ولا فك أصفاد لخزائن من صفد، ولا حتى حوالة ممن حولوا أموالهم إلى الخارج وكدسوا الثروات بالصفقات والتلزيمات. وعلى هؤلاء تجوز رحمة ال"هيركات" وال"كابيتال كونترول".