ولفت باسيل، في حديث تلفزيوني، الى انه "لا يمكن ان تحاسب من يجاهد لتحقيق امر ايجابي بل من يعرقل وفي بعض المشاريع الداخلية حلفاؤنا اذونا اكثر من خصومنا"، واوضح بأن الخطأ الاساسي هو في عدم العمل لأن من لا يعمل لا يخطئ، والخطأ يكون ايضاً اذا قمنا بشيء يتناقض مع المبادئ وهذا ما لم يحصل".
وشدد باسيل على ان "قوتنا الوحيدة هي الناس، فليس عندنا مال ولا دعم خارجي، وفي النهاية الاحتكام يكون للانتخابات وثقة اللبنانيين، وفي النظام الحالي لا يمكن تحقيق نتيجة الا بأكثرية نيابية، سواء من طرف واحد او من تحالف على اساس برنامج وهذا امر ليس قائماً، فعلى سبيل المثال هناك اختلافات كثيرة بيننا وبين حزب الله حول مواضيع داخلية، وكذلك مع غيره". ولفت الى ان "الأكثرية ليست معنا ولو كانت لأصبحت الكهرباء اليوم 24/24".
ولفت رئيس تكتل "لبنان القوي" الى "اننا لم ننتظر الانهيار لنبدأ بالحديث عن اسباب الازمة، بل حذرنا من الوضع الاقتصادي ومن عدم امكانية الاستمرار في المسار الذي كنا نسلكه قبل سنوات، وهناك تصريحات موثقة لنا في هذا الاطار، والاصلاح مسؤولية لبنانية بالكامل اليوم وفي السابق كان هناك رعاية خارجية معروفة للبلد وكان على اساسها يتم التمويل لتأمين استمرارية الوضع كما كان عليه".
وعن اتهامه بموضوع الانحياز خلال توليه وزارة الخارجية، اجاب "انا كوزير خارجية مارست سياسة ابعاد لبنان عن المشاكل مئة في المئة وجميع المواقف التي اتخذتها كانت تصب في مصلحة لبنان، واتهامي بتنفيذ سياسة حزب الله لأننا متحالفون في السياسة غير صحيح، فأنا بالكاد تشاورت معهم في أي شأن حول سياسة لبنان الخارجية يوم كنت في موقع المسؤولية".
واعتبر بان "الحياد حلم من الاحلام اللبنانية لكنه يحتاج الى عناصر قوة لحمايته وهذا الأمر يتطلب حواراً حول موضوع حزب الله، وهو ما تحدث عنه تفاهم مار مخايل، ولكن انا ضد استعمال الموضوع لاستكمال الحصار على الحزب".
ولفت الى ان "اعلان بعبدا تحييد وانا مارست هذا الامر في وزارة الخارجية ووزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان تحدث عن ابعاد لبنان عن المشاكل، لكن هناك فرقاً بين هذا الامر وبين الحياد الذي يتطلب تعديلاً دستورياً وظروف تكوينه يجب ان نعمل عليها والبطريرك بشارة الراعي يدرك ان الامر لن يتحقق بين ليلة وضحاها". واشار الى "اننا لسنا منخرطين في محور اقليمي ورأينا معروف في موضوع الحدود ولا يجب ان نسقط من يدنا قدرة الدفاع عن لبنان فهذه ورقة في مواجهة اسرائيل والاستراتيجية الدفاعية تصب في هذا الاطار". اضاف: "هناك اعتداء دائم علينا ولولا معادلة القوة هل كان بإمكاننا الحديث عن نفط وغاز بوجود اسرائيل؟ فلماذا يجب ان نخسر ذلك؟".
واعتبر باسيل بان "هناك تحدٍّ حقيقي امام الدولة اللبنانية والسورية بعد اقرار الحكومة ورقة عودة النازحين الآمنة والكريمة والتقصير الاساسي هو من المجتمع الدولي الذي يقول للسوريين اذا عدتم سنوقف المساعدات وقبل كورونا كان يعود 30 الفاً في الشهر ولو لم تكن سوريا تريد عودتهم هل كانوا عادوا؟ وبرأيي ان الاتفاق الاميركي-الايراني واقع حتماً والمسألة هي متى ورهاننا على صمود لبنان والخروج من الازمة بتصحيح الاقتصاد والسياسة المالية ونحن مع العلاقة الطيبة مع كل الدول: مع ايران والسعودية ومع اميركا وروسيا وغيرها". وسأل: "هل هناك في لبنان من لا يتكلم مع حزب الله، ولو من تحت الطاولة؟ حتى القوات اللبنانية يفعلون ذلك، ويسعون الى ذلك مع ايران ايضاً، وانا اعرف ما اقول".
واشار الى انه "تهمنا العلاقة مع تركيا لكن هناك تمدداً تركياً سياسياً ومالياً وامنياً وانبه قادة اجهزة حاليين هم على علم بذلك ويسهلونه وهم ثلاثة من اصل ستة وعندما فتح الموضوع في المجلس الاعلى للدفاع مارسوا الوشاية على من تكلم، نحن نريد مساعدات للبنان في محنته وليس افتعال الفتن".
ولفت باسيل الى اننا لسنا ممثلين في الحكومة بأي وزير ورقم 97 بالمئة الذي تحدث عنه رئيس الحكومة غير واقعي، لكن هو يعرف كيف حسبه ومسؤوليتنا قائمة لأننا نمنح الحكومة الثقة وهي انجزت اموراً كانت من المحرمات، والحكومة قامت بأمور كثيرة ايجابية وهناك امور كثيرة لم تنجزها". واوضح بان "المشكلة الاساسية في التعيينات هي في الاتيان بمن ليس له صفات النزاهة والكفاءة وحق الحزبيين والمستقلين قائم بالتعيين وهذا امر بديهي، ولدي الجرأة في قول الامور كما هي اما الآخرون فيتحدثون عن رفض المحاصصة وهم يسعون وراء حصة".
واشار رئيس التيار الوطني الحر الى ان "همنا كهرباء 24/24 وهذا ما يتطلب 3 معامل وهي مطروحة منذ سنة 1978 واليوم افتعلوا المشكل بموضوع سلعاتا بالنكد السياسي، ولو لم توافق الحكومات على خطة الكهرباء لأمكن تحميل الوزراء المتعاقبين المسؤولية لكن المشكلة ان الافرقاء كانوا يؤيدون في مجلس الوزراء ويعرقلون تنفيذ ما وافقوا هم عليه في الخارج". وذكر بأن "هناك مشكلة في النظام، والبديل نظرياً عن حكومة دياب هي حكومة اخصائيين اخرى مدعومة من الجميع او من افرقاء، وكذلك حكومة تكنو-سياسية مدعومة من الجميع او من افرقاء، والا حكومة وحدة وطنية".
وتابع قائلا: "لا اريد ان اكون وزيراً وفي الحكومة السابقة لم اكن اريد لكن افرقاء كثيرين اصروا وعلى رأسهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ومن يضع علينا شروطاً في المستقبل سيلقى في المقابل شروطاً اقسى من قبلنا، ومن يراهن على تحقيق مكسب سياسي من الازمة لن يتمكن".
وفي الشق الاقتصادي، قال باسيل: "خيار صندوق النقد الدولي من الضروري الاستمرار فيه حتى النهاية والمعالجة اهم من قضية تحديد الخسائر وهناك منظومة مالية مستشرسة، وموقف التيار كان واضحاً في موضوع ارقام الخسائر والنائب ابراهيم كنعان قال انه ليس مع خطة المصارف وان الحكومة هي التي تفاوض، فنحن مع خيار ثالث"، اضاف: "نحن اول من تحدث عن توزيع عادل للخسائر، مع استثناء المودعين، بين مصرف لبنان الذي عليه ان يقبل بعدم إخفاء خسارته، والمصارف التي يجب ان تعترف بالخسارة على ان يكون لها وقت ورأس مال كاف لامتصاص الخسارة والانطلاق مجدداً، والدولة مع رفض الاستيلاء على املاكها واصولها، والمصارف ليست في موقع فرض شروط على الدولة اللبنانية".
واشار الى ان "السرية المصرفية كانت قيمة كبيرة في السابق ولكن بعد الذي حصل صارت وسيلة من وسائل حماية المافيا ومقاومة التدقيق الجنائي هي مقاومة لكشف الحقائق تماماً كمقاومة قانون كشف الحسابات والاملاك".